| الثقافية
لن يعود
جلست تنظر إلى المطر المنهمر خلف الشباك الزجاجي وصوت الرعد بقوته يوقظ ما بداخلها من مخاوف وأحزان.
تناولت الكتاب وجلست تنتظر,, تنتظر شيئاً لن يعود ولكنها بقيت تنتظر.
وقعت عيناها على كلمات كأن كاتبها يقصدها هي بعينها قرأت هذه الكلمات بصوت مرتفع وكأنها تريد أن تسمع الآخرين ولكن أين هم هؤلاء؟
ليس بجوارها سوى الصمت والسكون الذي يقطع حبل أفكارها السوداء كلما تنبهت لذلك السكون.
حاولت يائسة تجاهل هذا الصمت وقرأت عبارة جرحتها حتى النخاح ما فقد لن يعود فلنبحث عن شيء غيره اغلقت الكتاب متابعة بنظرها حبات المطر المتساقط الذي يغسل شباكها ولم يغسل أحزانها الدفينة تمتمت بصوت منخفض وبعد أن تنهدت ما فقد لن يعود فلنبحث عن شيء غيره ولكنها ظلت كل يوم تجلس تحت الشباك وتنظر للبعيد وهي تقول لن يعود ولكن لن أبحث عن شيء غيره .
بدرية محمد المطيري
***
ضماد
,, وجوه كثيرة,, معظمها أعرفه,, والقليل جداً منها أقدره وأحترمه! وجوه كثيرة, أمر من بينها,, لتختفي ملامحها فجأة ولا يبقى منها سوى تلك النظرات الساخرة,, أقول في نفسي,, سأقف عندهم، وأشرح لهم حقيقة الأمر علهم حين يسمعونني يدركون ما عانيته من أهوال فيريحوني من نظراتهم تلك, ولكنني أقرر سريعاً أن من يهمني أمرهم سأذهب إليهم واحداً,, واحداً, أما البقية فهم لا يستحقون ان أجهد نفسي في اقناعهم.
,, وفي المساء,, ذهبت لمن قدرت انهم ما زالوا على العهد القديم الذي قطعناه على أنفسنا في أول يوم أتينا فيه إلى الرياض للدراسة، ولحسن حظي أو ربما لسوئه كانوا مجتمعين في غرفة واحدة، هذا ما أخبرتني به أحذيتهم أو ربما وجوههم التي تركوها خارج الغرفة ترددت كثيراً قبل أن أطرق الباب وعندما عزمت على ذلك,,
كادت أذني تنفجر من صوت ضحكاتهم التي انطلقت فجأة,,
ذكرتني صفحاتهم بتلك التي كانوا يرسلونها كلما أخطأت بشيء، أو وقعت في موقف محرج تأكدت من أنهم كانوا في ذكري، وأنهم لم يذكروني بخير أبداً.
,, حملتني قدماي,, أو بالأصح أنا حملتهما فهما لم تكونا قادرتين على حملي رجعت إلى غرفتي وكلي اصرار على أن أكون انساناً آخر حين أصحو من نومي أن تكرم عليّ النوم وزارني هذه الليلة!
راكان صيّاح العنزي القريات
|
|
|
|
|