| مقـالات
نالت مقررات وزارة المعارف من الدراسة والتناول الشيء الكثير وكان معالي الاستاذ الدكتور محمد الرشيد وزير المعارف يقابل تلك المقترحات التي تهاجم اكثر مما تهادن بقلب كبير يضع في حسبانه بان الطرف الآخر هو مواطن غيور أولا وقبل كل شيء لا يسعى الى التنديد والاطاحة بالجهود التي تبذلها هذه الوزارة والتي تستهدف النهوض بالتعليم وتطوير مناهجه ومقرراته مستفيدة من كافة التقنيات الحديثة, انما الذي ينبغي ان نضعه في الحسبان ان التغيير والتجديد لا يحدث بين يوم وليلة فالمقررات ليست جاهزة ومعلبة، انما تعدها عقول وتراجعها اخرى فثالثة حتى ينتفي اي خطأ بسبب عامل السرعة، ولهذا يتطلب الامر الحرص والتأني, ولا أشك بان هناك لجاناً تعكف على دراسة اية مقترحات تطرح في الصحافة او سواها من وسائل الاعلام لمعرفة الاستفادة منها الى جانب دراسة المقررات الشبيهة في نفس المراحل في الدول الاخرى، وهو مسعى تشكر عليه الوزارة حتى لا تغمط فيه حق المجتهدين، على انني من جهة اخرى انما اردت ان اطرح بعض الجوانب السلبية المكانية اذ ان المدارس اخذت تضيق بطلابها والفصول بالاعداد التي تتدفق وذلك ناتج عن زيادة الوعي والحمد لله.
فالطفل يضع نصب عينيه دخول المدرسة حتى يشعر بانه كبر وتعدى مرحلة البقاء في المنزل تحت رحمة الخادمات مهما كانت منزلة الاسرة الاجتماعية، فلقد تعلمت الاسر الصغيرة من تجارب الاسر الغنية تقليدا للمظهر وليس للحاجة الاجتماعية, ولعل ميزانية وزارة المعارف لا تسمح بانفاق الملايين على اقامة المباني، فالبرامج التعليمية اهم من زيادة المباني المكلفة اذا ما تحقق فيها كافة الجوانب العصرية، وقد وجدت بعض الدول التي ضاق بها الاقبال على التعليم ان من بين الحلول المتاحة جعل الدراسة على مرحلتين في اليوم الواحد وذلك يوفر مبالغ الانشاءات كما يستوعب زيادة عدد المدرسين الذين يتولون التدريس على المراحل لمواجهة اعداد العاطلين المتزايدة منهم.
وهذه الفكرة لا اعتقد انها خافية على معالي الوزير النشيط الدكتور محمد الرشيد، إنما هي مجرد تذكرة غير مسبوقة اطرحها عسى ان تلاقي القبول لحل مشكلة تتولد في كل عام دراسي جديد.
|
|
|
|
|