| محليــات
* جدة واس
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالاهتمام المتنامي بحقوق الانسان باعتبار هذه المسألة ليست فقط من نتائج التقدم الحضاري الحاصل في الفكر الانساني وانما لكون هذا الأمر يدخل في صميم تعاليم الشريعة الاسلامية.
وبين سموه ان جميع مسلمي الأرض يدركون ما توليه الشريعة من أهمية للإنسان بعلاقته بأخيه الانسان باعتباره خليفة الله على الأرض وما يسبغه عليه ذلك من مكانة سامية تجعله أهلا للاحترام.
وقال سموه في كلمة ألقاها في الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل مؤخرا توضيحا لموقف المملكة ازاء هذه المسألة ان هذه الحقيقة هي من البديهيات التي لا تخفى على كل من لديه المام بالاسلام كدين ومنهج متكامل للحياة ينظم علاقات الافراد والمجتمعات والبشرية جمعاء .
وبين سمو الأمير سعود الفيصل أن الحضارات الانسانية المختلفة بما فيها الشريعة الاسلامية ساهمت في اثراء مفهوم عالمية حقوق الانسان الذي يعني في عنصره الأساسي شبه اجماع من جميع الحضارات على مفاهيم معنية بدون ان تستأثر أو تحتكر نفسها احدى الحضارات حق تعريف ماهي عالمية تلك الحقوق فارضة بذلك مفاهيمها الخاصة.
وأعرب سموه عن استهجان المملكة واستنكارها لأي استخفاف بمبادىء الشريعة الاسلامية أو تجاهل لعالمية مبادئها.
وقال سمو وزير الخارجية اننا نرى في الحملة الجائرة وغير العادلة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بموضوع حقوق الانسان ما يعكس إما عدم الالمام والمعرفة بنظام هذا البلد الاسلامي المستند في قوانينه واحكامه على الشريعة الاسلامية السمحاء أو أنه يعبر عن تحامل لا مبرر له من شأنه الاساءة الى عقيدة يعتنقها أكثر من ألف ومائتين مليون نسمة.
واضاف سموه وبالرغم من كل هذا التحامل والتجني فإن حكومة بلادي مستمرة في مجهوداتها واسهاماتها في هذا الخصوص منطلقة في ذلك من بنود نظامها الأساسي على أحكام الشريعة الاسلامية ومقاصده .
وقال سمو الأمير سعود الفيصل: ان المملكة العربية السعودية أوضحت في الدورة السادسة والخمسين للجنة حقوق الانسان خلال انعقادها في وقت سابق من هذا العام على نحو يبدد أي شك أو سوء فهم التزامها بحقوق الانسان وما اتخذته من اجراءات وأنظمة بغية صيانة هذه الحقوق في ظل مبادىء وتعاليم الشريعة الاسلامية والتي نعتقد اعتقادا جازما بوصفنا مسلمين أنها توفر لنا ما ننشده من عدالة ومساواة وأمن .
وأضاف سموه: لسنا مستعدين تحت أي ظرف من الظروف أن نساوم عليها أو نحيد عنها .
واستطرد سمو الأمير سعود الفيصل قائلا:كنا نتمنى لو أن ممثل رئاسة الاتحاد الأوروبي في البيان الذي ألقاه أمام الدورة الأخيرة للجنة حقوق الانسان توخي الموضوعية والانصاف خلال تناوله لهذه المسألة .
وأعرب سموه عن أسفه لتناوله هذا الموضوع بعيدا عن واقع الأمور في المملكة العربية السعودية مما ينم عن عدم دراية بالنظام السياسي والقضائي في المملكة.
وأبرز سمو وزير الخارجية ما تقوم به المملكة العربية السعودية من مجهودات في سياق الحفاظ على حقوق الانسان واحترامها مما يسهل الرجوع إليه والاحاطة به مشيرا بهذا الصدد الى أن المملكة العربية السعودية وجهت قبل أشهر الدعوة للجنة حقوق الانسان لإيفاد مقررها الخاص المعني باستقلال القضاء والمحامين لزيارة المملكة للتأكد من استقلالية وعدالة الجهاز القضائي في المملكة.
وأوضح سمو الأمير سعود الفيصل ان المملكة العربية السعودية قامت كذلك بالمساهمة الطوعية في عدد من الصناديق التابعة لمكتب المفوض السامي لحقوق الانسان مشيرا سموه الى آخر ما تبرعت به المملكة لخطة العمل التابعة لاتفاقية حقوق الطفل وهي مستمرة في النهج.
وبيّن سموه أنه تنفيذا لالتزامات المملكة بعد انضمامها الى اتفاقية مناهضة التعذيب تم انشاء لجنة مكونة من جهات حكومية مختلفة وذلك للتحقيق في الادعاءات حول مسائل التعذيب أو غيره من التجاوزات الفردية.
وأبرز سموه ان المملكة تمنع من خلال انظمتها وقوانينها جميع أشكال التمييز العنصري تمشيا مع التزاماتها بموجب اتفاقية القضاء على التمييز العنصري.
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن حكومة المملكة في اطار حرصها على تنفيذ ما ورد في النظام الاساسي للحكم تسعى حثيثا لانشاء جهازين هما هيئة وطنية غير حكومية مستقلة معنية بالتعريف بحقوق الانسان وحمايته والتأكيد على الالتزام بتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك والمطالبة بمعاقبة المخالفين وتوفير المرجعية الضرورية لضمان هذه الحقوق وهيئة وطنية حكومية ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء ويرأسها مسؤول على مستوى عال يناط بها كل ما يتعلق بضمان تنفيذ أجهزة الدولة في كل ما يتعلق بحقوق الانسان.
وقال سموه في ختام كلمته: ان ما نستغرب له ونعجز عن تفسيره ان تأتي هذه الحملة المناوئة للمملكة في الوقت الذي شرعت فيه حكومتها في تبني هذه الخطوات الجادة التي تصب في خانة الحفاظ على حقوق الانسان وحمايتها من الانتهاكات مما يجعلنا نتساءل عن مغزى هذه الحملة وغايتها .
واضاف سموه: ان ما نتوقعه أن تلقى هذه الأعمال والاجراءات المتخذة من قبل حكومة بلادي تقديركم وترحيبكم,, أما أن تكون هدفا للتهجمات والتحامل فهذا ما لا نستطيع تفسيره أو التغاضي عنه .
|
|
|
|
|