| محليــات
** الذي يتابع وسائل الإعلام,, والذي يتابع العالم حوله,, والذي يعيش مع الآخرين,, يدرك أن العالم كله وبدون استثناء بقعة واحدة يعيش حالة تحول متسارعة.
** العالم وكما يظهر,, ينتقل من حالة إلى حالة,, ومن وضع إلى أوضاع أخرى مغايرة,, كما يظهر,, أن هذا التحول العجيب السريع,, تيار جارف,, لن يترك أحداً أمامه,, وأن أبرز ملامحه مايلي:
** أولاً: إن هذا التحول معد له من قبل وليس وليد اللحظة,, ولهذا,, عندما اقترب القرن من نهايته,, انطلقت الفضائيات والأقمار والإنترنت,, وانطلق شعار العولمة,, وانطلقت القات والتجارة الحرة,, ودخل السبعة الكبار في حوارات ونقاشات قيل إنها صناعية والله أعلم فيمَ يتحاورون؟ وهل تقف حواراتهم عند حدود الصناعة والتجارة وتبادل المنافع,, أم أننا كعالم ثالث جزء من القسمة؟!
** ثانياً: إن هذا التحول العجيب صاحبه تطور في كل شيء ,, في المعدات والتجهيزات والأدوات والكمبيوتر والميكنة والتقنية وسرعة تبادل المعلومة وفي أمور كثيرة تشاهدها حولك,, وتدرك أنها كانت جزءاً من اللعبة,, وأنه عندما خطط لهذا التحول وهذا الاندماج وهذا الصهر,, كانت أدوات الانصهار جاهزة لصهر العالم كله في بوتقة واحدة,, فقد سبق كل هذا التجاذب,, طرح الفضائيات والإنترنت والعولمة,, لتهيئة العالم كله لقبول الأمر الواقع,, ولإطلاع كل فرد في هذا العالم على الثقافة المنشودة.
** ثالثاً: إن هذا التحول,, أشد ما يكره الثوابت فهو لا يريد مجتمعاً منغلقاً متمسكاً بثوابته أياً كانت,, سواء كانت ديناً أو عادات أو تقاليد,, وسواء كان هذا الدين صحيحاً,, كإسلام أو كان منسوخاً,, كاليهودية والنصرانية,, أو كان أساطير وأكاذيب,, كالبوذية والهندوسية وما شاكلها,, فهو لا يريد كل ذلك,, بل يريد عالماً واحداً,, وثقافة واحدة لا تؤطره أطر.
** رابعاً: إن هناك في هذا العالم,, من لم يصدق بهذا التحول,, بل الكثير في العالم,, لا يكاد يصدق حتى اللحظة,, أن هناك شيئاً اسمه,, تحول اضطراري أو لا إرادي ولكن,, من ينكر ذلك,, فعليه أن يسأل نفسه,, هل حال مجتمعنا كمثال قبل عشر سنوات أو عشرين سنة,, هو حاله اليوم في كل شيء؟!
** وهل الفضائيات والانفتاح الإعلامي لم يؤثر فينا خلال السنوات الأخيرة؟! مجرد سؤال.
** وكما أن الذوبان والاندفاع نحوها,, ضار جداً,, فإن مواجهتها ومصادمتها ومحاولة طردها لن يجدي ولن ينفع,, لأنه تيار جارف,, ولو منعت كل وسائل الاتصال من منزلك وأغلقت باب منزلك,, فإنك لن تمنع تأثر ابنك أو بنتك مع الأقارب والأصدقاء,, ومع الزملاء في المدارس وفي كل مكان,, ولن تمنع ابنك من الذهاب هنا وهناك وزيارة أصدقائه واحتكاكه بالناس حوله.
** شيء مهم يجب أن نلحظه في النهاية,, وهو أننا نملك الدين ,, فمتى التزمنا بديننا التزاماً صحيحاً,, ورجعنا إلى الله,, وعرفنا مالنا وما علينا,, فسنأخذ من هذه التيارات ما يفيدنا وينفعنا,, وننبذ ما يضرنا ويسيء لنا,, حتى لو وصل الينا.
** ولكن,, متى ضيعنا ديننا,, فسنكون نهباً لكل أحد.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
|
|