أعجبتني هذه العبارة اترك الكلاب نائمة,, لشارلز ديكنز,, ربما قالها في لحظة توتر غير بارز,, توتر مكتوم,, عندما قص عليه أحدهم مشكلة حصلت له من بعض معارفه، والذين يعتقدون أن بعض المعارف لا يؤذي,, ما زال ساذجا,, فمعظم الأذى لا يأتي إلا من المعارف,, والعاقل,, هو الذي يجعل العاصفة تمر من غير أن يطل برأسه حالة هبوبها, وهو من الذين يتركون الكلاب نائمة,, وكانوا يقولون حرك تبلش,, ثم زادوا فقالوا,, الكلاب تنبح والقافلة تسير, ولا شك أن القافلة هذه فيها من يرتعد عند سماع نباح الكلاب سواء كان هذا النباح حقيقة او مجازا وفي هذا الزمن المتوتر,, تأتي المشاكل اسرع من تدهور بعض رؤوس الأموال,, ولذلك فإن كثيرين يظلون ثابتين في أماكنهم,, لأنهم تركوا الكلاب نائمة, حتى الأعداء مع بعضهم يتصافحون, وهذا منتهى الذكاء، ومنتهى قوة الصبر والجلد لان الهدف هو الوصول الى غرض معين حتى لو كان ذلك من خلال الابتسامة الصفراء,, ولا يمر اسبوع في هذا الزمان إلا ويجتمع الأعداء على طاولة واحدة,, ويتبادلون الابتسامات لأنهم أناموا الكلاب في داخل كل منهم, وهناك نوع آخر او أسلوب آخر من تنويم الكلاب وهو التجويع وقد قيل جوع كلبك يتبعك وهذه النظرة وإن كانت محدودة لأن هناك من البشر من له نفس عزيزة لا تقبل الذل,, ولا شرب المياه الملوثة, لكن يظل هذا التجويع مفيدا أحيانا,, وهو كما قلت أسلوب من التنويم,, يرقى الى مرتبة التخدير,, وينقص عن درجة التنويم, ان هناك كثيراً من العبارات اللماحة, يقرؤها الكثيرون لكن لا يعملون بها ولا يأخذون بها كنصائح مريحة,, وكلها تقف أمام الشر ان يبرز,, او تبدو انيابه,, بل بالعكس هناك من الناس من يبحث عن الشر ويتعرض له, وهذا يأخذ حظه من المثل حرك تبلش ان العلاقات الإنسانية خاصة في هذا الزمان تتطلب نوعا من المرح, وسعة البال، وقوة التحمل، ولذلك فإن الأمم المتحدة عندما تقب مشكلة بين دولتين ينصحونهما بضبط النفس، أي بإنامة الكلاب, وعدم إتاحة الفرصة للعض والنهش لانه ربما يؤدي الى الهلاك.
ودولة مثل أمريكا تزرع أحيانا بذور الفتنة فإذا ما بدأت تؤتي أكلها, وجهت نصيحتها للدولتين المتناطحتين بضبط النفس, فهي توقظ الكلاب بيد وتحاول إنامتها بيد اخرى لكنها غالبا ليست نظيفة,, هكذا,, تعمل كثير من الدول التي تدعي الحياد,, وسعادة العالم.
|