أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd June,2000العدد:10109الطبعةالاولـيالجمعة 29 ,صفر 1421

الثقافية

في قراءة شعرية لنصوص مختلفة
أعيذكم من فتنة التفعيلة!!
إبراهيم الخريف
يا ترى كم لدينا من المواهب تستحق مثل هذا الاهتمام؟,, الكثير,, أليس كذلك؟
ثقتي ليس لها حد في قدرات شباب هذه الأمة، ذكورا وإناثا، لكننا نعلم جميعا ما تستحقه تلك القدرات من رعاية وتنمية لكي توجه التوجيه الصحيح، وتستثمر الاستثمار الحقيقي.
موهبة الشعر من تلك المواهب المتسربة والمنطلقة من تلك القدرات، وجريدة الجزيرة متمثلة بصفحة (العطاءات الواعدة)، تقوم بشيء من ذلك الدور الحيوي، والواجب الملقى على الأعتاق، ولأني من المؤمنين بهذه الفكرة فكرة الاهتمام والرعاية بالقدرات,, تحتم علي أن أشيد وأشكر للجزيرة الجريدة هذه المبادرة القيمة، وأخص بالشكر القائمين على هذه الصفحة الرائعة والمهمة، ولعل ما أسطره هنا من انطباعات هو بالتأكيد شكر (عملي) لهم, والمهم أن تكون استجابتي لهم في كتابة هذه السطور ذات قيمة معنوية وفكرية لمن يهمه الأمر (بخاصة)، إذ لا استطيع أن أنكر عظم هذه المسؤولية الحرجة التي أوكلني بها أخي النشيط المتوثب تركي الماضي ، لكن ما يهونها علي ثقتي في من تم اختيار نصوصهم وفي سعة أفقهم وحرصهم على الاستفادة من أي شخص كان.
وأؤكد على أن ما سطرته هنا لا يعدو عن كونه انطباعاً، خرجت به من خلال معايشتي للنصوص التي أعطيت لي على مدى الأيام الماضية وأن ما كتب إنما هو من شاب له تجربة شعرية مثلهم لا يختلف عنهم إلا في قدم التجربة نسبيا، يحب أن يضيء لهم الطريق ويسهله لهم ويبعد كل ما يعيق تقدمهم.
كما أحب ان أؤكد على أمر مهم قبل أن أخوض في انطباعاتي وهو أن يغفل أصحاب التجارب المعنية بالحديث كل ما قيل عنهم من حسن ومن سيئ وأن يصبوا كل تركيزهم وما أوتوا من اهتمام على ما سيقرؤونه فقط، إذ لعل ما سيقرأ سيصطدم ببعض الخلفيات الذهنية عند زملائي وهذا ما لا أريد حدوثه أثناء قراءة هذه السطور.
انطباعي سأستعرضه من خلال المعادلة الشعرية المنبثقة من نظرية قديمة معناها: إن الشعر هو الكلام المختلف عن سائر الكلام ، وما يؤيد هذه النظرية ما قاله كفار قريش عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين وصفوه بالشاعر والقرآن بالشعر، لا لأن القرآن كلام موزون مقفى ولا لأن محمداً يلقي أفضل وأطول القصائد الموزونة، بل لأن ما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم كلام مختلف عن كلامهم الذي عهدوه وهم أبلغ الناس لغة وأقدرهم على حسن التعبير، وهذا ما يدعوني أن أدعو بشدة زملائي الشباب إلى ألا يعطوا مسألة الشكل اهتماما أكبر من حجمها، لأن المهم هو أن يقال كلام مختلف عن غيره من سائر الكلام، أن يؤتى بكلام بليغ وبصورة بليغة على أي شكل كانت، والمعادلة الشعرية المتمثلة في العناصر التالية: (الفكرة، الصورة، الأسلوب) تؤدي بمن طبقها إلى تحقيق النتيجة أو المحصلة النهائية وهي: الشعر وبطريقة رياضية: ]فكرة + صورة + أسلوب = شعر[.
إذن: هناك ثلاثة عناصر لابد من توافرها ليكون عندنا شعر، وإن كان العنصر الأول هو الأقل في الأهمية، لأن الشاعر قد يأتي بفكرة مبتذلة لكنه يصورها وينفذها بطريقة جديدة وجميلة لم يسبق لأحد أن فعل ما فعله، وبصورة أوضح:
= الفكرة: هي الموضوع الذي تقال فيه القصيدة، فإن استطاع الشاعر أن يأتي بفكرة جديدة بموضوع جديد كان مبدعاً وإن أتى بفكرة قديمة مستهلكة تحتم عليه أن يحرص أو يهتم بالعنصر الثاني وهو:
= الصورة: إذ هي بمثابة الرسمة لمشهد واللقطة التي تعبر عن الفكرة وهي أهم عنصر، لأن الشاعر قد يتطرق لموضوع قديم أو مستهلك ولكنه يصوره تصويراً جديداً وجميلاً لا تصويراً قديماً أيضاً أو مستهلكاً أو رديئاً، ولكي تكتمل تلك الصورة الجميلة وجب عليه أن ينفذها تنفيذاً يتناسب ويليق بها وهذا هو:
= الأسلوب: ثالث العناصر المكونة للمعادلة الصعبة، وهو لا يقل أهمية عن الصورة، لأنه الطريقة التي تعرض فيها الصورة كالشاشة تماماً لابد أن تكون صافية نقية لا يشوبها تشويش أو اهتزاز أو تكرار أو انقطاع، والأسلوب في الشعر: يعني الاختيار الدقيق للمفردات الدالة مباشرة عن المعنى من غير تكرار أو حشو، واختيار المفردات الشاعرية الرقيقة والبعد عن الصعبة والمعقدة، واختيار البداية اللائقة للجملة، والحرص على ربطها بما قبلها أيضا بطريقة جميلة وغير مقلدة أو جاهزة بقدر الإمكان، عندئذ نستطيع أن نجزم بجودة نص أو برداءته، فقط: حين يستطيع الشاعر تطبيق تلك المعادلة.
من خلال المعادلة الشعرية ]فكرة + صورة + أسلوب = شعر[ سأستعرض انطباعي على نصوص فرسان الجريدة الذين نالوا قصب السبق في سباق العام المنصرم وهم:
أحلام الحميد في نصين: (مبالغات شاعر) و(زلزليني) مبارك بن الرواء في (رحلة الغائب) و(قصائد للحياة) و(بيتي العتيق) محسن عوض السهلي في (اعتذار) و(مضاميّات) وحسن الصميلي في (كآبة) وحسن الصلهبي في (لمَ) و(شمس ونار وثلج) وعائض بن علي القرني في (مساحة للقوام المضلل) وابن شريم في (علب القصائد) و(أخوات كان) وشروق السعيد في (بلون الثلج بل أحلى) و(حتى لا يغار القمر) و(أقفلت في حسرة دفتري) و(لك عليّ), والترتيب لا يدل على مقياس معين إنما هو عشوائي.
ثماني تجارب شعرية تشترك في التوهج والانطلاق كما يتضح من نصوصهم، لها آمالها وطموحاتها التي نتمنى أن تتحقق.
هذه التجارب الثمانية يمكن تقييمها أو لنقل بتعبير أدق: يمكن معرفة نقاط ضعفها أو قوتها من خلال تمريرها على عناصر المعادلة الشعرية، ونبدأ بالعنصر الأول:
الفكرة:
فمن الأفكار الجيدة التي تستحق الإشادة فكرة مناجاة ذكريات الأمس في نص (زلزليني) لأحلام الحميد، وفكرة التأمل في بعض الأمور الحياتية كالهيام والندى في نص (قصائد للحياة) لمبارك بن الرواء، وفكرة الحديث عن الانبهار والانخداع بجمال المرأة في نص (مساحة للقوام المضلل) لعائض القرني، وفكرة مناجاة الطفولة واستنهاضها في نص (بلون الثلج) لشروق السعيد، وإن كانت تلك الأفكار لا تعد جديدة تماما لكنها مقبولة نوعاً ما.
أما بقية النصوص فأفكارها جيدة لكنها ليست جديدة بل مستهلكة ومكررة، وهذا المأخذ لا يعد عيبا إذا استدرك بالعنصر الثاني ووظفت الفكرة المكررة والقديمة توظيفاً جميلاً وجديداً، تماماً كما استطاعت شروق السعيد أن تفعله في نصها (حتى لا يغار القمر) إذ وظفت الفكرة المكررة القديمة فكرة الصداقة توظيفا جميلا عن طريق حوار بينها وبين حروف السطر، أو كما فعل مبارك بن الرواء في نصه (بيتي العتيق) حين وظف فكرة مناجاة الطلل توظيفا جديدا.
أما العنصر الثاني: الصورة:
ففي جل النصوص إن لم تكن كلها على الأقل صورة أو صورتان ينطبق عليهما وصف الجمال والجدة، ففي نص أحلام الحميد (زلزليني) نجد الصورة ابتدأت من فكرة النص وهي مخاطبة ذكريات الأمس مما جعل النص ينبني على صور صغيرة وأحياناً على حوار سردي مطول خال من الصورة، من الصور الجميلة في ذلك النص قولها:
,,, كوني في غور الحنايا,, كوني عمري واشتعالات سنيني .
أو كقولها: واجعليني في فضاء الذكرى طريقا,, عبره تمشي ملايين السنين .
ومع أن النص جاء بشكل تقليدي أي أن الشاعرة قيدت بالوزن والقافية إلا أنها استطاعت أن تجعل قصيدتها حبلى بالصور الجميلة.
وفي نص (رحلة الغائب) نجد صورة جميلة عند مبارك بن الرواء حين يقول: بعد الغياب ورحلة التعب الضنين
عادت وجف الوقت في درب الحنين
أو في نصه الآخر (قصائد للحياة) من مثل قوله:
غصن الحياة يطول حتى ينتهي .
أو في نصه (بيتي العتيق) حين يقول:
كيف أدري متى تنزوي حالتي؟
إنها لم تزل في يدي تحترق.
والمنى حالمة .
أيضا هناك صور جميلة نجدها عند محسن عوض السهلي في نصه (اعتذار).
حين يقول: وأدرك أنني يوم اختلفنا
مرقت من الحدود بلا حدود
وأدرك أن فيك كل ضعفي
واحتمالات التثبت من وجودي
أو كما قال في نصه (مضاميات):
وقد يأتي المساء بألف وجه
وألف سورٍ وألف قلعة
أما قصيدة حسن الصميلي (كآبة) فهي زاخرة أيضا بالصور الجميلة، مثل قوله: أنا كل ألوان الغروب
وفي بلاد الصخر غابة
أنا لحن أغنية وعصفور
وبعض من غرابة
كذلك نجد من الصور الجميلة في نص (لمَ؟) لحسن الصلهبي حين يقول:
لم الليل شوق بأهدابنا؟
فصمت الثواني جحيم المدى
ومن مثل قوله في نصه (نار وثلج): أذيبيني وارتحلي
وهاتي الصمت واحتجبي
فإن الثلج مرتحل
وهذا الجمر يكويني
وهذا ياسر الشريم في نصه (علب القصائد) يتحفنا بصورة جميلة ساحرة:
فأبيع في علب القصائد أدمعي
وجراح أمة
كي يصفق لي الزحام
أو كما قال في نصه الآخر أخوات كان :
يا أمة ورقية
خلف الجدار
يا أمة مصلوبة
وسط الزحام .
وهذه أيضاً شروق السعيد، ذات الصور السهلة البسيطة كما نجده في نصها (بلون الثلج):
صرت اليوم شاعرة
ولكن ما رسمت الشعر
ظل الحرف في صدري
وباتت ريشتي تشكو
وذابت في حناياها
أو تلك الصورة الرائعة في نصها وأقفلت في حسرة دفتري :
فبعثرت أوراقي الحائرات
على مرفئي
وفي مكتبي
ولملمتها فأنفاسها,.
لم يزرها الممات .
أو مثلما ورد في نصها (لك عليّ):
ما لحت أرتقي في الصحراء أشرعتي,, بل جئت أسكب ما ماست له الدارُ
وبصورة عامة نجد أن الصور الجميلة التي تستحق الإشادة كثيرة ولكنني انتقيت بعضها الذي اقترب من تحقيق العنصر الثاني (الصورة)، إذ إن مجالي هنا ليس مجال الرصد والتعداد، بل هو التمثيل والتدليل، والصور كما قلت كثيرة لكن بعضها قد أفسده الأسلوب الذي عرضت فيه الصورة وهذا هو العنصر الثالث والمهم للوصول إلى النتيجة النهائية وهي الشعر، ولضيق الوقت ولمراعاة المشاعر سأتجنب ذكر الأمثلة التي تدل على ضعف الأسلوب المتمثل في العبارات الإنشائية والإخبارية الجاهزة والمكرورة، او في المفردات التي لا داعي لها، أو في الكلمات التي تفسد المعنى، أو في الجمل المقلدة.
خطورة ضعف الأسلوب ينتج عنها فساد الصورة، وضياع الفكرة وبالتالي ضعف النص/ القصيدة، وقد يكون ضعف الأسلوب في بيت أو بيتين، أو مقطع أو مقطعين وليس كل النص لكنه حتما سيقلل من قيمة النص، وفي الصور آنفة الذكر مثال واضح على ما أقول، إذ بإمكانك عزيزي القارئ مراجعة تلك الصور والتركيز على الأسلوب الذي عرضت به وستكتشف بنفسك كيف أن الأسلوب جعل من تلك الصورة في منتهى الروعة وجعل من الأخرى أقل روعة.
,وبنظرة أفقية شبه سريعة وفاحصة للنصوص التي بين يدي تتكشف لي في أفق تلك التجارب/ النصوص سحابة جميلة لا ينقصها إلا أن تمطر!!
لكن تلك السحابة الجميلة لا تعرف أحياناً كيف تمطر؟ كيف تخرج ذلك الماء المعبأ في خزائنها؟ بل أين تمطر؟ وبأي شكل تمطر؟,,.
وهنا المشكلة:
إن بقيت محتفظة بالماء ولم تنزله تبخر، وإن أنزلته ولم يكن في مكانه الصحيح لم يستفد منه، وإن أنزلته بطريقة خاطئة قد تتسبب في ضياع ذلك الماء فانعدمت الفائدة.
كما تكشف لي أيضا ولكن بنظرة بطيئة نوعاً ما أن تلك النصوص جاءت بشكلين: التقليدي/ التناظري والتفعيلي، ولم يكن لقصيدة النثر (كما تسمى) نصيب، وإن كان الشكل التفعيلي له الحظ الأوفر من تجارب الشباب إذ بلغ عدد النصوص التفعيلية ما يقارب الاثني عشر (12) نصاً، بينما التقليدي بلغ عدد نصوصه (5) نصوص, وهنا تنبثق لي ملاحظتان:
الأولى: إن بعض أو كل القصائد التي على النمط التناظري (التقليدي) كانت تختزن صوراً جميلة وأسلوباً جيداً، مما يجعلني أتصور لو أنها تخلصت من قيد التفعلية المعدودة في الشطرين أو من قيد القافية، بالتأكيد أن أداءها سيكون أفضل، وهذا ما يدعوني أيضاً إلى التذكير بما قلته في بداية كلامي من أن على أصحاب التجارب الجديدة أن لا يعطوا الشكل أهمية كبيرة إذ قد يكون سببا في ضعف نصوصهم حين يضطرهم الشكل أحيانا إلى كلمات لا تخدم الفكرة ولا الصورة، بل تهز النص وتضعفه، عليهم فقط أن يركزوا على التعبير عن فكرتهم بأقل تكلفة ممكنة وبأجمل طريقة ممكنة وحسب.
الملحوظة الثانية: تخص الشكل التفعيلي الذي طغى على أكثر النصوص وهذه الملحوظة تتمثل في التشتت الذي يقع أو أوقع الشاعر فيه نفسه مع أنه تخلص من القيود الموجودة في الشكل التقليدي كالوزن والقافية إلا أن الشاعر حين تخلص من ذلك أوقع نفسه في قيود أخرى هو في غنى عنها كأن يلزم نفسه بقافية معينة تتكرر أكثر من اللازم حتى تصل إلى درجة السجع، وما يزيد تشتت الشاعر أحيانا هو جهله في استخدام علامات الترقيم، إذ لا أرى منها إلا النقط التي في الغالب لا لزوم لها كالتي تفصل بين كلمتين أو بين سطرين، وأعظم الملاحظات على نصوص التفعيلة هي سوء التعامل مع السطر!! إذ يجهل الكثير كنه وضع كلمة أو أكثر في سطر وأربع مثلاً في سطر آخر، فما رأيته لا ينم عن هدف يخدم النص وإنما هو تشتت يؤدي بالشاعر إلى أن يجعل أحيانا الجملة المكونة من أربع كلمات في أربعة أسطر من غير داع أدبي أو فني بل في بعض النصوص وقراءتها بتأن أجد أن النص نص تقليدي كتب على شكل تفعيلي لكن تصرف الشاعر في صف وتوزيع الكلمات يوهم القارىء بأنه نص تفعيلي وأجزم ألا أحد من هؤلاء الشباب كان يتعمد هذا الإيهام، بل هو عفوي جداً، جاء نتيجة عدم معرفة قوانين هذا الشكل الشعري وهذا بلا شك ناتج أيضاً عن قلة الخبرة لديهم (وقد يلامون ولا يلامون).
وبمناسبة الحديث عن التفعيلة فإني انتهزها فرصة لأن أعيذ شبابنا وأحذرهم من فتنة التفعيلة التي قد تهلك أو تضعف قصيدة من لا يحسن التعامل مع هذا الشكل الشعري الجذاب الذي أفسد قرائح كثير من الشباب من دون أن يعي بذلك.
وأحب أن أشير في النهاية إلى ناحية فنية لايحسن إغفالها وهي ناحية اختيار العناوين، فاختيار العنوان مهم كأهمية اختيار الصورة والمفردة، بل إنه في الوقت الحاضر يعد (نصاً) مستقلاً في نظر بعض النقاد، ومن هؤلاء الفرسان من نجح في اختيار العنوان المناسب لنصه مثل: محسن السهلي في (مضاميات)، أو عايض القرني في (ساحة للقوام المضلل)، أو ياسر الشريم في (علب القصائد) و(أخوات كان) أو (وأقفلت في حسرة دفتري) لشروق السعيد، فتلك العناوين ابتعدت عن التقليد وعن المباشرة والوضوح وعن الطريقة التقليدية التي ينتجها الكثير من الشعراء في قصائدهم، فاستحقت أن تكون مميزة، ومن تأمل فيها سيلحظ ذلك جليا.
ماذا بقي؟
بقي أن أشكر القائمين من المهتمين في جريدة الجزيرة وأن أشكر أخي تركي على ما يقوم به من رعاية واهتمام لهذه العطاءات الشابة.
وبقي أن أطلب الصفح من الشعراء الثمانية إن أحللت بعض الجوانب ولم أوف بعضهم حقه، وإن كنت متأكداً من أن اختيارهم لهذه الصفحة يعد أكبر إيفاء لحقهم جميعاً وأعظم تكريم وتشجيع لهم.
وبقي أن أرشح مجموعة من النصوص التي أراها أقرب النصوص لتحقيق المعادلة الشعرية، وأن أرشح مجموعة من المقاطع استحقت أن تكون كذلك قريبة من تحقيق المعادلة وبهذه ابتدىء:
(1) المقطع الأول من نص (رحلة الغائب) لمبارك بن الرواء:
قد أقبلت العير البواكر من صحاريها
محملة بعطر الياسمين
بعد الغياب ورحلة التعب الضنين
عادت وجف الوقت في درب الحنين
(2) ومن قصيدة (اعتذار) لمحسن السهلي:
وأدرك أنني يوم اختلفنا
مرقت من الحدود,, بلا حدود
وأدرك أن فيك كل ضعفي
واحتمالات التثبت من وجودي
ولكني أمرت إذا ذكرت
دموعاً منتاها في حجوري
وأن الهم أضحى ألف هم
(3) من قصيدة حسن الصلهبي (شمس ونار وثلج):
أذيبيني,.
وذوبي فوق أشرعتي
فليل البرد معتصر
وذا مرج يناغيني
أذيبيني,.
كمثل قصيدة خرساء
تاهت في عناويني
أذيبيني,.
كأغنية كفل أو كنسريني
كهذا الأحمر الوهاج
يسري في أفانيني
أذيبيني,,.
على ,,,, وارتحلي
وهاتي الصمت واحتجبي
فإن الثلج مرتحل
وهذا الجمر يكويني .
(4) لياسر الشريم في قصيدة علب القصائد :
فرجعت أبحث للفضيلة
بين أنقاض البشر
فوجدتها ملقاة
في فرش الشتاء
أيقظتها,, لكنها لم تنتبه
ما زالت الدنيا مساء
فجلست قرب سريرها
يطوي ذراعي الشتاء
وأخذت أنظر للسماء
أفٍ لميعاد الضياء
ما زالت الدنيا مساء .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved