|
| الثقافية
* المدينة المنورة محمد الدبيسي
وكان المساء جميلا,, جليلا,, بأميره,, وشاعره,.
كان المساء,, غير المساء,.
وكان الحضور,, غير الحضور,.
وكان الشعر,, هو الشعر,.
ولم يكن الشاعر ,, الا ذلك الشاعر,.
الشاعر الذي يدخل المدينة ولاول مرة,, شاعراً,.
فلقد دخلها من قبل,, مسؤولا,, وزائرا,.
ففي مساء استثنائي جميل حيث كان اليوم الجمعة 28 صفر 1421ه وكانت الساعة تشير الى التاسعة وخمس واربعين دقيقة وقاعة النشاط الثقافي بمدينة الامير محمد بن عبدالعزيز الرياضية بالمدينة المنورة,, تغص بالحضور,, حيث امتلأت بأدوارها ومقاعدها وجنباتها بالباحثين عن الشعر,, المنتسبين لخطواته,, وخطاياه,.
جميعهم اتى ,, ليستمع لغازي الشاعر,.
وليطالع عن كثب الرجل الذي رُسِمَ ثقافيا كما لو كان اسطورة,.
الشاعر الذي كتب القصيدة منذ اربعين عاماً,.
وكتب للتنمية وخطط لها,, وشارك فيها,.
وكتب الرواية,, وكتب السيرة,,! وكتب المسرحية,.
وكتب المقالة,, وكتب,, وكتب,,!!
ثم كتب عمره,, وحزنه,, وتاريخه,.
الشاعر الذي غنى للوطن,, فغناه الوطن,.
وكتب من (عين العاصفة) ,, يوم كان الحبر,, ناراً,, يجادل الرصاصة والمدفع,.
ويوم كان الوطن ,, كنا كان دائما وابدا,, قلبا واحدا,, وانسانا واحدا.
كل ذلك,, ولاجل ذلك,, وبذلك,, احتشد الجمع في ذلك المساء, فقد وصل صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة ورئيس اللجنة العليا لمهرجان المدينة المنورة الثالث وفي معيته صاحب السمو الملكي الامير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز ومعالي السفير الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا,.
والذي افتتح به شاعرا النشاط الثقافي لمهرجان المدينة المنورة,.
وبعد افتتاح الامسية بالقرآن الكريم قدم رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان الاستاذ عبدالرحمن الرحيلي كلمة ترحيبية بالضيف,, ثم القى الاستاذ الشاعر محمد هاشم رشيد رئيس نادي المدينة المنورة الادبي كلمة ترحيبية بالضيف الكبير مشيدا بمركزه العلمي والثقافي ومنوها بتنوع انساق التجربة المعرفية والثقافية لديه,, والمستوى الذي صار يمثله على خارطة الثقافة العربية والعالمية.
ومشيدا بالوقت ذاته بحرص سمو الامير مقرن امير منطقة المدينة المنورة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان على توفير واعداد الفعاليات المتميزة الهادفة لانجاح المهرجان.
كما القى الاستاذ محمد هاشم رشيد قصيدة ترحيبية بالشاعر الدكتور غازي القصيبي,,.
بعدها بدأ الدكتور غازي القصيبي منوها ومثمنا دعوة الامير مقرن له للمشاركة بمهرجان المدينة,, ومثمنا حرص سموه الكريم على حضوره وما يمثله هذا الحضور من فرصة ثمينة للالتقاء بجمهور الشعر,, الذين غصت بهن جنبات القاعة,, مما اثار دهشة الضيف وسعادته في آن واحد,, وقال: ان حضوركم يمنحني كثيرا من الدفء والثقة,, فبعد نصف قرن احس انني لازلت في اول الطريق مواطنا صغيرا في دولة الشعر,, ولكنني اكبر بحبكم وانمو بتجاوبكم,, واحس ان هذا التجاوب اعظم ما يمنح لاي شاعر,,
ثم تلا قصيدة جديدة كتبها بالمدينة المنورة بعنوان (يا اخت مكة) حيث يقول مطلعها:
تلك الثنيات فاذكر مطلع القمر واخشع مع الالق الطافي على الذكر أيام مولده أو يوم بعثته أو يوم هجرته ما شئت تفتخر في سيرة لم ير التاريخ توأمها برغم ما ابصرت عيناه من سير تلا الرسول كتاب الله فانتصرت دنيا بأكملها تصغي الى السور وجند الكفر,, ما للكفر من عدد فخر في قاع بدر دونما أثر |
الى أن يقول:
أوه اليوم نحن غثاء السيل ما كذبت مقولة نقلت من صادق الخبر |
بعد ذلك,, القى قصيدة أنت الرياض وهي القصيدة التي احتوتها المجموعة الشعرية الأولى للشاعر,.
ثم أعقبها بقصيدة أغنية للفارس والوطن وهي تحية للملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه,, في ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية,, ويقول في
مطلعها:
أسرج حصانك قرن الشمس ينتظر وهز بندك,, يسمع خفقة الظفر جرد حسامك بالايمان ترفعه وبالشهامة لا بالغدر ينتصر |
بعد ذلك القى قصيدة ترنيمة لسلمان وهي مهداة الى حفيده الأصغر سلمان ويقول في مطلعها:
سلمان,.
هل تمنعني تذكرة الدخول,.
الى عالمك الصغير,.
عالم الدمية والحليب والسرير,.
ثم ألقى بعدها,, قصيدة فهد ,, والتي أهداها,, وخاطب بها,, حفيده الأكبر فهد ,.
أقول لفهد,, حين طالعني فهد,.
اتجلعني جدا فدى لك الجد
أتجعلني جدا وكنت أنا الفتى
تجن به ليلى وتعشقه دعد
اتجعلني جدا وكانت قصائدي
ورود خدود يشتهي لونها الورد
يا مرحبا يا فهد,, بالقادم الذي
أطل على الدنيا,, كما يشرق الوعد
وتلاها,, بقصيدة مهداة الى حفيده,, وسميه الأوسط غازي ,.
قدم بعد ذلك,, قصيدة يارا,, والتي أثير حولها ابان نشره لها العديد من ردود الفعل,, والقراءات الانطباعية المؤثرة لبعض المتابعين,, لمثقفي العرب أمثال الكاتب الطيب صالح,, ومحيي الدين اللاذقاني,, ويقول في مطلع القصيدة,, والتي عنوانها,,بأطفلة الأمس هذي؟ ,.
العمر أنت ورياه ورونقه وأنت أطهرها فيه وأصدقه يارا أم الحلم في روحي يهدهدها يارا أم اللحن في قلبي يموسقه يارا,, أم عيونك هذا الفجر مشرقة أفديه عمرا يطل الفجر يعشقه أطفلة الأمس هذي أين دميتها وأين مهد أبات الليل أرقبه |
أعقبها بقصائد صدى من الأطلال ,, وآه بيروت وضربة من الشعر كما ألقى جملة من قصائد مجموعته الشعرية الأولى,.
اتجهت بعد ذلك الفرصة للحضور بإبداء مداخلاتهم,, وأسئلتهم للضيف والتي تمحورت حول تجربته الثقافية,, وبعض قضايا الأدب التي عالجتها وتطرق اليها من خلال مشاركاته المقالية في الصحف,, أو بحثها في مؤلفاته وكتبه.
قدم بعدها الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي نائب رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي,, دراسة نقدية تحليلية لقصيدة أنت الرياض نالت استحسان الشاعر,, والحضور.
وفي تمام الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة اختتمت الأمسية.
حيث شكر الشاعر الدكتور غازي القصيبي سمو الأمير مقرن والحضور على تشريفهم وحسن إصغائهم,, ومعربا عن سعادته بلقائهم,, بعدها غادر صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة مكان الحفل,, مودعا بالحفاوة والترحيب.
لقطات
** حضر الأمسية معالي الأستاذ عبدالرحمن محمد السدحان نائب الأمين لمجلس الوزراء ومعالي الأستاذ اياد مدني وزير الحج,, وسعادة الأستاذ فهيد فهد الشريف,, وعدد من المسؤولين.
** طلب الشاعر غازي القصيبي من الحضور اغلاق جوالاتهم,, واختصار التصفيق الى نهاية الأمسية,, حتى لا ينقطع حبل أفكاره.
** قامت بعض القنوات الفضائية والتلفزيون السعودي بتسجيل وقائع الأمسية.
** قبل بداية الأمسية,, كان صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز قد أمر بتخصيص مكان للسيدات وتم نقل وقائع الأمسية لهن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
|
|
|
