| متابعة
كنت مدخناً شرهاً لا أتوقف عن التدخين على الرغم من معرفتي بأضراره وأنها يمكن أن تؤدي بي يوماً إلى الهاوية حاولت مراراً الاقلاع عن التدخين وسألت الكثيرين ممن أقلعوا كيف السبيل إلى الخروج من إسار هذا القاتل الذي نظنه لذيذاً وهو فتّاك؟ وباءت كل محاولاتي بالفشل، حتى كانت اللحظة التي كنت أخشاها وأتوقعها, أصابني التدخين بانسداد شرياني في القلب، أرجعه الأطباء إلى حدوث تراكمات في الشريان من جراء التدخين، منعت الدم من الوصول إلى القلب, ولولا عناية الله لكنت في عداد الموتى الذين يحصد التدخين أرواحهم كل يوم وساعة.
والتدخين مخادع, نظنه مصدراً لمتعة ما, ونقبل عليه ونحن جاهلون بأخطاره, تبدأ المسألة بأن يقدم لك زميل سيجارة فلا ترفضها، مدفوعاً بوهم التلذذ ووهم اختزال المسافة إلى مرحلة الرجولة عبر الدخان القاتل, ومن سيجارة إلى أخرى حتى تنزلق أقدامنا إلى هاوية إدمان النيكوتين, عندها نكتشف أنه شر كامل لا فائدة منه، ولا متعة من ورائه، بل هو عادة ميكانيكية يعتادها الإنسان ويصبح عبداً لها, ويتمزق في اقتراف هذه العادة القاتلة وبين عجزه عن الإقلاع عنها.
الأمر لا يستدعي إلا قليلاً من التفكير, فالسيجارة تقتل في عدة اتجاهات، تقتل صحتنا وأموالنا ووقتنا فيذهب كل ذلك هباء ودخاناً وتورثنا بدلاً منه هلاكاً ودماراً.
أخي الشاب :
كنت شاباً مثلك, والآن وأنا في هذا السن أدعو ليس بالخير على من شجعني على إشعال السيجارة الأولى, أتمنى أن تملك الوعي والشجاعة كي ترفض السيجارة الأولى وتنقذ نفسك ومن حولك.
الفنان :دريد لحام
|
|
|
|
|