| المجتمـع
* حائل عبد العزيز العيادة
أكدت التقديرات أن معدل استهلاك الفرد في المملكة للمياه المنزلية يتجاوز 240 لتراً للفرد في اليوم الواحد ترتفع إلى 320 لتراً في بعض المدن, ولا شك أن المملكة تقع ضمن الحزام الصحراوي، ومصادر المياه العذبة فيها محدودة لانعدام الانهار والبحيرات، وقلة معدل هبوط الأمطار,, بمعنى أن معدل الاستهلاك اليومي لسكان المملكة من المياه يتجاوز اربعة آلاف مليون لتر في اليوم الواحد وهذا رقم كبير لبلد صحراوي، ولهذا أسباب متعددة خصوصاً وان الأرقام في ارتفاع مستمر بسبب تغير نمط الحياة المستمر واتساع المدن وتزايد حالات الاسراف في استخدام المياه بمختلف الأشكال وعدم تجاوب الكثيرين مع حملات الترشيد المستمرة التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة بإشراف وزارة الزراعة والمياه بالشكل الذي يطمح إليه المسؤولون من أجل أن ينعكس ذلك على الأرقام الاستهلاكية للمياه في حياة الفرد اليومية.
وفي هذا التحقيق نستعرض تلك الجهود وتلك الأرقام والسلبيات والإيجابيات الموجودة وكذلك الحلول الممكنة سواء في القضاء على بعض السلبيات الموجودة لدينا عبر التصرفات الخاطئة من البعض بسلاح التوعية والحملات الارشادية، او من خلال الاختراع الذي قام به مبتكر سعودي هو فهد السيف (من مدينة حائل) ليؤكد قدرته من خلال هذا الابتكار تقليص معدلات الاستهلاك إلى أكثرمن 30% من المياه المستخدة في هذا الجهاز,, بمعنى أنه يستطيع توفير 30 مليون جالون يومياً وهذا رقم لا يستهان به اذا ما أجرينا عملية حسابية لحساب ما يستطيع توفيره خلال عام كامل من المياة المهدرة في حياتنااليومية.
المبالغة والإسراف
فقد أكد المواطن مطلق البلوي أن 99% من الناس للأسف حالياً لا يعرفون أهمية الماء ولا يقيمون للجهود، المبذولة لتوفيره لهم ذلك الوزن الذي تستحقه تلك الجهود وقد يكون السبب لسهولة الحصول على الماء في بلادنا ولله الحمد بفضل جهود الدولة رعاها الله رغم أننا نسكن في مساحة كبيرة (كقاره) وأرضها صحراوية تندر فيها الأمطار!!,, وقال البلوي ان مظاهر المبالغة في استخدام المياه والاسراف كثيرة ويكفي ان تسير في أي شارع من شوارعنا في أي حي في مناطق المملكة فإنك حتماً ستجد تسرباً للمياه وبكميات كبيرة رغم جهود البلديات وتعقبها للمهملين من المواطنين والمقيمين، ولكن كل هذا لابد أن يقابله وعي وادراك من الجميع لأهمية الماء وأهمية الترشيد والمحافظة على ثرواتنا المائية الغالية,على الجانب الآخر علق المواطن عبدالرحمن السدرة على هذا الموضوع بقوله : قال تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي صدق الله العظيم ولهذا فإن المواطن السدرة يطالب الجهات المختصة بضرورة تطبيق الغرامات بشدة على كل الذين لا يتجاوبون مع هذه الحملات والتعليمات المشددة بالترشيد في استخدام المياه,, وقال ان مجرد رفع الغرامات سيجعل الحديث الإعلامي يتركز على هذه القضية أكثر من غيرها وبالتالي وصول الرسالة الإعلامية بشكل مركز للجميع لكي يكون التفاعل والتجاوب سريعاً وملموساً.
تقنين النوافير ,, والمسابح
وأشار المواطن سرحان النومسي إلى ان بعض النوافير وبعض المسابح تهدر فيها كميات كبيرة من الماء بداع وبدون داع فالبعض للأسف يقوم بتغيير مياه المسابح يومياً رغم أن لا أحد يقوم بعملية السباحة في هذه المسابح إلا مرة كل شهر أو شهرين ولكن حرص أهل المنزل على وجود المسابح كجزء من الكماليات الجمالية بالمنزل وحرصهم على النظافة تهدر كميات كبيرة بسبب أشياء شكلية لا داعي لها، كما أكد على أهمية تقنين النوافير في شوارع المدن، وكلامه موجه للبلديات بحيث انه يرى ان بعض الشوارع والميادين من الممكن ايجاد مجسمات جمالية واشجار أجمل من وضع نوافير للمياه,, بينما اعتبر المواطن علي السميح ان دور المدرسة هام جداً وقال لابد أن تكثف التوعية في المدارس بل ان الأهم وضع حصص تخصصية لهذه التوعية ووضع البحوث اللازمة التي يشارك بها الطلاب في إعدادها من أجل أن يعي أبناؤنا في سن مبكرة اهمية الماء ومسؤوليتنا جميعاً حيال المحافظة على ثرواتنا المائية كجزء من المواطنة الحقة، وهذا يهدف إلى ايجاد جيل مستقبلي يحرص كل الحرص على تخفيض معدلات الاستهلاك من المياه إلى اقل حد ممكن، واشار المواطن السميح، ان بعض الطلاب في بعض المدارس يعبثون بإهدار مياه البرادات والحمامات للأسف بشكل غير حضاري بعيداً عن عين الرقيب لعدم احساسهم بأهمية هذه النعمة بين ايدهيم، وهؤلاء لا ينفع فيهم علاج غداً أذا كبروا وستستمر المعاناة اذا لم ننتبه لها مبكراً.
معدلات الاستهلاك عاليه
وفي هذا الصدد أكد الدكتور علي بن سعد الطخيس مدير عام تنمية موارد المياه بوزارة الزراعة والمياه ان معدلات استهلاك الفرد من الماء عالٍ قياساً لظروف المملكة الجغرافية والمناخية، وارجع السبب إلى تحسن المعيشه وتغير نمط الحياة واتساع المدن وكثرة الحدائق المنزلية واتساعها بشكل مبالغ، بالاضافة للمسابح وعدم تنفيذ العازل المائي بشكل سليم في خزانات المياه المنزلية، مؤكداً ان معدل الاستهلاك الأمثل للفرد من الماء يومياً هو (130 لتراً),, بينما أشار إلى ان قبل ثلاث سنوات أوضحت التقديرات أن معدل استهلاك الفرد يقترب من ضعف هذا الرقم بل تزيد في بعض المدن مشيراً إلى انها معدلات كبيرة على بلد صحراوي كالمملكة، وأكد على أهمية العمل على تخفيض الاستهلاك من الماء ما أمكن.
تجاوب
من جهة أخرى ذكر المواطن سعود الجبل ان هناك الكثير من المواطنين الذين يحرصون على التجاوب مع الحملات الإرشادة لترشيد استخدام المياه ولكنهم يجهلون الطرق الصحيحة وكذلك لديهم القدرة والتوجه نحو عمل أي شيء من أجل تخفيض ارقام استهلاكهم من الماء إيماناً منهم بأهمية المحافظة على ثرواتنا المائية والتجاوب مع التوجيه الكريم من ولاة الأمر.
وقال الجبل نحن مع أي مشروع يحقق فائدة للوطن وسيجد منا كل التزام، واشار إلى أن بعض السلبيات من بعض المواطنين لا تعدو كونها تصرفات فردية ليست سليمة وبمزيد من التوجيه سوف يتم تلافيها.
مبتكر سعودي : لديه الحل
اسمه (فهد سالم السيف) وهو (مواطن) يسكن في أقصى الشمال في مملكتنا الحبيبة في (حائل) وعمره 48 سنة يزاول الأعمال الحرة التجارة أكد أن لديه الحل لإحداث تغيير كبير في ارقام الاستهلاك اليومية من المياه المهدرة,, وقال ان الابتكار يمنع اهدار المياه الزائدة عن الحاجة ولكنه اكد انه لا يحبذ الدخول في تفاصيل أوسع في هذا الوقت بالذات لا بالنسبة للجهاز ولا للخطوات الأولى لبداية فكرته وكيفية عمله مؤكداً أن اي ابتكار لا يعتبر ملكاً لصاحبه إلا بعد حصوله على براءة الاختراع من الجهات المختصة وانا لم اتقدم بطلب براءة الاختراع حتى الآن !!,وارجع السبب لوجود طلب براءة اختراع سابق له منذ أكثرمن ثلاث سنوات لدى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وانه لا يزال ينتظر صدورها قريباً ان شاء الله,واستطرد السيف قائلا: ثم ان هذا الابتكار اعتقد انه لا يحتمل الانتظار كل هذه المدة للحصول على براءة الاختراع للحاجة الماسة التي يحتمها وضعنا مع الماء ولكي يستفيد المواطنون والوطن من قدرة هذا الجهاز على توفير الكثير من المياه.
وقال المبتكر السيف لا أرى شيئاً أهم من الماء وهذا الجهاز يوفر أكثر من 30% من المياه المستخدمة في هذا الجهاز وهنا تكمن الأهمية اذا ما عرفنا كمية النسب المهدرة العالية جداً من المياه واهمية الترشيد والمحافظة على ثرواتنا المائية,, ويبين أن الجهاز صغير الحجم وسعره بسيط جداً وسهل التركيب حتى من قبل ربات البيوت ولا يحتاج لأي نوع من الصيانة.
وعن توقعه لمقدار الاقبال عليه من المواطنين أشار إلى أن الأمر ليس اختيارياً لسلعة هامشية أو ثانوية تخضع لذوق المستهلك بل إنه واجب وهاجس وثروة وطنية ويجب علينا ان نعمم مثل هذه الابتكارات وتشجيعها وتوزيعها على كل المواطنين لكي نستطيع توفير المياه وترشيدها بشكل عملي وعلمي مدروس ينعكس مستقبلاً على مخزون المملكة من هذه النعمة الغالية.
|
|
|
|
|