| مقـالات
وضعنا المائي في المملكة العربية السعودية يحتاج إلى أكثر من جهد، ففي الماضي القريب كانت البلاد تعتمد على مياه الآبار في الزراعة والشرب، أو مياه العيون الجارية، وكان الماء لا يشكّل معضلة، فكل بلدة فيها من الآبار أو العيون ما يفي بحاجتها ، باستثناء مدن الموانئ مثل جدة أو الخبر، وعندما توسعت المدن حفرت الآبار العميقة لأن الماء القريب لم يعد كافياً ثم توسعت البلاد في الزراعة فاستنفدت المخزونات المائية البعيدة في كثير من مناطق المملكة، وبتوسع البلاد في الصناعة ونمو المدن، تسربت مياه المجاري إلى الآبار القريبة فلم تعد تلك الآبار صالحة للشرب، فزاد الطلب على المياه النقية، وهي المياه التي تشرف عليها الدولة، وبما أن الوسيلة الوحيدة لزيادة الماء حفر آبار جديدة، فقد حفرت الدولة -أعزها الله- آباراً في مظان الماء،ولكن طلب الماء لم يقف عند حد، فالمدن تتمدد، والقرى تتسع، فاتجهت الدولة إلى تحلية مياه البحر، وأنفقت من الأموال الشيء الكثير، والتحلية حل سليم، ولكن التكلفة عالية، وغير مقدرة، فهذا الماء الذي صرفت عليه الأموال الطائلة يهدر في سقي الحدائق وغسل السيارات، وما إلى ذلك، وبما أن الماء من أهم احتياجات المواطن السعودي، والمقيم في المملكة، فلا بد من إنشاء وزارة للمياه تعنى بشؤون الماء وتوفيره في الحاضر والمستقبل, فعندما تبين للدولة أن البترول قاعدة الدخل في المملكة أنشأت له وزارة خاصة، والماء اليوم لا يقل شأناً عن البترول في أيام إنشاء وزارته، وعندما تنشأ هذه الوزارة سيكون أمامها مصدران للماء، المصدر الأول ما ينزل من السماء، والمصدر الثاني تحلية مياه البحر، وبما أن المصدر الأول أقل تكلفة فلابد من بسط القول فيه: فبلادنا ولله الحمد واسعة، وتنزل عليها أمطار مختلفة في غزارتها واستمرارها، ولكن لنأخذ جزءاً من بلادنا الواسعة وهو الجزء الجنوبي الغربي، فهذا الجزء تنزل عليه الأمطار في الصيف والشتاء، وهي شبة دائمة، ويمتد هذا الجزء من وادي حاكمة وجبال فيفا ظهران الجنوب، ونجران جنوباً إلى أودية كرا في الطائف شمالاً، والمسافة بين جنوبي هذا الجزء وشماله سبعمائة كيلومتر,, وتنتظم هذا الجزء آلاف الأودية الغربية والشرقية، فإذا صدرنا عن الواقع، قدرنا المستقبل وما تحتاج إليه الأجيال القادمة، واجب علينا حفظ كل قطرة تنزل من السماء على هذا الجزء عن طريق انتظام السدود على الأودية الغربية التي تنتهي إلى البحر، ومن المعروف أن الأودية الغربية يتراوح طولها من الجبل إلى البحر ما بين مائة وخمسين كيلومتراً، فالوادي الذي يبلغ طوله خمسين كيلاً يندفع ماؤه إلى البحر في خلال نصف ساعة، قد وقفت على بعض هذه الأودية والسيل في قوة اندفاعه، وبعد نصف ساعة تعبر السيارات الوادي,, إن هذه الأودية الغربية تحتاج إلى خطة قد تمتد إلى خمسين عاماً لبناء السدود، وبناء خزانات علوية أي في أعالي الجبال ووضع مضخات على هذه السدود تدفع الماء عبر أنابيب إلى الخزانات العلوية, إن هذا المشروع يحتاج إلى مال كثير، ومن هنا فإنه لا ينهض به إلا وزارة خاصة به لأن السدود ستكون بالآلاف، وقد يوضع في الوادي أكثر من سد لأن بعض الأودية مستمر الجريان على مدار السنة، ولكننا سنحصل علىماء وفير في النهاية يسد حاجة المنطقة في الشرب والزراعة,, أما الأودية الشرقية في هذا الجزء فتحتاج إلى نوعين من السدود,,
النوع الأول: في أعالي الجبال، وقد أقامت وزارة الزراعة عدداً من السدود، النوع الثاني: في الأودية بعد خروجها من الجبال، وهذه تحتاج إلى السدود المطمورة، وانتظام السدود المطمورة في هذه الأودية وفي جميع الأودية الأخرى مطلب يتوافر عن طريقه الماء، وخصوصاً لمربي الماشية، فأودية جبل النير، وجبل طويق، وجبل مجزل وجبل العرمة وجبل أجا وجبل سلمى تحتاج إلى هذا النوع من السدود، وصفة هذه السدود أن يقام حاجز في الوادي من ضفته اليمنى إلى ضفته اليسرى، فيبنى على الصخر حتى يوازي بطحاء الوادي وتنتظم هذه السدود الوادي وتكون المسافة بين الحاجز والآخر كيلاً واحداً، فإذا انتظمت هذه السدود المطمورة أودية المملكة أصبح لدينا آلاف الأحساء.
المصدر الثاني: التحلية، وسوف يكون من أهداف الوزارة في حال إنشائها إنشاء مركز بحث يعنى بكل دقيقة وجليلة عن التحلية والسعي إلى خفض التكلفة بالإضافة إلى التوسع في تحلية ماء البحر.
|
|
|
|
|