| مقـالات
عندما يأتي الصيف بحرارته اللاهبة، تصمت الحياة، وتتوارى خلف الجدران الاسمنتية طلباً لشيء من ريح الشتاء، وللقادرين تكون المطارات محطات انتظار للرحيل إلى بلدان ومدن يجدون فيها بعض ما يعين على قضاء الوقت بعيدا عن لهيب الصيف وقسوة حرارته وضراوة شمسه.
في مثل هذه اللحظات الخانقة يجد الشباب والرجال عامة فرصة لهم للخروج إلى المقاهي أو الاستراحات أو مقاهي الانترنت، أو حتى مجرد التجوال في الشوارع وافتراش الأرصفة وللجادين قد تكون هناك بعض الأبواب المشرعة في المكتبات العامة حيث يقضون وقتاً في القراءة والمطالعة وهو ما يعطيهم شيئا من الراحة والتغيير المطلوبين، أو الالتحاق بجمعيات تحفيظ القرآن فيستفيدون ما هو خير للدنيا والآخرة.
فما أن تعود الحياة من جديد حتى يكونوا مستعدين لاستقبال متطلباتها من دراسة أو عمل.
ولكن كيف هو حال النساء وعلى وجه الخصوص منهن الفتيات؟
يبدو لي ان مثل هذا الموضوع طرق ويطرق وسيطرق دائما وابدا مادامت هناك مشكلة تفرض نفسها وهي ظلال الملل والعيش في جو من الخمول الذي يدفع إلى لحظات مليئة بالكآبة والأحساس بالعدم.
الفتاة أي فتاة كانت تنتهي مرحلة الحركة والشعور بشيء من الحياة لحظة انتهاء العام الدراسي، فمع ما يكون خلال ذلك العام من تعب وحركة وواجبات إلا ان مجرد الالتقاء بالاخريات والخروج من المنزل إلى المدرسة يعد وسيلة للتغيير تفتقدها هذه الفتاة مع حلول الاجازة التي يفترض ان تكون وسيلة لتجديد النشاط وتنشيط النفوس واعدادها لاستقبال عام دراسي جديد بابتسامات مشرقة وروح فرحة، وهذا يحدث بالفعل وليس لان الفتاة حصلت في الاجازة على قسط من الراحة والمتعة والترويح بقدر ما انها تخلصت من سكون الأجهزة ومللها وجمودها.
ما المطلوب قد يكون هو السؤال الذي يوجه ايضاً بحدة وغضب؟
اما الجواب:
فهو ان المطلوب هو توفير القليل من وسائل الترويح للفتيات وللمرأة عموماً، واشراع الابواب في المكتبات والعمل على انشاء منتديات خاصة بهن يجدن فيها ما قد يعوضهن عن البقاء في ظلال الملل والكآبة.
|
|
|
|
|