| منوعـات
جدة ,, المدينة العريضة والمزدهرة النابضة بالحياة المتجددة والمتطورة، مقبلة على خطوة ارتقائية، وذلك,, حين تفتح ابوابها ونوافذها للسياحة, والمترقب,, أن يفد اليها خلال هذا العام نحو ثلاثة ملايين سائح، وسكانها الحاليون، نحو مليونين,!
والمعروف في عالم السياحة، ان أي انطلاقة، تسبقها دراسات,, من جميع الجوانب، لكي يقدم البلد الذي يؤمه السياح ما يريح السائح، ويتجاوب مع متطلباته الحياتية، لكي ينعم في الأيام,, التي يقضيها في البلد الذي يقدم عليه، بالراحة النفسية، ويتاح له التسوق، ويغشى مرابع الجمال المباح، لاسيما في المدن الساحلية، والمرافق التي تتيح له مايجده عندنا,, من الأمن والأمان، فلا قلق ولا خوف، ويتعرف على البلد وتعامل اهليه وتاريخه، وحياة اهله واهتماماتهم,, الخ.
متاح في جدة ما أشرت، وجدة,, وليس الحب هو الذي يتحدث، وإنما، التعامل الكريم والسماحة، والمرانة في سلوك التعامل والتواصل,, باسلوب حضاري، من خلال خبرة طويلة,, للعاصمة التجارية، وهي كذلك مدينة ذات جاذبية لا يقاس عليها,!
اذن هي مدينة خليقة ان تستقبل السياح,, من الطراز الذي يريد التعرف على طبائع المدن، والراحة النفسية، والتسوق والاختلاط بالناس والطيبات، في مناخ وان كان قاسيا صيفا الا ان جمال اهله واخلاقهم، ولباقة التعامل، تكسر حدة حرارة المناخ في الصيف، وفي سبيل المتاع الجميل، تهون قسوة الجو، بحرارة الترحاب والاحتفاء، والاسلوب العالي الحضاري,, في التعامل الحسن الجميل.
وثمة جانب مهم، اكبر الظن انه نسي في حماسة الاقدام على مشروع السياحة,, واستقبال القاصدين والقادمين الينا، ذلك هو,, قضية الماء,! وهو امر ليس سهلا، ولا يمكن التغلب عليه بجرة قلم كما يقال، ولا باصدار امر فوري!,؟
في جدة,, نقص ماء، والحال تزيد في الصيف,! هذا بالقياس الى اهل جدة وحدهم، فاذا جاء مثلهم، او ثلاثة ملايين ,, كما يقدر ويقال، فما الحل ياترى!؟
نحن لسنا في عهود المعجزات، ولكننا في عصر الكمبيوتر عصر الارقام والحسابات الدقيقة جداً جداً,! والسؤال المطروح، الذي القي به الى المقبلين على السياحة، والداعين اليها، والمخططين والمبرمجين والمسؤولين مباشرة ماذا اعدوا لمعالجة نقص الماء!؟ وهل الشعيبة ولا اعتقد ، سوف تموّن كميات الماء التي يستهلكها السياح القادمون!؟ وهم، اي القادمون، يتوقعون انهم قادمون على بلد به انهار من مياه البحر المحلاة، وانهم سوف يستمتعون باستعمال الماء العذب بلا حساب، لانهم على شاطىء بحر، يحلى ماؤه بمحطات جبارة لا تتوقف، لذلك شرع البلد في فتح باب السياحة على مصراعيه؟! واذا لم يكن ثمة اعداد لمعالجة نقص الماء والوقت ازف فسيكون هناك رد فعل نحن في غنى عن الوقوع فيه، ولعل مرد ذلك، سرعة اتخاذ القرار ونسيان شيء من الحسابات، لجانب مهم جدا جدا, وهو الماء وفي صيف خانق ,!
انني اطرح هذا التساؤل الحذر على اصحاب قرار السياحة، علّي ارى واسمع,, ما يهدىء من الروع، لانني اخاف واخشى رد الفعل ، لا سمح الله,! ونحن جميعا نغار على بلادنا,, من العثر، والوقوع في خطأ,, غير يسير، في بدء مشروع يشتغل المقبلون عليه سنين، دراسات وتخطيطا، وانفاقا، ويبدأون تدريجيا، وليس طفرة ويستفيدون من التجربة والمرانة والزمن,! واعيد السؤال: هل نحن مستعدون في قضية الماء والماء وحده,, لكي نستقبل ثلاثة ملايين سائح!؟ لست ادري,! ولعلي اظفر بجواب شاف سريع مطمئن لان عدم الاحتياط,, يؤدي الى سقوط مؤلم ومربك وعنيف ,, نحن في غنى عنه، ألف مرة ومرة,!
|
|
|