| محليــات
التصنيف من الأساليب الحديثة في إدارة الأفراد في السياسات العامة: في المجتمع السياسي والاجتماعي، والصحي، والاقتصادي، وكذلك التربوي,,.
فإن أخذنا هذا المصطلح في المجال التعليمي التربوي وأسبغناه على فئة الموهوبين ، حديث الناس في الآونة الأخيرة,,, لوجدناه يطلق على مجموعة الدارسين الذين يتخطى ذكاؤهم النسبة العادية، من الذين ظهرت عليهم سمات التفوق أو العبقرية في مجالات محددة من المعرفة تلك التي تعتمد على مهارات التفكير العليا,,, كالذين يتفوقون في الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والبلاغة، والنقد، والنحو، والصرف، ولعل الأخيرين لا يلقون بالاً يُذكر لدى المهتمين بالموهوبين إذ حوصر هذا التصنيف بمجموعة من الذين لا يطلقونه إلا على المتفوقين في العلوم البحتة والتطبيقية, غير أن هناك الموهبة في الرسم، والخط، والشعر، والموسيقى، والسباحة، وحل الألغاز المعقدة، وحفظ الكميات الكبيرة من الأشعار، والأمثال، والحكايات,,, ونحوها.
فالموهوب يمكن أن يبدع في مجالات خارجة عن المألوف، بمثل ما يمكن سواه أن يبدع في المجالات المعهودة, لا تفاوت إلا بقدر التجديد والإضافة والابتكار, وتصنيف الدارسين في المدارس تحت هذا المصطلح يخضع بلا شك لاختبارات تجريبية مقننة، وذات مقاييس، وضعت لقياس محدد وذي أهداف, لكن هناك فئات كثيرة لا تخضع لمحك الظهور وتظل مختبئة في الظل غير أنها قد تكون من أكثر من وهبهم الله قدرات فائقة أو أهَّلهم للإبداع والتفوق بمواهب قد لا يصل إلى الكشف عنها أسلوب تدريس أو متابعة، أو اهتمام في المدارس أو حتى في البيوت,, لذلك لايتحقق فيمن يصنف تحت هذا التصنيف الشمولية والدقة.
إن الالتزام برعاية الأفراد الناشئين من ذوي القدرات العليا الموهوبين لا يتطلب إخضاعهم لاختبارات فقط، ولا لمواكبة درجاتهم التحصيلية على سبيل المثال في المدارس، وإنما يحتاج إلى برامج شاملة يكون فيها مثلث المسؤولية المنزل/ المدرسة/ المجتمع .
ولئن وجد في المدارس برنامج بعينه، أو وُضِعت خطط محددة للكشف عن هذه المواهب, إلا أنها تحتاج إلى وجود معلمين، ومشرفين، ومدراء مدارس مؤهلين للاضطلاع بهذه المسؤولية,,,، فهناك الكثير من المواهب والقدرات التي تُقتل في المدارس ويئدها المربون على اختلاف تصنيفهم,,.
كما أن الوالدين أو الأسرة تحتاج إلى إقامة برامج توحِّد جهود المدرسة معها خارج أوقات الدراسة النظامية تؤدَّى في النوادي العامة أو الملحقة بالمدارس من أجل إتاحة الفرص لكافة الطلبة والطالبات وأسرهم للالتحاق بها,,, ومن خلالها تظهر الفئات التي تُصنَّف تحت الموهوبين .
ذكَّرني بهذا الحديث رسالة مطوَّلة وردتني من إحدى الدارسات في المرحلة الثانوية وعلى وجه الخصوص في الصف الأول ثانوي وقد عانت كثيراً داخل مدرستها كي تجد من يسمع شعرها، أو يقرأ قصتها، أو يشجع رسوماتها وخطوطها,, لكنها في النهاية انطوت على نفسها لأن معلماتها أنفسهن لا يفقهن مما تقول شيئاً.
وأخرى في كلية التربية وهي تنعي لي هاتفياً مواهبها التي وُئدت بسبب تحمل أسرتها كافة المسؤوليات عنها فقتل الدلال كلَّ بارقة موهبة فيها.
فقبل أن تُصنفوا,.
وقبل أن تُديروا الناس تحت ما تصنفونهم,,.
فكروا في البرامج الشاملة التي تهيئ من يقوم بهذه الأدوار.
|
|
|
|
|