| الاقتصادية
لنبدأ بالآية الكريمة (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) النجم هذه الآية الكريمة واضحة بمعنى أن على الانسان أن يسعى جاهدا مخلصا لدنياه وآخرته اذا أراد أن يحصل على ما يريده من الدرجات العلا في الدارين, ففي دنياه ينبغي عليه أن يعمل كأنه يعيش أبدا دون كلل أو ملل كما عليه ألا ينسى آخرته التي هي دار البقاء فيعمل خيرا لها واضعا نصب عينه كأنه راحل اليها غدا، بهذا المفهوم لا بد لمن أراد الحصول على وظيفة عمل أو حتى الصعود في سلم الارتقاء الوظيفي في دنياه ان يسخر لهذه المهمة كل طاقاته وامكاناته الفطرية والمكتسبة, ذلك لأن الشركات والمؤسسات الاقتصادية الربحية اليوم يهمها في المقام الاول توظيف وتشغيل الكفاءات ذات العطاء والإنتاج العالي لتتمكن بواسطتهم من تحقيق المزيد من النجاح والتقدم والارباح المالية امام منافسيها, وبموجب هذه الاستراتجية فالشركات تقوم بتوظيف قدرات وخبرات متميزة منتقاة ترجو منهم انجاز تلك الاهداف والغايات في نهاية العام.
وتتم عمليات الاختيار لديها بمعرفة مقدرات المتقدمين والعاملين فيها العلمية والنظر الى سيرتهم الذاتية بين الحين والآخر هذا بالاضافة الى انها تقوم باجراء المقابلات الشخصية لهم لمعرفة مستواهم من حيث الذكاء وسرعة البديهة والتصرف بحكمة وعقلانية خاصة في اتخاذ القرارات الاستثمارية وحل مشكلاتها التسويقية والمالية, هذه المعايير الاختيارية تتصف ضمنيا بسمات ذهنية وشخصية واجتماعية هي في الغالب مرتبطة ارتباطا وثيقا بتاريخ الموظف نفسه, فالصفات الذهنية تشمل اتزان المتقدم الاخلاقي فلا ارتجالية مزاجية في التصرفات اليومية مع زملائه, ولا عشوائية اعتباطية في اتخاذ القرارات المهمة التي قد تكون في بعض الاحيان مفترق طرق لخسارة أو ربح الشركة في جداول أعمالها بينما تكون الصفات الشخصية شاملة الثقة بالنفس والإقدام والرغبة في تحقيق الذات وانجاز الطموحات الداخلية للموظف نفسه,, فهناك افراد تميزوا بالنشاط والحيوية وحب العمل نراهم باستمرار يسعون جاهدين لتحسين مداخيلهم المالية، وهناك أفراد بقوا على حالهم دون أدنى تغير يذكر,, أما السمات الاجتماعية فهي العلاقات العامة التي كونها الموظف من خلال الجمعيات والاتصالات والمشاركات في العضويات والأندية والمجالس كل تلك السمات تكون ذات قيمة مهمة تضع الانسان المناسب في المكان المناسب، وعليه فإن الوظيفة هي في الحقيقة ممارسة التأثير على الأفراد والموظفين الموجودين في الشركة بحيث يتعاونوا تعاونا فعّالا ايجابيا في نجاح الشركة.
ومن اهم القواعد التي تتبعها الشركات عامة في انتقاء موظفيها ما يلي:
أ أن يتصف بسرعة التصرف واستغلال كل شاردة وواردة في الوقت المناسب وهذه الصفة يمكن أن نلخصها في أن يكون المتقدم للوظيفة سريعا في فعل وعمل اي شيء لا يسبقه إليه احد في الشركة، فمثلا يمكن استخدام حاسب كمبيوتر اكثر كفاءة أو ان يقدم كمنظم لرحلات سياحية خارجية لزملائه أو القيام بعمل اضافي تظهر فيه قدراته الذهنية أو الادبية (ندوات أو محاضرات) أو قدرات اجتماعية (دعوات وولائم) مما يضيف الى سمعته رصيدا آخر من الاعجاب والرضا بين زملائه الذين عجزوا عن القيام بمثل هذه الأشياء، وعليه ان يحاول ان يكون نجما لامعا في وسطه اذا اراد ان يرتقي سلمه الوظيفي, وحذارِ من الاقدام على مبادرات فاشلة قد تسبب إحراجات واشاعات تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
ب أن يكون قادرا على تنظيم مهامه وادارة وقته في العمل فمن الافضل استغلال الوقت الكافي في معرفة نوع العمل المطلوب انجازه طبقا لخطة زمنية معينة يستطيع من خلالها حل المشكلات بأنواعها، وعادة فإن الموظف المدرك لمسؤولته يكون قادرا على فهم ما تحدثه التغيرات الطفيفة في اسلوب اداء عمله وبصورة تعاونية تساعد على تعميق أواصر العمل الجماعي مع الآخرين.
ج على الموظف أن يكون ملازما للاخلاص والولاء لرؤساء العمل ولا بد هنا من التفريق بين سلبية النفاق والخضوع والهوان لهم وبين ايجابية الاخلاص والأمانة والجد, فالموظف المبدع المثقف لا يحتاج الى الخنوع والذل لرئيسه في الشركة ذلك لأن ضعاف النفوس يفتقرون الى الابداع والعطاء (فاقد الشيء لا يعطيه) بينما الموظف المؤهل الكفء المتمكن إداريا فهو غالبا يظهر انتاجه المتميز وإبداعه وإنجازه المشرف في العمل الذي يتفوق به على الآخرين الذين يستخدمون طرق الوشاية والنفاق لرؤسائهم.
د - ان يكون ملما بفنون الاستمالة للآخرين عارفا بأهمية جذب انتباه الادارة والشخصيات المهمة فيها، وتتلخص في إقناع من حولك بالثقة فيك والتمسك بك أطول فترة ممكنة في الشركة، فالاستمالة تعتبر اللمسة الجمالية في لحن النجاح وفي طموحاتك المستقبلية، فالشركات تفضل توظيف شخصيات لها سمعة جيدة وأداء رائع.
|
|
|
|
|