| مقـالات
تطالعنا صحيفة الاقتصادية بشكل شبه يومي بمشكلة أو قضية هامة تمس أحد القطاعات الخاصة أو العامة، وقد طرحت يوم السبت الماضي في العدد 2427 قضية هامة يتكرر دائما ما هو شبيه بها,, وهي قضية وفاة طفل في الثامنة من عمره في مستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم,, فقد ذهب الأب لعلاج ابنه من إصابة في قدمه بسبب سقوطه في المدرسة أثناء لعبه في حصة الرياضة,, وقد ذكر الوالد بأن الطبيب ارتكب خطأ بإعطاء الطفل أقراص سابوفين دون بإخضاعه لاختبار المضاعفات,, وبعد تناول الطفل المقدار المعطى له من العلاج في المنزل أصيب بحساسية شديدة مما استدعى نقله مرة أخرى للمستشفى ذاته، وليقوم نفس الطبيب بإعطائه حقنة دون إجراء فحص او وضعه تحت الملاحظة,, وعند العودة الى المنزل أغمي على الطفل لينقل مرة أخرى الى المستشفى ويدخل قسم العناية المركزة ليتوفى بعد ساعات,, وقد تم تشكيل لجنة من قبل وزارة الصحة للتحقيق في هذه القضية!!.
وقد قامت الصحيفة بنشر تعليق للدكتور عبدالعزيز العقيل مدير عام الشؤون الصحية بنجران,, كان تعليق الدكتور عبدالعزيز معقولا إلا أنه لفت انتباهي أن التعليق تضمن عبارتين متناقضتين، يقول الدكتور في بداية حديثه بأن المراجع الشاكي معذور في كل الأحوال .
ثم يقول في ختام حديثه : الشيء الذي ينبغي التأكيد عليه الآن وسط هذا الصخب والضجيج حول الأخطاء الطبية هو أن كثيرين يحلو لهم دفع ذوي المريض للشكوى ويشير في حديثه الى خطورة انحسار الأخبار الإيجابية في المستشفيات والاكتفاء بنشر ماهو سلبي فقط لأن نتيجة ذلك ببساطة هي امتناع الكثيرين عن المجازفة بإجراء عمليات كبيرة أو صغيرة!.
وأقول: إنه لا غنى لنا جميعا عن المستشفيات برغم الأخطاء الطبية الشائعة والموجودة على مستوى العالم.
الطبيب إنسان مثل سواه يخطىء ويصيب إلا أن خطأ الطبيب بألف خطأ من خطأ سواه، لأن ثمنه روح إنسان يفقده أهله ومحبوه وذووه!.
وأقول أيضا: إن من حق أهل المريض الشكوى والمطالبة وتحري الحقيقة حين يرون قريبا لهم يذهب هكذا فجأة، بينما لم يكن يعاني أمرا خطيرا,, صحيح أن الموت قضاء وقدر لكن المنطق أيضا يقول إن لكل شيء سببا,, وهناك مصيب ومخطىء.
من حق أهل المريض الشكوى فما بالكم حين يكون هذا المصاب أبا فقد فلذة كبده الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره لأسباب غير واضحة؟!.
أخيرا أؤكد على ما يلي:
1 كان يمكن تجنب مثل هذه الشكوى وغيرها لو أن المستشفى أو الطبيب على وجه الخصوص قام بتقديم شرح مفصل دقيق، موضوعي ومقنع تماما لأهل المريض بأسباب الوفاة,, فالموت ليس أمرا سهلا,, والمتوفى ليس قطا ولا جروا!!.
2 إذا لم يحدث مثل ذلك فلا يلام أهل المريض على شكواهم إطلاقا بل نلومهم على صمتهم!!.
3 من واجب الصحيفة أيضا متابعة القضية حتى نهايتها لإظهار الحقيقة كاملة.
4 أقول ذلك وأعلم بأن القضية التي نحن بصددها لم تتضح خلفيتها,,
ولم يتضح بعد السبب فيها، ولذا ليس من حقنا إصدار حكم أخير حولها!.
|
|
|
|
|