أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd June,2000العدد:10109الطبعةالاولـيالجمعة 29 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

المرور السري هو الحل
ماراثون مع الموت,, هل يتوقف؟!
إنه لأمر يدعو للاستغراب حقاً ان ترتفع نسبة الوفيات في بلد تنعدم فيه بحمد الله الكوارث الطبيعية، والحروب، والمجاعة، ويخلو من الجريمة المنظمة.
ولكن سرعان مايزول الاستغراب عندما يصبح مفهوماً أن فئة كبيرة من المواطنين والوافدين قد تمردوا على نظام المرور، واصبحت قيادة السيارات شأناً يمارسونه على هواهم.
إن الزائر لمراكز الطوارىء والاسعاف في المستشفيات يرى الأعداد الكبيرة من ضحايا الحوادث الذين منهم من قضى نحبه،ومنهم من اصيب بعاهات مستديمة كالشلل وارتجاج المخ وفقدان النطق، وما اكثر العاهات التي تسببها الحوادث، انه سباق مع الموت.
إننا بحاجة لنظام اكثر صرامة للحد من سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء من الشيوخ والاطفال والنساء.
إن هناك حوادث مفجعة ترتكب بسبب السماح للاطفال وكبار السن بقيادة السيارات، والسماح للعمال الوافدين بالقيادة ممن لم يتسن لهم في بلدهم مجرد ركوب السيارة فضلاً عن قيادتها.
ولعل مرد ذلك هو غياب بعض الانظمة المتطورة والكفيلة بالحد من تهور السائقين منها:
1 تطبيق نظام الضوء الأخضر قدر الإمكان (GLS)green light system وهو ببساطة حساب زمن الإشارة الضوئية على اساس المسافة والسرعة بين الإشارة والتي تليها وهذا يتيح استمرارية الضوء الاخضر وانسياب المرور ويحد من الرغبة العارمة لدى الكثير لتجاوز الضوء الاحمر.
وقد لاحظ البعض في كثير من الدول الاوروبية التي تضيق شوارعها عن شوارع مدن المملكة، وتتقارب الإشارات من بعضها البعض، تطبيق هذا الاجراء المروري الذي سهّل عليهم تفادي ازدحام السيارات، وخفض نسبة الحوادث، وإزالة الشعور بالتوتر لدى كثير من السائقين.
2 تطبيق وهو الأهم المرور السري بالإضافة إلى المرور العادي، بحيث تجهز السيارة العادية (مدنية) من الداخل بميكروفون وجهاز اتصال وونان، والضوء يصمم بحيث يكون متحركا يمكن تثبيته بواسطة المغناطيس على ظهر السيارة أثناء السير عند الحاجة، ويطبع رقم السيارة من الداخل لتحمل الصفة الرسمية ويحمل رجل المرور السري بطاقة شخصية للتعريف بنفسه،وهذا من شأنه ان يوقظ مشاعر الخوف لدى المتهورين، ويجعلهم تحت تأثير الإحساس الدائم بان رجل المرور قريب منهم في كل مكان وزمان.
ويمكن في هذه الحالة التعاقد مع خريجي الجامعات وتدريبهم على كيفية ضبط المخالفين لانظمة المرور،وأعتقد أن كثيراً من خريجي الجامعات سينخرطون في هذا العمل المشرّف الذي يعتبر نظاماً مساندا للمرور العادي.
ورُبّ قائلٍ إنه قد يساء استخدام هذا النظام من الآخرين، ولكنني أجزم أن الشعب السعودي بتركيبته المتجانسة لا يُقدم على ارتكاب مثل هذه الحماقة،وإذا ماسنّت الدولة نظاما يحمي هذا النوع من الإجراءات المرورية بأن كل من يحاول اختراق هذاالنظام يسجن مدة كافية مع غرامة كبيرة فإنه يصبح من المستحيل مجرد التفكير باستغلال المرور السرّي لأغراض خاصة من قبل المواطنين والوافدين وسيعطي ثماره كاملة، وهذا النوع من النظام المروري مطبق بنجاح في الولايات المتحدة الامريكية.
3 الاستفادة القصوى من الرادارات والكاميرات في الشوارع داخل المدن.
4 تجنيد طلبة المدارس في العطل مقابل مبلغ رمزي لكل طالب يقوم بتوزيع النشرات الخاصة بتوعية المواطنين مرورياً وهذا الإجراء سوف ينعكس في المدى الطويل على نفسية الطفل عندما يصبح قائداً للسيارة.
الم يحن الوقت لنستعد لدخول الألفية الثالثة ونحن موشحون بأوشحة نظام مروري يتسم بالطابع الحضاري المميز الذي يتوافق مع متطلبات القرن الجديد؟.
أحمد علي الأحمد
مقدم متقاعد الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved