| مقـالات
تمكنت وزارة المعارف في الفترة الأخيرة من التواصل التربوي الإعلامي الحقيقي بينها وبين ابنائها الطلاب، بل وتحقيق ذلك ايضاً مع أولياء أمورهم والمحيطين بهؤلاء الأبناء الأعزاء, لقد تم ذلك عبر هذه الفترة التي خصصها التلفزيون لوزارة المعارف في إطار التعاون بين هذه الوزارة ووزارة الإعلام.
وهذا التواصل التربوي الحقيقي تم عبر برنامج دروس على الهواء الذي طال انتظاره من قبل الطلاب الذين هم في حاجة لمن يأخذ بأيديهم نحو العلم والتحصيل ونحو تذليل صعوبات بعض المواد الدراسية امامهم وبعيداً عن متاهات الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهلهم وكاهل أولياء أمورهم.
لقد تمكنت وزارة المعارف أن تجعل من شاشة تلفاز القناة الأولى فصلاً دراسياً على الهواء يستفيد من عطائه كل من يشاهده ويتابعه وتم لها ذلك بانتقاء نخبة طيبة من المعلمين والمشرفين التربويين الذين أصبحوا مفخرة في مجالات تخصصهم لنا نحو المواطنين فقد أثبتوا أن عطاء هذا الوطن هو عطاء متفوق ومميز يستحق كل ثناء وتقدير.
وهذا البرنامج الذي طال انتظاره قد جاء متميزاً بماخصصه من فسحة تربوية بين ما يقدمه من دروس، فجمع بين التعليم وبين التربية حيث تمكن من توجيه رسالة تربوية مهمة ثرية بأفكارها، قيمة بتوجهاتها تُخاطب الأبناء بالحسنى وتتوجه إليهم تناقش سلوكهم وتتحدث إليهم بأسلوب تربوي هادف نحن في حاجة إليه في تعاملنا مع الأبناء في مثل هذه المرحلة العمرية التي تحتاج الى التوجيه الهادىء لترشيد سلوكياتهم داخل المدرسة وخارجها,,ان هذه الرسالة التربوية التي تحرص وزارة المعارف على تقديمها تؤسس علاقة إيجابية بين الطالب والمعلم وبينه وبين المدرسة ومع الكتاب المدرسي ومع اصدقائه ومع نفسه حرصاً على وقته وارتفاعاً بسلوكه الإيجابي نحو غيره في اسرته وفي مجتمعه، ولذلك فنحن في أمس الحاجة لتكثيف مثل هذه الرسائل بين الحين والآخر وذلك لما لها من آثار حسنة وطيبة في سلوك الطلاب وفي مسيرة تربيتهم وتعليمهم.
ولسنا هنا في مجال الإشادة بهذا البرنامج أو ذاك ولكن الواجب والحقيقة تفرض نفسها وبخاصة أن طبيعة الخبرة والعمل في وزارة المعارف ثم الآن في وزارة الإعلام تجعل المرء يضع يده على أهمية هذا التوجّه الذي قامت به وزارة المعارف في الآونة الأخيرة متزامناً مع أيام الاختبارات فاستثمرت واستغلت إمكانات الإعلام فيما يوفر للطلاب وجبة تربوية تعليمية هم في أشد الحاجة إليها وبخاصة في هذه الأيام,,ولكن هل أبناؤنا يحتاجون فقط الى هذه الجهود في أوقات دون غيرها؟ وهل وسائل الإعلام قد اصبحت مكتفية بذلك؟ إن الأمر يحتاج من وزارة المعارف إلى تكثيف جهودها في هذا المجال, فالإعلام بوسائله وأدواته يهمه كثيراً أن يجد فيه الابناء ما يجمعهم حوله ويشدهم إليه ويخاطبهم بما يفهمون.
ووزارة الإعلام التي يقف على رأسها معالي الوزير الدكتور/ فؤاد بن عبدالسلام الفارسي لديها توجيهات صريحة من معاليه بالتعاون غير المحدود مع المؤسسات التعليمية التي تتعامل مع أكثرمن أربعة ملايين طالب وطالبة هم أملنا بعد الله في مستقبل مشرق لهذا الوطن في كافة مجالات البناء والتنمية والحضارة.
ومن أجل ذلك فإن السعادة باستقبال وسائل الإعلام لهذه الأعمال المتميزة التي أقدمت عليها وزارة المعارف وأخرجتها من حيز التنظير إلى مجال التطبيق إن هذه السعادة سوف تتأكد وتستمر باستمرار هذه الجهود وتطويرها نحو التكثيف والتميز ونحو تلمُّس حاجة الطلاب الحقيقية في مثل هذه البرامج,ولئن كان الانتظار قد طال من قبل وسائل الإعلام لاستقبال مثل هذه البرامج التربوية فإن الأمل معقود أن تبدأ هذه الدروس على الهواء مع العام الدراسي القادم إن شاء الله فلا تتأخر حتى بداية الاختبارات وحتى تساهم في وضع حدً للدروس الخصوصية إضافة الى تذكيرها الدائم للطلاب بأن العلم ينتظرهم عبر هذه الشاشة الفضية وأن وسائل إعلامنا قادرة على المنافسة في هذا الميدان الخصب والهام في سبيل رفع كفاية استخدام وسائل الاعلام بما يفيد في رفع كفاية العملية التعليمية,,أما سلوك الطلاب فهو في حاجة للمزيد من هذه الرسائل القصيرة التي تحمل توجيهاً تربوياً يتم به مخاطبة الطلاب وتنمية إحساسهم نحو مايجب عليهم نحو أنفسهم ومدرستهم ونحو مجتمعهم,,ولعلنا لانذهب بعيداً أو نبالغ في الآمال والطموحات والتوقعات إذا ما تمنينا أن يكون لدينا قناة تعليمية تبث العلوم المتعددة والوسائل المختلفة التي تودّ أجهزتنا ومؤسساتنا التعليمية أن توجهها نحو طلاب العلم وغيرهم ممن يتعاملون معهم أو يحيطون بهم, إن مثل هذه القناة وهي تحتاج إلى جهود العاملين في الوزارات والمؤسسات المعنية قد أصبحت مطلباً ميدانياً في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات التي نعايشها الآن,,ولقد أثبتت وزارة المعارف أن بمقدورنا أن نحقق مثل هذا المطلب وأن نوثق العلاقة القوية الوطيدة بين التربويين والإعلاميين تلك العلاقة التي يحتاج إليها أبناؤنا الطلاب منذ وقت بعيد, فكل التقدير والشكر لمن يحرص على هذه العلاقة العملية الإيجابية, والله الموفق.
|
|
|
|
|