| العالم اليوم
حتى الآن ورغم حدوث بعض التجاوزات من قبل المتظاهرين في منطقة الحدود اللبنانية الفلسطينية، فإنه يمكن القول إن التهويلات التي كان الكثيرون يتحدثون عنها قبل ان تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، والتي أخافت اللبنانيين من ان عمليات انتقام ومجازر ستحدث عندما يخرج الاسرائيليون من لبنان,, حيث تأكد للجميع ان تلك الاحاديث كان يراد منها الانتقاص من قيمة النصر الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان, وكانت تلك التهويلات يراد منها أيضا تهيئة فئة من اللبنانيين وتوظيفهم لتحقيق اغراض سياسية باتت تظهر بوضوح الآن، فقد تبين ومع الساعات الاولى من دخول طلائع المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى القرى المحررة في الجنوب، ان المسيحيين اللبنانيين كانوا يفرون إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة دون ان يتعرضوا لأي أذى، بل ولا حتى مجرد كلام، وقد فطن الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني الذي يغلب على اعضائه انتماؤهم للطائفة الدرزية، لتأثيرات الشحن الاعلامي والنفسي والسياسي الذي كان يسود اوساط اهل الجنوب اللبناني الواقعين تحت الاحتلال الاسرائيلي وخصوصاً المتعاملين منهم مع العدو الاسرائيلي، وللدروز كتيبة كاملة في جيش لحد، ولذلك فقد بادر الحزب وزعيمه بالذات وليد جنبلاط إلى طمأنة الدروز حتى الذين عملوا في جيش لحد، وطالبهم بأن يسلموا أنفسهم إلى اي جهة من الجهات المشاركة في المقاومة الاسلامية، حتى لاعضاء حزب الله، الذين نقلوا العملاء الدروز الى مقرات الجيش وتم تسليمهم الى السلطات الشرعية، ولذلك فإن اكثر الذين استسلموا كانوا من المسلمين سواء من الشيعة أو الدروز أما أغلب الفارين إلى فلسطين المحتلة ان لم يكن جميعهم من المسيحيين الذين غرر بهم وشحنوا اعلاميا وسياسيا ورغم ان الرئيس أميل لحود نفسه بادر بزيارة القرى الجنوبية المسيحية معطيا المثال الحي على عدم قيام تجاوزات كبيرة تهدد النسيج الاجتماعي، إلا ان كمية الشحن الاعلامي المسبق، والذي لايزال يصدر من بعض الفعاليات الاعلامية والسياسية اللبنانية لا يساعد على ازالة المخاوف من هؤلاء الفارين الذين لا يمكن لأحد ان يلومهم على فرارهم قياسا على ما يقرؤونه وما يسمعونه يوميا من تهويل وتخويف من مصادر لا تزال تعتقد انها تمثل مصالح الطائفة المسيحية في لبنان، إلا أنها بوعي او بدون وعي لا تزال تعمل لصالح اسرائيل.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|