| العالم اليوم
دون الدخول في عملية حسابية، ودون الخوض في صحة ومصداقية الارقام التي تبثها اذاعتا أسمرة وأديس أبابا عن القتلى الذين سقطوا من جيش البلدين، نحصر حديثنا على الحصيلة التي قدرتها وكالات الانباء الغربية التي غطت المعارك التي دارت في الايام الماضية بين اثيوبيا واريتريا والتي قدرتها تلك الوكالات بمائة الف قتيل من كلا الجانبين، واذا اضفنا الخسائر المادية الممثلة في تدمير عدد من المدن والطرق والمزروعات ان كانت هناك مزروعات، بالاضافة الى الخسائر العسكرية والممثلة في سقوط عدد من الطائرات وتدمير حصيلة كبيرة من الدبابات والآليات واستهلاك الآلاف من الصواريخ والقذائف المدفعية واطنان من الرصاص والبارود، يكون البلدان قد خسرا اضافة الى عشرات الآلاف من الشباب ملايين الدولارات في الوقت الذي يعانيان من مشاكل اقتصادية وبيئية تجعلهما بحاجة الى كل دولار للصرف على شعبيهما لانقاذهما من الجفاف والجوع بدلاً من الصرف على القتل وازهاق الارواح,,!!
وهذه الحصيلة الفادحة هي ثمن لما يرتكبه بعض الحكام من مغامرات تدفع ثمنها الشعوب، فالمعروف أن الحرب الاريترية الاثيوبية ليست وليدة اليوم إذ يمكن تتبع بداياتها الى عام1998 حينما تنازع البلدان على مناطق حدودية، فقامت كل دولة بالاستيلاء على الارض المتنازعة بينهما، يومها سيطرت القوات الاريترية على الارض المتنازع عليها، وظلت اثيوبيا تعد وتجمع السلاح وتشتري الطائرات وترصد مليارات الدولارات حتى انها صرفت قرابة الاثني عشر مليار دولار استدانت اكثرها، رغم مايعانيه شعبها من جوع وتعرضها للجفاف ، وبعد أن اكملت استعدادها، شنت هجوماً اجتاحت بموجبه الاراضي الاريترية واضافت الى الاراضي المتنازع عليها التي استردتها اراضي اريترية، ستكون هي الاخرى نقطة خلاف تستوجب مواجهات عسكرية اخرى قد يسقط فيها مائة الف قتيل او اكثر,, فالشعوب في نظر تلكم الحكام ماهي إلا ارقام ترتفع او تنخفض,, والاموال تصرف وتهدر لمجرد أن يظهر ذلك الحاكم بأنه الاقوى,, وعلى الشعوب ان تصفق,,حتى على حساب ارواحها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|