|
| الثقافية
يدرك الباحث في تاريخ الأدب في جزيرة العرب عبر الثلث الثاني من القرن الرابع عشر الهجري تفاوتا ظاهرا في وضوح النهضة الأدبية المعاصرة في بلدان الجزيرة العربية ومراكزها الفكرية الأدبية المعهودة، اذ يلحظ ان الحجاز بدأ يأخذ بأسباب تلك النهضة في وقت مبكر من بدايات العقد الخامس من القرن الرابع عشر الهجري أو قبله بقليل، ولكن تلك النهضة ازدادت يقظة منذ ضمت تلك البلاد الى بقية اجزاء البلدان السعودية عام 1343ه/1924م اذ أخذت بالفعل تفيد من مظاهر تلك النهضة، وبخاصة من الحواضر العربية المجاورة في الشام، ومصر، وغيرهما.
ولعل ما يمكن عده من أسباب تلك النهضة المعاصرة في هذه البلاد بعامة، ما أسهمت به الدوريات المحلية في تلك المرحلة المتقدمة من عطاء فكري، وتشجيع معنوي، اذ نشرت العديد من الآثار الأدبية، واستقطبت الكثير من الناشئة الموهوبين، ونشرت نتاجهم، ولعل من أشهر تلك الدوريات عندئذ جريدتا أم القرى، وصوت الحجاز، ومجلة المنهل ، اذ أسهم كل منها في اذكاء روح الأدب وتشجيعه، فلقد عدت بحق من أسباب تلك النهضة الأدبية الناشئة في بلادنا.
أقول: وتأتي مجلة المنهل في مقدمة تلك الدوريات الأدبية الثقافية التي أدت دورا جادا في يقظة الأدب في الحجاز بخاصة، ومعظم مراكز الفكر والأدب بالمملكة العربية السعودية وذلك للأسباب الآتية.
1 حماسة صاحبها ورئيس تحريرها الأديب عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله تعالى وما اضطلع به من رغبة في تشجيع الناشئة، واستكتاب اخوانهم الأدباء المعروفين بما أفضى الى نتاج أدبي فكري وافر.
2 استمرارية صدور هذه الدورية عبر النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري؟
3 شمولية عطاء هذه المجلة، وكثرة محتواها الأدبي.
4 اثارتها لبعض القضايا الأدبية المهمة.
5 ربط قراءة المثقفين بما تنهجه في تسلسل موضوعاتها، وبخاصة القصة.
6 ربطها بثقة الكتاب داخل المملكة العربية السعودية وخارجها بما كفل لها جمهورا مثقفا واعيا.
وعند ذلك كله أود القول بأن هذه الدورية الثقافية المهمة تحتفظ الآن بأعدادها التي تم جمعها وطباعتها، اذ هي موجودة في معظم مكتبات بلادنا، وان من حملته همته للدرس والتاريخ لهذا الأدب سيجد بغيته في هذه الدورية.
|
|
|
|
|
