أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st June,2000العدد:10108الطبعةالاولـيالخميس 28 ,صفر 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
عندما يشعر الزوج بالدونية ,, ؟!
لقد كانت مدعوة على حفل عشاء يوم الخميس الماضي عند احدى قريباتها وعادت من تلك الدعوة سعيدة بالوقت الذي قضته هناك، حيث التقت بمن تحب من القريبات ومن الأهل إلا أن هذه السعادة كانت تختلط بنوع من المقارنة بينها وبين الأخريات في كل زوايا احاديثهم وحواراتهم, وكان الزوج ضحية كل هذه المقارنات على الرغم من انه يبذل في منزله قصارى جهده لاسعادها واسعاد ابنائهما, فهو دائماً في نظرها عاجز عن توفير سبل المعيشة المرفهة لها ولاسرته كما يعيش غيرها، هي دائماً نظرتها تعتمد على هذا الأساس وتتوقف على هذا المبدأ مهما فعل هذا الزوج المسكين!!
نحن لن نبالغ ان قلنا أن هذه من صفات المرأة وهي حب المقارنة والمنافسة والرغبة في الظهور ولو على حساب أمور أخرى كثيرة في حياتها, ولن نقول كل النساء ولكنهن الأغلبية العظمى وفي كل هذه الوقائع والأحداث تبحث المرأة عن السعادة؟! أين هي السعادة وهي غير مقتنعة بواقعها وحالها ووضعها ولا نقول ان تصمت وتقف ولا تطمح وانما نقول تطور واقعها ولكن حسب المعقول الذي يتناسب مع امكانات وطاقات زوجها قبل أي شيء آخر، لأن احلامها لن تنتهي وهذه النقطة بالذات مهمة جداً في مجتمعنا بالذات وهي تحسيس واشعار الزوج بالدونية أو النظر له بنظرة الأقلية، فدائماً يرى الزوج ان زوجته معجبة بالآخرين وانها دائماً لها احتياجات تظل قائمة دون أن تلبي وأن لها احلاما وطموحات هو غير قادر على تحقيقها، الأمر الذي يجعله يشعر بعدم أهمية وجوده في الحياة الأسرية, وعلى الرغم من أن هذا الوضع يسلب المنزل سعادته ويسلب الزوج شعوره بالاقتدار إلا أن ما يزيد الأمر سوءاً هو ان يحضر الأبناء هذا الواقع عندما يرون انهم الأقل وأنهم الأصغر اجتماعياً لأن غيرهم دائماً أفضل منهم؛ مما يجعل ثقتهم بذاتهم تتزعزع وشخصيتهم تنهار أمام قوة الآخرين والامتيازات التي تضعها أمهم أمامهم لغيرهم فقط دون أن يكون أياً منها لهم أو لوالدهم!!
بذلك نحن نزرع في ابنائنا الغيرة ونزرع فيهم الشعور بالأقلية ومهما كانت سلوكياتهم جيدة ومقدرتهم فهم دائماً يعتقدون أنهم الأقل, أين زرع تقدير الذات,, أين تعزيز الطموح وتدوين نقاط القوة؟! أين الاعتزاز بالنفس النابع عن واقع حقيقي تسجل فيه المميزات بدلاً من تسجيل العيوب فقط!!
الزوج يعمل لإسعاد منزله والزوجة لا يعجبها والأبناء يسمعون ذلك ويعون انهم لا يعيشون كغيرهم من اقاربهم أو اصدقائهم!!
نحن لا نقول اننا يجب أن نرضى بالقليل!! لقد انتهى هذا العصر ولكن يجب أن نطمح في تحقيق الأفضل وتطوير كل ما في وسعنا أن نطوره في مجرى حياتنا ان استطعنا، خاصة في نطاق اسرتنا إلا أننا قبل كل شيء نراعي الامكانيات والحدود المادية والمعنوية لنحقق أقصى ما نستطيع، وعند هذه النقطة نقدر لأنفسنا ما قمنا به دون أن نعيب على ذواتنا الهامش الذي تركناه دون الوصول للكمال, فتحقيق التكيف النفسي نقطة هامة في اشعار الانسان بقدراته وسلوكياته الايجابية وتعزيزها,, أما أن نظل نسجل لانفسنا فقط النقاط السلبية دون أن نرى غيرها فهذا فعلاً انما يفقد الفرد شعوره بوجوده أو كيانه فهل ننتبه الى هذا الأمر في حياتنا حتى نحقق ولو جزءاً من السعادة.
والله الموفق .
نجلاء أحمد السويل

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved