أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st June,2000العدد:10108الطبعةالاولـيالخميس 28 ,صفر 1421

الثقافية

المستفيد على حق دائماً
عبد العزيز الصقعبي
كلمة (المستفيد) تمثل لدى المكتبيين أهمية بالغة، والمستفيد بكل بساطة هو مرتاد المكتبة بكافة أنواعها سواء العامة او المتخصصة او المدرسية اوحتى الوطنية، فمسئولية المكتبي هي تسهيل وصوله للمعلومة او وصول المعلومة اليه، ومن حسن الحظ حضوري لندوة خدمات المكتبات في المملكة العربية السعودية وسبل تطويرها والتي عقدت في معهد الادارة العامة في الرياض في الفترة من 18 19/2/1421ه مواكبة للاحتفال بالرياض عاصمة العرب الثقافية لعام 2000م،في تلك الندوة قدم بحث رئيسي وعدة اوراق عمل تراوحت أهميتها بين استعراض الخدمات التي تقدمها بعض المكتبات وبين مناقشة المشكلات التي تعاني منها بعض انواع المكتبات في المملكة والرؤية المستقبلية لتطويرها، لضيق الوقت قدم عرض لتلك الاوراق ولضيق الوقت ايضا كان النقاش محدودا،ولكن اجمالا كانت الندوة ناجحة من حيث التنظيم والمشاركات وادارة الندوات حيث تمكن كل مشارك بالحضور الحصول على اوراق العمل كاملة ليتسنى لكل مهتم بالخدمات المكتبية قراءتها بهدوء فيما بعد والاستفادة من نتائج الجهد الذي قدمه بعض الباحثين، وتمخض عن تلك الندوة ويعد ذلك تأطيراً للنجاح تقديم التوصيات التي تجاوز عددها المائة توصية والتي تتناول هموم وقضايا المكتبات في المملكة وقد كانت من اهم الملاحظات والتي دارت حولها كثير من التوصيات هي ضعف الامكانات المالية والبشرية, ان مجرد مناقشة وضع المكتبات في المملكة امر مهم يدفعنا للتوقف عند وضعية المكتبات ويجعل كل من حضر تلك الندوة يخرج ورأسه مملوء بالعديد من الاسئلة والملاحظات حول المكتبات في المملكة مما لم يستطع ان يطرحها او مما تنبثق بعد مغادرته للقاعة التي عقدت فيها الندوة، وبالذات حول خدمات المستفيدين بالمكتبة, وهذه الخدمات تتغير مع تغير المستفيدين ونوع المكتبة فالمستفيد من المكتبة المتخصصة يختلف حتما عن المستفيد في المكتبة العامة،ربما يتوقع البعض ان علاقة الناس بالمكتبات فقط لمجرد القراءة، قد نتفق بأن اغلب المستفيدين يأتون لمجرد القراءة ولكن ليست هذه مهمة المكتبة فقط، نعم القراءة مهمة ولكن تعد المكتبة رافداً مهما للحياة العملية ونعرف مدى اهمية المكتبات الطبية المتخصصة وحقيقة هذا مثال يغني عن كل شرح لأهمية المكتبة من ناحية ايصال المعلومة للمستفيد سواء كان مهندسا او طبيبا او شخصا عاديا يبحث عن اجابة لسؤال طرح في احدى المسابقات، وهنا تتحدد قدرة المكتبي للوصول الى المعلومة بسرعة وايصالها للمستفيد، نعلم ان التقنية المعلوماتية الحديثة سهلت ذلك اضافة الىوجود شبكة الانترنت، ولكن يبقى للمكتبة دورها المهم وبالذات في مجال المعلوماتية واستخدام التقنية الحديثة، نحتاج هنا طبعا بعد وجود المكتبات وانتشارها بصورة جيدة اقول نحتاج الى ايجاد نوع من العلاقة بالمكتبة مبنية على الثقة بما تحويه من مجموعات يحتاجها كل شخص له علاقة بالكتاب، ماذا يحدث عندنا هنا بالمملكة وبالذات في البيوت التي يوجد بها من يحضّر لدراسات عليا او علاقته بالكتاب وطيدة بحيث يقتني آخر طبعة من بعض المصادر والمراجع وكما هو معروف ان تلك الكتب متعددة الاجزاء وتأخذ حيزا كبيرا من مكتبة ذلك الرجل او تلك المرأة، نعلم ان الحاسب الآلي والاقراص المضغوطة حلت جزءا كبيرا من المشكلة ولكن هل جميع مصادر ومراجع وامهات الكتب العربية والاسلامية طرحت على اقراص مضغوطة او عبر الحاسب الآلي الاجابة طبعا ,, لا,, إذاً الاتكال على المكتبة باقتناء تلك المصادر والمراجع مهم، وحتما جميع القائمين على تلك المكتبات يحرصون على تأمين تلك الكتب وهنا يوفر ذلك المهتم مبلغا من المال لقاء اسعار تلك الكتب وكذلك يستفيد من الحيز المكاني في بيته، ربما يعترض بعض اصحاب المكتبات التجارية على هذا الرأي ولكن دعونا نناقش ذلك بشيء من المنطقية هل نرجع للموسوعات ودور المعارف والمصادر بصورة يومية او اسبوعية او شهرية؟ غالبا,, لا,, نحتاج الى تلك المصادر عندما نبحث عن معلومة ما، وحين يتحقق وجود المكتبة المثالية العامة حتما ستكون عونا لنا للوصول لتلك المعلومة، إذاً لا نحتاج الى تكدس تلك الكتب في بيوتنا الا في حالة واحدة وتحدث للأسف أحياناً عندما يجعل البعض من تلك الكتب المتعددة الأجزاء قطعة من الديكور تضفي للمكان الذي وضعت به شيئا من الرونق والأهمية والقيمة وذلك بالإيحاء بأن صاحبها علاقته بالكتب وطيدة، وطبعا هذه حالة شاذة لا يعوّل عليها، عموما عندما تتوطد العلاقة بالمكتبة ستتوسع وظيفتها بحيث تكون مصدر اشعاع ينير فكر كل من يرتادها، وهنا ينبثق السؤال عن رؤية المجتمع للمكتبي هل يحمل القيمة ذاتها كما هي في الدول المتقدمة مثل امريكا هل يفتخر اي مكتبي عندما يقول بأنه مكتبي او أمين مكتبة او ورّاق او اختصاصي مكتبات كما يفتخر الغربي عندما يقول انه )librarian(، وهل يستطيع كل من يقوم بتلك المهنة ان يملأ ذلك الموقع ويكون فعلا مرجعا جيدا في المكتبة، الجميل انه في ندوة خدمات المكتبات طرحت عدّة توصيات تدور حول رفع مستويات الموظفين القائمين على رأس العمل عن طريق التدريب الداخلي والخارجي مع التركيز على تعيين المختصين في علوم المكتبات والمعلومات للعمل داخل المكتبات والحاجة الىاعادة تأهيل العاملين غير المتخصصين للرفع من مستواهم الفني في هذا المجال، اضافة الى رفع مستوى خريجي علوم المكتبات والمعلومات في اللغة الانجليزية لمواكبة التطورات الحديثة في تقنية المعلومات، ان الوصول الى مرحلة رضى كل مستفيد مهم جدا، وتهيئة الناس لارتياد المكتبات ليست بالأمر الهين لان ذلك يحتاج الى ايجاد مبان نموذجية للمكتبات ومريحة وعندما تطلب احدى مرتادات المكتبة وضع بعض نباتات الزينة في ردهات المكتبة وفقا لملاحظة احد المشاركين بالندوة نعرف مدى اهمية الراحة النفسية للمستفيد فما بالكم بعدم توفر اجهزة تكييف في بعض المكتبات كما علّق على تلك التوصية مدير الندوة، كيف نضمن ان يأتي المستفيد الى مكان يبعث على الاكتئاب، إذاً حتى نضمن تكوين علاقة جيدة بالمكتبات حال توفرها نتمنى الاهتمام اولاً بمباني المكتبات ومن ثم جمالياتها لتكون المكتبة متنفسا جميلا لكل مرتاد وعندما يتحقق ذلك حتما ستكون العلاقة وطيدة وقوية بالمكتبة وسنتجه خطوة واثقة صوب الحضارة الحقة.
ASALS1999@ YAHOO. COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved