** نحن لا نعرف الاقتصاد في أي شيء,, كل شيء هدر,, وكل شيء اسراف,, وفي كل مناسبة تبذير,, وليس هناك اي ضوابط لجوانب الانفاق والصرف في حياتنا اليومية.
** نذهب إلى البقالة أو إلى أي محل,, فنشتري ما نريد وما لا نريد,, ونأخذ كل ما نشاهد على الأرفف,, سواء نحتاجه أولا نحتاجه,, بل ربما ظلت اللوازم التي دفعنا فيها مبالغ طائلة,, ظلت في كيس المحل حتى تتلف,, أو تمر عليها السنون ثم نرميها,.
** وبعضهم,, بيته أشبه بالمستودع,, من كثرة اللوازم التي اشتراها ولم يستثمرها,, ولم يستفد منها,, لأنه أصلاً,, لا يحتاجها,,
** وهكذا إذا اشترينا المأكولات أو الخضار أو الفواكه أو اللحوم أو الألبان أو الخبز أو ما شاكلها,, نشتري بكميات كبيرة,, ثم تُرمى كل هذه الاشياء دون أن نستثمر او نستفيد إلا بالقليل منها,, لأننا لا نملك أدنى ضوابط أو معايير تحد من هذا الاندفاع,.
** أما غيرنا,, فيضع في جيبه ورقة وقلماً,, يكتب فيها مصاريفه واحدة واحدة,, ويفكر قبل أن يقدم على شراء اية حاجة مهما كانت,, حتى ولو كانت دواء,, ونحن نكوِّم اصناف الادوية في كل مكان في البيت وفي الثلاجة,, بل إن باب الثلاجة لدينا لا يكاد يفتح أو يغلق من كثرة الادوية والمضادات الحيوية والمسكنات التي لا نحتاجها,, لكننا اشترينا أكثر من روشتة,, ولم نستخدم أياً منها,.
** وهكذا تعاملنا مع الماء والكهرباء,, هدر ثم هدر ثم هدر,.
** الشوارع,, تطفح بالمياه,, وكأننا نعيش على ضفاف خمسة أنهر وليس في بلد صحراوي أبرز خصائصه,, الجبال والجفاف والشمس الحارقة,, ومع هذا,, شوارعنا دائماً عامرة بالمياه التي تخرج من البيوت ومن العمائر,, دون أدنى معايير أو ضوابط,.
** وهدر الكهرباء,, هو الآخر لا حدود له,, فالانوار لا تنطفىء ليل نهار,, والمكيفات تعمل طوال ال24 ساعة في غرف نحتاجها,, وغرف لا ندخلها,, وأدوات كهربائية تعمل هنا وهناك بدون حاجة,, وإسراف في استخدام الطاقة بشكل يجعلنا قد نفقدها في اي لحظة,.
** هل نجهل أننا نتعامل هذه الأيام مع الصيف بأجوائه الملتهبة الحارة الحارقة,, ونحتاج إلى هذه الطاقة؟
** هل نجهل ان مدينة كالرياض يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة تحتاج إلى جهد خارق من أجل تغذيتها بالكهرباء؟
** نحن نقدر لشركة الكهرباء جهودها الجبارة في كل عام,, عندما لا نشعر بالمشكلة,, بل وتمتص كل المشاكل,, ولا نعرف إلا الكهرباء فقط.
** تحية لكل الرجال العاملين في الكهرباء,, على ما يقدمونه في كل عام,, من عمل مضنٍ من أجلنا,, فلا نعرف ساعات انقطاع,, ولا نعرف ظلاماً,, ولا نعرف شيئاً اسمه مشاكل الكهرباء,.
** فهل نتعاون مع الشركة,, وهل نقدر جهودها,, وهل نقابل هذه الجهود الجبارة,, بالمزيد من التعاون؟!
|
