| مقـالات
تخريج الدفعة السادسة عشرة من طلبة الكلية والدورة الحادية عشرة من الضباط الجامعيين مساء امس السبت تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني يعد امتدادا لدور الكلية النابع من دور الحرس الوطني، المؤسسة العسكرية الحضارية التي تعنى بالناحية العسكرية وبخدمة المجتمع في نواحٍ متعددة.
ان مثل هذا الانجاز يجعلنا نتوقف عبر كلمات واقعية للنظر الى بيئة هذا الانجاز فمنذ ان بدأ الحرس الوطني عملية التحديث والتطوير بتوجيهات القائد الاعلى للقوات المسلحة انطلق المسئولون بالحرس الوطني، وبعد أن أوكلت لهم المهمة الصعبة، ليبذلوا قصارى جهدهم لوضع الخطوط العريضة والقواعد الأساسية للبناء الشامخ ليكون الحرس الوطني مركزاً للمستقبل الزاهر لهذا الوطن ومواطنيه.
وقد أخذ المسئولون التوجيهات الصائبة والسديدة من رئيس هذه المؤسسة العسكرية الحضارية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والذي وضع استراتيجية واضحة ومميزة أن تستند خطط المسئولين إلى مبدأين رئيسين: الأول: ايجاد الإنسان الصالح المؤمن، والآخر، اعتماد التقنية العسكرية الحديثة في هذا العصر المتطور، فكانت كلية الملك خالد العسكرية إحدى نتائج التطور العسكرية البناء وتخرجت الدفعة الأولى من طلبتها في شهر شعبان 1405ه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما تم تخريج الدفعة الثانية ومعها الدورة الأولى من الضباط الجامعيين في شهر شعبان 1406ه تحت رعاية ولي العهد الأمين, هذا الاهتمام والحضور يجسد، ولا شك، التلاحم الوطني العميق بين المواطن والقيادة ويعكس الشعور المتبادل الصادق الذي يتميز به قيادة هذا الوطن والشعب.
واستمرت الكلية تخريج ضابطا مزودا بالمعارف العلمية والإنسانية والعسكرية التي تؤهله للعمل والقيام بواجبه القيادي وباسلوب قائم على الخبرة والتفهم والممارسة الميدانية يقودها قائد الكلية صاحب السمو الملكي الأمير الفريق الركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني.
إن هذه المناسبة العزيزة على قلوب منسوبي الكلية من عسكريين ومدنيين تذكرنا بعبارات كريمة شامخة صادرة من رئيس الحرس الوطني سمو ولي العهد عبدالله الذي أكد أن ,, كلية الملك خالد العسكرية,,, إنجاز جديد من إنجازات الحرس الوطني في مجالات التعليم والتدريبات العسكرية واعداد القادة العسكريين من الشباب,, ولا يخالجنا أدنى شك نحن أعضاء هيئة التدريس من مدنيين وعسكريين بالكلية أن عبارات سموه تعد بحق علامات مضيئة على طريق النهضة والازدهار الذي يعطي الثقة والأمل في الإنسان السعودي إذ يعبر سموه ,,, وإذا كانت الصراعات والمعارك إنما تحسم في قلوب الرجال وعقولهم واراداتهم قبل أن تخاض في قلوب الرجال وعقولهم واراداتهم قبل أن تخاض في الميدان فإننا لا يخامرنا أدنى شك أن الإنسان السعودي العربي المسلم وهو مسلح بالعقيدة الصحيحة وبالعلم والمعرفة والتدريب قادر بإذن الله على الثبات (في وجه كل) التيارات الهدامة، وبإخلاص لدينه ومليكه سيكون الحرس الأمين لأمن هذا الوطن واستقراره تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله إذا كلية الملك خالد العسكرية إنجاز من إنجازات الحرس الوطني فهذا الأمر يذكرنا بأن الحرس الوطني دائما يخرج علينا بأفكار تنبع من عبق التاريخ المتجدد لأصالة هذا الشعب السعودي من جيل البطولة والجهاد الذي قاده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في مسيرته المظفرة لتوحيد هذه البلاد وبناء الدولة السعودية الحديثة شعارها المحبة والسلام.
أن تاريخ الحرس الوطني بشهادة الوطن، ولله الحمد، قبس من هذا التاريخ العام للمملكة، فالتشكيلات القتالية التي أدت دورا كبيرا تحت قيادة الملك عبدالعزيز في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث هي الأصل الكبير الذي انبثق عنه فيما بعد الحرس الوطني والذي صدر الأمر الملكي الكريم بتشكيله في سائر أنحاء المملكة بتاريخ 10/9/1374ه.
فسمو ولي العهد، برئاسته هذه المؤسسة بعد صدور الأمر الملكي الكريم 1384ه، وبقيادته هذه السفينة الأصيلة المتطورة جعل من الحرس الوطني إشراقة وانطلاقة متجددة في عصر ومرحلة جديدة ورث رجال الحرس الوطني منه خصائص العقيدة,, تهون عندهم الروح وتحلو الشهادة في سبيل الله ثم المليك والوطن, ويتسمون بالعمل كفريق واحد ويتكافلون بعضهم البعض في السراء والضراء ، كما استمدوا من شخصية سموه السماحة والعزة والعلاقات الحميمة والجاهزية تضبطها أصول الفروسية والشهامة ليقف الحرس الوطني مخلصا، مؤدياً لرسالته العطرة، الرسالة التي رسمها سمو ولي العهد المستمدة من مفاهيم المؤسس والده رحمه الله الملك عبدالعزيز فهو لا يرى الحرس الوطني مجرد مؤسسة عسكرية بل يرى في الحرس الوطني مؤسسة انسانية حضارية تسهم بدور في العملية الحضارية لهذا الوطن، وهذا العالم المضطرب وسموه دائما يؤكد أننا ,,, في هذا العالم نتابع ما يجري، ونتفهم مشاكله ونأخذ منه ما نرى أنه مفيد، ونرفض ونتحفظ على كل شيء مضر بنا وبمعتقداتنا وأصالتنا،,, نعم سنطور مفهوم الإنسان وفكره مثلما نطور سلاحه ومفهومه العسكري , إنها عبارات انارت الطريق لمن يعمل وجعلت الصغير والكبير يعملان ليكون الحرس الوطني قوة نظامية تساير تطور العصر وتستطيع القيام بواجباتها خير قيام؛ فهؤلاء الخريجون اليوم إضافة جديدة لقواتنا المسلحة بأفرعها المختلفة سوف تسهم في الدفاع عن ميثاق شرف هذه الأمة (الدين ثم المليك والوطن) ولعل من نافلة القول إن تحرير الخفجي عام 1991م من الاحتلال العراقي خير دليل على قيمة وبسالة رجال الحرس الوطني، ودور الحرس الوطني في الدفاع عن حياض الوطن الغالي.
إن هذه المناسبة الطيبة من تخريج طلبة الكلية والطلبة الجامعيين يجعلنا ننظر إلى شمولية عمل الحرس الوطني وبالفعل يؤكد للجميع أن الحرس الوطني مؤسسة عسكرية وحضارية وما يقوم به الحرس الوطني وبتوجيهات مستمرة من ولي العهد سلمه الله خير دليل؛ برامج في الشئون الدينية، برامج في التعليم والثقافة (كالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية )، برامج في الخدمات الصحية (مستشفى الملك فهد وغيره)، برامج في الإعلام والنشر والمكتبات (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مجلة الحرس الوطني، مجلة كلية الملك خالد العسكرية)، برامج في الإسكان والمدن الجديدة نقله الإنسان من بيئة الصحراء الى بيئة المدنية)، برامج في التربية الرياضية والترفيه، برامج مشاركة اجتماعية في خدمة الحجيج، المرور، المؤتمرات، المعارض، البعثات، التدريب، التسليح، النقل، وكل ما يتصل بالمجتمع المدني والعسكري.
إنها بحق إنجاز يستوجب منا جميعاً أن نثمن جهود رئيس الحرس الوطني ونحن نحتفل اليوم بإنجاز جديد: تخريج طلبة كلية الملك خالد العسكرية ويتطلب الأمر أن نضاعف الجهد والعمل الدؤوب في استمرارية التطوير وبناء ضابط الحرس الوطني بشكل جدي واكثر تجديدا نظريا وتطبيقيا حتى يستمر الحرس الوطني كما خطط له, وفي الختام ندعو الله العلي القدير أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والنائب الثاني رئيس مجلس الوزراء وأن يوفق أبناءنا الخريجين لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.
* كلية الملك خالد العسكرية قسم العلوم الإنسانية
|
|
|
|
|