| الثقافية
انه صباح ليلي، استقبلته بدعاء نهاري الوميض,, لمحت صفحة من كتاب نصوص الحكم للفارابي,, انها الورقة رقم 15 تقول: اذا عرفت أولا الحق عرفت ما ليس بحق واذا عرفت الباطل أولا عرفت الباطل ولم تعرف الحق على ماهو حقه، فانظر الى الحق فانك لا تحب الآفلين، بل توجه بوجهك الى وجه من لا يبقى الا وجهه .
احمل هذا الدفتر المعطوب بالرخص، والمزكوم بالرجفة، ليس له الا قراءة من فلق، ومطالعة من وشايات عريضة تعرض الحائط، الذي تصنع به الأشياء العنيدة.
تطاردني ذاكرة صوتية مملوءة بقولهم: ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
وقولهم: سأعيش رغم الداء والاعداء .
وقولهم: لنا الدنيا ومن أضحى عليها .
من يقف لحساب القائلين وهم على التوالي:
شوقي الشاعر والكاتب,,، وأبو القاسم الشابي الشاعر لا الكاتب؟ وعمرو بن كلثوم المراهق لا الشاعر؟!
سؤال متهدل كلمات من يستسلم لنوم عميق!! فلا سائل ولا مجيب، وخير لنا ان نتعب الذواكر، ونجعل هذه البقع اللفظية تتسرب منها دون العبث بصنبور الجمجمة لمحاولة اغلاقه!!
كنا انت يا عبدالأمير جرص عندما قلت في ديوانك أحزان وطنية ,.
تصبحون على خير جميعا.
غدا يا ابنتي,.
حين تذهبين الى المدرسة,.
وحقيبتك ملأى بالأفلاس,.
غدا,.
أرجوك يا ابنتي,.
حافظي على بشاعة مدرستك,.
إننا يا سيدي مثلك من الحيوانات القديمة، النافرة، تلك التي يصعب ربطها,, بمثل هذا الحبل المتين من الحب .
ليس لنا غير حزمة من المفردات نتعاطاها حد التشبع,, وكما ان اوطانا كثيرة تفكر بالهروب من الخارطة، فلك ان تتخيل خارطة تفر من وطن، ووطنا يفضح عاشقيه، وسنبلة تحارب تربة أرضها المطر، وشتتها الجفاف!!
بين الهجر والهجير عن آيات قائمة في مدن رملية يحسبها الماء ظمأ، والتراب غبارا ولا حول للمتقين الا سور الحروف، وتراب الأبجدية، ولوعة المسافر!!
من يتذكر من؟!
مساحة الجسد لا تريد التراب، والتراب مشهور باقتفاء الأعضاء والتمر عند النخيل، والنخيل عند الفلاح والفلاح عند البستان والبستان في طرف المدينة والمدينة بلا قلب!
|
|
|
|
|