| مقـالات
** لقد عرف العالم القريب منا والبعيد عنا الكثير من منظوماتنا التنموية ومنجزنا المادي.
لكن هذا الوطن ليس حضارة أسمنتية فقط
إنه حضارة إنسان,, وعطاء فكر وإبداع ثقافة.
وهذا الجانب المهم يحتاج إلى معرفة الآخرين من الاشقاء وغيرهم.
وهذا دور ورسالة المثقفين وأصحاب الكلمة في بلادنا وليس دور الأجهزة الرسمية.
***
** إنني لسعيد أن أجد مبادرات شخصية من بعض مثقفينا كتلك المبادرات الثقافية الجميلة التي يقوم بها سمو الامير الشاعر خالد الفيصل في عدد من الدول الشقيقة ليسهم في التعريف بعطاء وثقافة وإبداع إنسان هذه الأرض التي غاب عطاؤه وإبداعه خلال السنوات الماضية أو بالأحرى حاول البعض تغييبه مع أنه منجز ثقافي يستحق أن يصدر إلى الآخرين وحسبه أنه منجز يستند إلى الثوابت التي تجعله عطاء فاعلا ومضيفا!
لقد قام الأمير خالد الفيصل خلال الفترة الماضية بعدة رحلات لعدد من الدول العربية وغيرها ألقى فيها محاضرات وحاور المثقفين ، واقام معارض فنية، وأحيا أمسيات شعرية، وحققت هذه المناشط الثقافية نجاحاً كبيراً تجسد بذلك الحضور المكثف وذلك التفاعل الكبير من قبل المثقفين والمواطنين العرب في تلك الدول.
ولعل آخر رحلة ناجحة قام بها كانت إلى لبنان الشقيق، وقد كانت رحلته بكافة مناشطها من كلمة وأمسية ومعرض وحوارات عرسا سعوديا ثقافيا تزامن وسار في مواكب أعراس لبنان الجميل وهو يحرر جنوبه،ويستعيد أرضه وكرامته،كما قال مثقف لبناني.
والأمير خالد كعادته لا يحبذ أن تكون المناسبات التي يقوم بها عادية ,, بل يحرص على أن يكون فيها شيء متميز.
وكانت مفاجأة سموه في هذه الرحلة فكرته الرائدة بإنشاء جائزة فكرية للمبدعين العرب في أي مجال والتي طرحها في المؤتمر العربي الثقافي في لبنان ووجدت صدى وتجاوباً كبيراً، بل رسمت أنهاراً من الفرح في قلوب المبدعين العرب في ظل ضآلة الأفراح العربية وكثافة أحزانها.
لقد جاءت شمعة فكرية مضيئة حملها ودعا إليها رجل من بيت العرب وسوف تكون ان شاء الله عامل حفز لكل المبدعين والعلماء العرب في مواجهة الاحباطات العربية، وإنني لمتفائل بنجاح هذه الفكرة وتحقيقها لأهدافها السامية التي ارتآها صاحبها للمزيد من خلق التنافس والجو الجميل للمبدعين العرب من ادباء وأطباء وعلماء ومهندسين من أجل المزيد من الإبداع العربي في مختلف أشكاله للإسهام في خدمة وطنهم العربي الكبير وللإضافة إلى الحضارة الإنسانية التي كنا أحد أهم روافد عطائها، كما أ ن هذه الجائزة تجيء حفزا وتشجيعاً لمبدعي هذه الأمة الذين عضهم الدهر بنابه رغم نباهتهم وعطائهم، ولكنه حظ أمتهم .
وباقة ورد للمبدع العربي خالد الفيصل السفير الثقافي السعودي المتجول .
***
** وقفة!
** عندما تجلس إلى سمو الأمير خالد الفيصل لا تخرج من مجلسه إلا بحصيلة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية .
قد يعرف الكثيرون الأمير خالد مسؤولا ناجحا، وشاعرا مبدعاً,,ولكنهم لا يعرفونه في مجالسه الخاصة محاورا مثقفا ومتحدثا واسع الاطلاع،وإنك لتستغرب من وقت سموه كيف يتسع لكثير من الأعمال والقراءات والأفكار التي يعطي لكل واحدة منها حقها باقتدار ونجاح، ولعله التنظيم والدقة والتجربة وتوظيف الوقت بما يفيد وينفع.
إن الذين يسعدون إلى الجلوس إلى سموه سواء داخل المملكة أو في سفراته الثقافية خارجها يشعرون فعلا بمتعة الحوار، وأدب الحديث مع سموه، وبعيداً عن عاطفتي نحوه، وعن صداقتي وعلاقتي الثقافية التي أعتز بها، فإن مبدع في أحاديثه وشيمه كما هو مبدع في عطائه وإبداعه تماماً كما هو مبدع في عشقه لوطنه الذي يشكل واسطة العقد في كل أعماله واحاديثه.
ولكم كان الخليفة عبدالملك بن مروان صادقاً عندما قال:
جربت متع الدنيا فوجدت أمتعها محادثة الرجال ذوي العقول .
***
* آخر السطور:
** أبيات جميلة للشاعر الراحل نزار قباني عن لبنان الجمال والثقافة :
كان لبنان لكم مروحة تنشر الألوان والظل والظليلا كم هربتم من صحاراكم إليه تطلبون الماء ,, والوجه الجميلا آه يا عشاق بيروت القدامى هل وجدتم بعد بيروت البديلا؟ |
* فاكس 4766464
|
|
|
|
|