أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd June,2000العدد:10109الطبعةالاولـيالجمعة 29 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

ما صلة هذه التفاصيل بوفاة ابني؟
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
أولا وقبل كل شيء انه من دواعي الاعتزاز والافتخار ان تصل صحافتنا المحلية الى تلك المرحلة من تبني مواقف أبناء هذه البلاد ومعايشتها لهمومهم وما قد يعانون منه وحرصها بشكل مباشر أو بغيره على ان توضع الأمور في نصابها وأن يقال للمخطىء أخطأت واعمل على تصحيح خطئك وللمحسن أحسنت وسر على منهجك وهذا ما لمسته من جزيرتنا الغراء فيما حصل لي ولابني يرحمه الله ويخلف عليّ خيرا ان شاء الله وذلك في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة حيث اطلع الجميع على تعقيب المستشفى في يوم الثلاثاء 25/2/1421ه والعدد 10085 تجاه ما وردهم من اتصال من قبل سعادتكم الذي نقف عنده جميعا شكرا وثناء ويجسد لنا وبجلاء تثمين سعادتكم للمسؤولية التي تتسلمون رئاستها.
أما فيما يخص تعقيب ادارة مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة فلي حقيقة بعض الوقفات والتي من أهمها وأولها وأجزم بأنه تساؤل تبادر الى ذهن كل قارىء ما الباعث وما الحق الذي خوّل ادارة المستشفى بنشر كل ما يخص أموري العائلية الخاصة والحساسة بالنسبة لي ؟ فما علاقة وفاة ابني برقم ملف زوجتي؟؟ وما علاقة وفاة ابني بالنزيف الرحمي لدى والدته والمضاعفات التي حصلت له بعد الولادة؟ وما علاقة وفاة ابني بكم مرة حملت زوجتي؟ وما علاقة وفاة ابني بكم وضعت زوجتي؟؟,,.
سعادة الأستاذ الكريم انني حينما كنت أطالع وأتصفح جريدة الجزيرة لم أكن أصدق أن أسرارا وأحوالا كهذه تصدر من جهة اؤتمنت على أسرار وخواص البشر واذا كانت ادارة المستشفى لا تقدر ذلك ولا تدرك أبعاده فيجب أن تتيقن قبل كل شيء أنها وبطبيعة عملها تطلع على ما هو أشد حساسية وأدق تفاصيل مما سبق ذكره فهل نطالع ذلك مستقبلا؟ في حالات أخرى, انه لم يبق إلا أن تذكر اسماء عائلتي وبرنامج أبنائي اليومي داخل المنزل فهل نطالع في تعقيبات لاحقة من الادارة الموقرة اسماء وجنسيات الفرق الطبية التي تتولى توليد زوجاتنا؟لمَ لا يحصل ذلك ما دمنا وصلنا الى تلك المرحلة, ان ادارة المستشفى وبحصافة المسؤولين فيها كان يجب عليها ان تتجنب ما يمس بخصوصيات الناس ولو كان من أهم المحاور في القضية القائمة ومن المسببات المباشرة فيها في حين انها لا تغفل واردة ولا شاردة عن الموضوع فيما يخص الجهات المسؤولة، أما ان تعتلي خصوصياتنا أعمدة الصحف فهذا ما لا يرتضى به واذا كانت ادارة المستشفى قد وصلت الى هذا الحد تعقيبا على حادثة عن طريق المهاتفة فماذا عسانا ان نقرأ لو كانت هناك حادثة اطلع عليها القاصي والداني؟
ومن ضمن النقاط التي تثير انتباه القارىء في تعقيب ادارة المستشفى انها ذكرت ان هناك تناوبا بين الأطباء داخل الوحدة ولذا فلا غرابة في تغير الأطباء, ونحن نقول اننا لم نطالب بأن يلازم ابني طبيب واحد طوال الأربع والعشرين ساعة ولكن ما أرهقنا نفسيا ان كل طبيب يحضر الى ابني تكون له وجهة نظر تختلف عمن سبقه، ويبدأ باجراءات جديدة من التحليل وطرق المعاينة وهذا ما نتساءل عنه, فهل انقطعت طرق ووسائل الاتصال والمشورة بين الأطباء وان يجمعوا على أمر واضح ويبدأ كل منهم من حيث انتهى منه زميله لا أن يكون ابني وكما جرى له موضع تجارب, والغريب في الأمر ان ادارة المستشفى طلبت مني في تعقيبها ان أحضر اليها لأرشدها الى الطبيب الذي ذكر لي ان لدى ابني خرما بالكبد؟ وما يدريني وقتها ان بين هؤلاء الأطباء من لا يعي ولا يدرك ما يقول فأنا كنت حينها في وضع نفسي استنطق أفواه الأطباء بحثا عن حقيقة الداء بأي صفة كانت ولو كان هناك تقنين لفحوصات وآراء الأطباء ومنهج واضح وصريح لما حصل هذا الخلط حيث ان ابني رحمه الله توفي منذ قرابة أربعة أشهر ولم أدرك حقيقة ما حل به الى هذه الساعة.
لا أحب أن أطيل ولكن بودي ان سعادة مدير المستشفى يتكرم بشأن اخباري عن وفاة ابني حيث انني اتصلت بالمستشفى عند الساعة العاشرة مساء استفسر عن حالته الصحية ففاجئوني انه قد توفي منذ الساعة الثالثة من فجر اليوم نفسه أي ما يقارب من العشرين ساعة فهل نستوحي من ذلك اهتماما بالمتوفى ومراعاة لمشاعر والديه؟ حيث ان فلذة كبدي فارق الحياة فيما يقارب يوما كاملا ولم أخبر به، بل انني انا من بدأت بالسؤال وحينها بدؤوا يفتشون ويستفسرون الى ان عثروا على أوراقه من ضمن المتوفين في ذلك اليوم؟؟ حتى إنني لم أصدق أن يكون ذلك الحال لدينا فنحن أبناء مجتمع واحد تربطنا أواصر الدين والأخوة وتتجلى في معاملاتنا الانسانية المتأصلة والشفافية المرهفة حتى مع من هم من خارج هذه البلاد المباركة أما فيما بيننا فنحن نعيش هم ومصيبة كل واحد منا فلا يمكن ان يخطر على بال أحد منا ان يكون تعامل مسؤول وتفاعله مع أب فقد ابنه بهذه الصورة من الاهمال وعدم الاكتراث! فقمت بنفسي بطلب مسؤول شؤون المرضى للتأكد من رقم هاتفي لعله سجل بالخطأ وهذا ما جعلهم يتأخرون عن إبلاغي ولكن وبكل اسف وجدت الرقم في الكمبيوتر كما هو على وضعه الصحيح.
سعادة رئيس التحرير هذا ما أردت توضيحه بحثاً عن صالح الجميع وان توظف الامكانات التي توفرها حكومتنا الرشيدة خدمة لأبنائها أبناء هذا الوطن المعطاء ولكيلا تندثر مقدراتنا وقدراتنا تحت لغة النفي المطلق والتنصل من المسؤولية فمن يعمل لا بد ان يخطىء ولكن المصيبة الاستمرار في هذا الخطأ ما دمنا سنتعامل مع كل ما يحصل بحساسية قد تبعدنا عن الواقع ومعالجة سلبياته,شاكرا ومقدرا لكم تعاونكم وتفاعلكم ونبل مشاعركم.
عبدالله سليمان الشايع
القصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved