| محليــات
*مكة المكرمة أحمد الحربي
حث فضيلة الدكتور عمر بن محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام المسلمين على تقوى الله والتقرب إليه بالعبادة والعمل الصالح والخوف منه وطلب مغفرته والزهد في الحياة والإقبال إلى الله طلباً للجنة وقال فضيلته إن الخوف من الله عز وجل وصف به الذين يخشونه من عباده المؤمنين فقال عز شأنه عن ملائكته يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وقال عن أنبيائه ورسوله إنهم كانوا يسارعون في الخيرات,, وكانوا لنا خاشعين حيث وصفهم جل وعلا بالاخلاص والخشوع والمسارعة إلى الطاعة مع دوام الخوف والخشية وقال تعالى:إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق خشية لله, وكان يقول صلى الله عليه وسلم والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى , وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن الأخيار من سلف هذه الأمة من أشد العباد خشية لله حتى كان أبو بكر رضي الله عنه يقول وددت لو أني شعرة في جنب عبد مؤمن ولما حضرته الوفاة قال والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد وكان في وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من الدموع ولما حضرته الوفاةوأثنى عليه الناس خيراً قال وددت لو أني أنجو لا أجر ولا وزر وكان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فيقول لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أي منهما لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيهما أصير, واستطرد الدكتور السبيل بان علي بن أبي طالب شديد الخوف كثير البكاء وأعظم ما يشتد عليه الخوف من اتباع الهوى حيث كان يقول إن طول الأمل ينسي الآخرة كما كان عبدالله بن عباس كثير البكاء حتىكان اسفل عينيه مثل الشراك البالي من كثرة الدموع , وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إذا ذكر الموت انتفض انتفاض الطير ويبكي حتى تجري دموعه على لحيته قال الحسن البصري رحمه الله إن المؤمنين قوم ذلت منهم الأبصار والأسماء والجوارح حتى يحسبهم الجاهل مرضى والله هم أصحاء ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ومنعهم من الدنيا حبهم في الآخرة.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الخوف من الله يتمكن حتى يصبح في قلب صاحبه سمواً في القصد ونبلاً في الغاية واتجاهاً إلى الله في العبادة والطاعة في شتى دروبها ومختلف أنواعها والمسارعة إلى مغفرة الله ورحمته ومسابقة إلى فعل الخيرات وحفظاً للنفس عن المحرمات وتورعاً عن الشبهات, فمن كان كذلك فمرده إلى الله في الدار الآخرة الأمن والطمأنينة وأحل عليه رضوانه وبوأه درك رغبته في ظل ظليل ونعيم مقيم كما قال عز وجل:ولمن خاف مقام ربه جنتان وقال عز شأنه: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى وقال سبحانه: إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير .
|
|
|
|
|