أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd June,2000العدد:10109الطبعةالاولـيالجمعة 29 ,صفر 1421

شرفات

الضحك وصفة سحرية لعلاج الأمراض
أظهرت دراسة طبية حديثة قام بها عدد من الاطباء والعلماء في مركز ابحاث فرنسي شارك فيه عدد من الباحثين من مختلف الاختصاصات ان الضحك يعد خير وسيلة لجلب النوم، وابعاد القلق والاكتئاب,, واشارت الدراسة الى ان الانسان في بداية القرن العشرين المنصرم كان يضحك في المتوسط ما يقرب من 20 دقيقة في اليوم الواحد,, اما في اواخر ذلك القرن فقد تضاءل هذا المعدل ليصل الى 6 دقائق فقط مما ادى الى زيادة الكآبة والقلق والتوتر.
وذكرت الدراسة ان دقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء,, وينصح الخبراء بمشاهدة فيلم هزلي قبل النوم والابتعاد عن مشاهدة افلام المآسي والحزن والعنف وان يجبر الانسان نفسه على الضحك امام المرآة، وان استعصى عليه اجبار نفسه على الضحك، فمن الممكن مداعبة باطن قدمه بريشة مثلا!
ومن المؤكد ان الكثير من الحكم والامثال القديمة الشائعة، والتي قد نستخف بها ونسخر منها بعقولنا المادية وثقافتنا المعاصرة مثل (اضحك تضحك لك الدنيا) وسواها قد اثبتت الان مصداقيتها,, وفي الادبيات الغربية توجد ايضا حكمة تقول: (ان الضحك والمرح والهزل هي انجح دواء للمرض), وفي مجلة (نيوانغلاند اوف ميدسن) كتب الدكتور نورمان كوزينس دراسة بعنوان (تشريح المرض) اثارت ضجة وجدلاً كبيرين في الدوائر الطبية الامريكية والعالمية.
والدكتور كوزينس اسم معروف جيدا في عالم الادب الغربي,, فعلى الرغم من انه طبيب اختصاصي، الا انه يهوى الصحافة والادب وله العديد من المؤلفات العلمية والطبية اما سبب الضجة فإنه قد ذكر في دراسته ان الضحك والمرح انقذا حياته وساعدا على شفائه من امراض خطيرة، كان من الممكن ان تؤدي الى موته، او على اقل تقدير اصابته بعاهات مستديمة,, وقال في نهاية دراسته انه ليس بالدواء او مشرط الجراح فقط قد يشفى الانسان من امراضه.
وقد أصيب كوزينس ذات مرة بمرض الانسجة الموصلة بين فقرات العمود الفقري، وكان ممددا على فراشه بالمشفى ويعاني من آلام شديدة الارتفاع في درجة الحرارة مع حدوث شبه شلل في قدميه ورقبته وظهره وعلى الرغم من القلق البالغ الذي كان يبدوواضحا على وجوه الاطباء المعالجين، الا انه لم يستسلم لليأس وقرر بينه وبين نفسه ان يخرج من دائرة الآلام والمرض من خلال وصفة سحرية كثيرا ما قرأ عنها في الكتب القديمة، ويضيف: كان مفتاح شفائي هو دواء قديم شديد المفعول يسمى الضحك,, وقد اكتشفت بعد عشر دقائق من الضحك من اعماق القلب على فكاهات وطرائف اعدها احد اصدقائي ان الآلام الحادة التي كانت تحرمني من النوم قد خفت وتراجعت الى حد كبير,, ولأول مرة منذ عدة ليالٍ مؤرقة استطعت النوم وانا بغاية الراحة والهدوء,, وبعد ايام كنت قد شفيت تماما من مرضي وغادرت المشفى سليما معافى، واستأنفت عملي بحيوية ملحوظة.
وبعد ذلك بحوالي سبع سنوات اصيب كوزنيس بنوبة قلبية حادة,, وفي المشفى اصر ايضا على العلاج بالضحك, وكما يقول الدكتور ارنولد تيلمان مدير المشفى فانه استطاع اقناع الاطباء بوجهة نظره، فكانوا يؤدون واجبهم الطبي بينما هو يعالج نفسه بمشاهدة الافلام الكوميدية والمرحة في تلفزيون غرفته ويضحك مقهقها لنكات اصدقائه, وكما حدث في المرة الاولى تكرر ايضا هذه المرة,, وخرج المريض من المشفى في أتم صحة وكأنه لم يمرض من قبل, وعلى الرغم من ان الدكتور كوزينس يزيد عمره الآن عن 73 عاما الا انه يمارس عمله بكامل نشاطه ويلعب التنس عدة مرات في الاسبوع ومن النادر ان تمر عدة ايام دون ان يلعب الغولف,, وهو يفخر بانه يستطيع ان يضرب كرة الغولف لتطير في الهواء مسافة 200 ياردة,, وهو وان كان لا يعترض على مبدأ التقاعد عن العمل الا انه يعتبر الملل اخطر امراض العصر الحديث، ويقول في هذا الصدد: يجب مواصلة استخدام الجسم وتنمية الاحاسيس وتعميق العلاقات لان الناس لاتزال تحتاج اليك وعليك ان تبقي عقلك متوقدا بصفة دائمة,, وضع امامك دائما هدفا جديدا تسعى لتحقيقه فنحن لسنا آلات ميكانيكية او الكترونية تعمل او تتوقف طبقا للحاجة,, فالانسان ينتعش ويتوثب خلال الحياة عندما يجد امامه ما يشغل عقله ويشحذ تفكيره.
وينصح كوزينس الذين يعانون من الاكتئاب والاحباط بمشاهدة الاطفال وهم يلعبون ويلهون بين اشجار الحدائق فان ذلك سوف يساعدهم الى حد كبير على الشفاء من الاكتئاب وسوف يداخلهم احساس بالتفاؤل والقدرة على مواجهة مشاكلهم.
ويرد بعض الاطباء وخبراء العلاج النفسي على تلك الوصفة السحرية بأنهم لا يتفقون تماما مع الدكتور كوزينس فهناك امراض لا يمكن شفاؤها بدون المداخلة الطبية,, ومع ذلك فلا يوجد شك في ان حالة المريض النفسية تلعب دورا كبيرا في العلاج,, فالمريض المرح يساهم كثيرا في عملية الشفاء بينما نجد المريض المكتئب الذي ينظر الى الحياة من خلال منظار اسود تزداد حالته سوءا وجميع هذه العوامل ترجع الى الطبيب المعالج,, فالطبيب الناجح هو الذي يستطيع كسب ثقة المريض وصداقته والامر يتوقف اولاً واخيراً على الصلات واللمسات الانسانية الدافئة.
ولقد اظهرت الابحاث والدراسات الحديثة ان اساليب الحياة العصرية وراء الكثير من الامراض الخطيرة التي تفتك بالانسان,, فالضغوط المادية والقلق والتوتر والضجيج وازدحام المدن واختناقات وسائل المواصلات التي يعيش الانسان المعاصر تحت رحمتها، تؤدي الى الاصابة بالقرحة والسمنة وحتى السرطان وامراض القلب ومختلف الامراض الخطيرة,, وعلاج ذلك يقتضي الإحساس بالتعاطف الانساني ومحاولة احساس المريض بأنه لا يعيش في جزيرة نائية منعزلة.
وعلى الرغم من التقدم العلمي والطبي والتكنولوجي في مجال الجراحة والتشخيص فلا يزال عدد كبير من الاطباء والعلماء يؤمنون بقدرة الانسان الذاتية على مساعدة الطبيب في حل الكثير من مشاكلهم الصحية,, بل في بعض الاحيان قد يتفوق الجسم على المعالجين وينقذ نفسه بنفسه,, وينبغي التأكيد هنا بان اجسامنا مبرمجة بحيث تحافظ على توازنها فعندما تشتد درجة الحرارة مثلا، فإننا نعرف كيف يخف احساسنا بالحرارة,, وعندما ينخفض ضغط الدم في اجسامنا فان قلوبنا تزيد من سرعة نبضها لكي تعوض ذلك.
وتشير بعض الدراسات والابحاث الحديثة الى ان كل شيء في اجسامنا ابتداءً من ارتفاع ضغط الدم او انخفاضه وعمل المخ تتغير بايقاع منتظم من خلال دورات الشمس، والقمر، والفصول,, وطبقا لذلك فإن هؤلاء الاطباء والباحثين قد اهتدوا الى وسائل لمواجهة الامراض الخطيرة القاتلة واسعة الانتشار مثل مرض القلب والسرطان لكن المشكلة ما يقول البروفيسور ليومان فيشر ان طبيبا واحدا فقط من بين كل 20 طبيبا في الولايات المتحدة يعرف اساس العلاج الجديد للاستخدام الاستراتيجي لتعاقب الفصول وعلى الرغم من حداثة ذلك العلم الطبي الجديد فان الاتحاد الامريكي استقبله بحماس ملحوظ وطبقا لاستفتاء جرى مؤخرا لمعرفة رأي الاطباء فان ثلاثة من كل اربعة اطباء ابدوا استعدادهم وتحمسهم للتدرب على الاسلوب العلاجي الجديد.
ويقول الدكتور مايكل سمولينسكي من جامعة تكساس والذي يرأس مركزالعلاج الفصلي انه منذ سنوات قليلة كانت غالبية الاطباء تنظر الينا كأننا قد هبطنا على الارض من كوكب آخر,, ويقول الدكتور ريتشارد مارتين رئيس مركز طب المناعة بمدينة دنفر انه في كليات الطب يدرس الاطباء الجدد ان المرضى بالحالات المزمنة يجب تعاطيهم الدواء بمقادير ثابتة وهذه طريقة خاطئة وخطيرة لعلاج الامراض,, وعلى سبيل المثال فان مرضى الربو تسوء حالتهم اثناء الليل, عندما يزداد افراز المخاط وتضيق المسالك الهوائية وتعمل الخلايا المختصة اكثر من عملها المعتاد وعلى الرغم من ذلك فانه من المعتاد الان تعاطي المرضى للدواء سواء الحبوب او عن طريق الاستنشاق بجرعات ثابتة.
واذا كانت ساعات الليل تشهد تزايد مشاكل المرضى بالربو فان الضجر يرتبط بأمراض النشاط الزائد ومرض القلب كما ان النوبات القلبية تحدث بنسب مضاعفة في الصباح والسبب في ذلك ان ضغط الدم ينخفض اثناء الليل ثم يبدأ في الارتفاع عندما تبدأ في مواجهة عمل ومتطلبات اليوم, ويقول الدكتور هنري بلاك مدير المركز الطبي راش بريسبيتران سانت لوك بشيكاغو ان الاطباء يعرفون ذلك ولكننا لم نستطع عمل شيء ازاء ذلك الامر حتى الان.
مصادر: (نيوزويك، يو اس ايه نيوز، وكالات الانباء).

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved