| القرية الالكترونية
* هامبورج د,ب,أ
رسالة تبدو غير ضارة وردت على البريد الالكتروني الخاص بملايين الاشخاص في العالم وفي غضون ثوان من قراءتها كانت قد دمرت جهاز تشغيل الاقراص في اعداد لا تحصى من اجهزة الكمبيوتر في كافة انحاء العالم.
فقد نزلت الكارثة المعروفة فنيا بالدودة worm بالاجهزة لتمحو ملايين الملفات التي تضم صورا وبرمجيات موسيقية وبيانات فيديو وانتشرت بسرعة خيالية اصابت خبراء الكومبيوتر ذاتهم بالذهول.
ويقول خبير فيروسات الانترنت نوبرت لوكهارت لوكالة الأنباء الالمانية د,ب,أ يعود تمكن فيروس أحبك من الانتشار بهذه السرعة الى هيمنة ما يكروسوفت التي تتجلى على نحو خاص في الشركات التي ترتبط اجهزة الكمبيوتر فيها بشبكة واحدة .
وكما تبين لم يتضرر بالفيروس الاخير سوى مستخدمي الكمبيوتر ممن يعتمدون بشكل كامل على منتجات شركة مايكروسوفت لصاحبها الملياردير بيل جيتس.
فقد بدا الفيروس وكأنه مصمم خصيصا للنسخ الحديثة من نظام التشغيل ويندوز وبرنامج استخدام البريد الالكتروني التي تقدمها مايكروسوفت تحت اسم مايكروسوفت اوتلوك مما مكنه من الانتشار بسرعة فائقة من آسيا حيث ولد الى اوروبا وامريكا الشمالية ومناطق اخرى من العالم.
فقد قام برنامج اوتلوك في كل جهاز تلقى الرسالة التي تحمل الفيروس باعادة ارسالها الى كافة العناوين الموجودة في ذاكرة البرنامج وفي بعض الحالات كان مجرد الغاء نظرة مسبقة على الرسالة وهي محملة على اوتلوك كافيا لتفعيل حمولتها الفيروسية.
ويعتقد المسؤولون بوحدة الامن الفدرالي لتكنولوجيا المعلومات بألمانيا ان الكرة الآن في ملعب مايكروسوفت ويقول فرانك فيلزمان خبير الوحدة لشؤون مكافحة الفيروسات : لقد حان الوقت لتفعل مايكروسوفت شيئا حول نقاط الضعف في نظام ويندوز للتشغيل وفي برنامج اوتلوك للبريد الالكتروني .
ووفقا للوكهارت: تكمن مشكلة مايكروسوفت في ان ويندوز يعمل على نحو مرتبط ببرامج مجموعة الاوفيس مثل وورد وباوربوينت وبرنامج اوتلوك للبريد الالكتروني .
وأضاف ان هذا ولغة البيسيك البصري القوية سهلة الاستخدام قدما أرضية مثالية لانتشار الفيروس.
واتهم مايكل زبوراي رئيس قسم التكنولوجيا بشركة جارتنر جروب لابحاث الاسواق التقنية مايكروسوفت بطرح أدوات برمجة مزودة بمواصفات أمان معيبة .
وقال: علينا التصدي لتمكن العناصر المهاجمة من التغلغل في صفحات برنامج وورد او جداول برنامج اكسل او في برنامج اكسبلورر لتصفح الانترنت .
وتعترض مايكروسوفت على توجيه اصابع الاتهام ويقول برنارد جراندر من الفرع الالماني لمايكروسوفت : لقد اختير ويندوز واوتلوك لانهما اكثر البرمجيات التي تحظى بالاقبال في السوق , ويضيف انه مبدئيا كان من الممكن كتابة الفيروس لبرامج اخرى مثل لوتس نوتس الذي تنتجه شركة IBM.
كما رفض متحدث باسم مايكروسوفت في الولايات المتحدة انتقادات بأن العناصر النشطة لمشروعات الشركة هي التي سمحت للدودة بالانتشار بسرعة النار في الهشيم.
وقال: اننا نضمن هذه التكنولوجيا في منتجاتنا لان زبائننا طلبوا منا ذلك لكن يبدو ان التكنولوجيا معرضة لسوء الاستخدام وبامكان كل زبون ان يقرر ما اذا كان سيستخدم تلك المنتجات ام لا .
ويختلف الخبراء بشأن فعالية خيارات التأمين اذ يقول كريستوفر فيشر خبير الفيروسات في كارلسروه ان اسباب تسويقية منعت مايكروسوفت من تفعيل الوظائف التأمينية قبل طرح البرنامج في الاسواق نظرا لأن معايير الامان الصارمة ستثير استفسارات عديدة من جانب الزبائن.
وقال: اذا تم تفعيل كافة الوظائف التأمينية سترد استفسارات من الزبائن وهو ما يكلف مالا مشيرا الى ان هذا هو السبب الذي يجعل مايكروسوفت تزود برامجها بمواصفات تأمين ضعيفة.
وأضاف ان المستهلك العادي لا يعلم شيئا عن كيفية تركيب ما يكفل له مجرد مستوى ملائم من الامان .
|
|
|
|
|