|
| القرية الالكترونية
هل قلت شوكة؟ ربما كان هذا صحيحا قبل ثلاث سنوات أما الآن فلم تعد مجرد شوكة بل أصبح خنجراً في خاصرة منافسيه، فنموه في اطراد وكل ذلك على حساب غيره، فالكعكة واحدة وزيادة في حصة أحد الأطراف تعني نقصاً في حصص الآخرين وأكثر المتضررين من هذا النمو بالطبع شركة مايكروسوفت وبرنامجها التشغيلي ذائع الصيت النوافذ بإصداراته المتعددة.
ولو سألنا مستخدمي الحاسب الشخصي أو حتى الناس العاديين عن برنامج النوافذ لوجدنا أن معظمهم يعرفونه أو على الأقل سمعوا به وعلى العكس من ذلك فلو سألناهم عن معرفتهم ببرنامج التشغيل لينكس لوجدنا معظمهم يجهلونه, فما هو يا ترى هذا البرنامج التشغيلي الذي أصبح حديث الناس والذي أصبح يؤرق كثيرا من منافسيه؟.
كان لينكس ثمرة مشروع طالب جامعي يدعى Linus Torvalds طوره في جامعة هلسنكي عام 1991م وأطلق عليه اسم لينكس )Linux( المشتق من اسمه ومن برنامج يونكس الشهير الذي اعتمد عليه في تطوير برنامجه المذكور، وبالطبع لم يُعر هذا البرنامج في البدء أي اهتمام من الناس وذلك لكونه كان بسيطا عند إطلاقه ولكن بسبب جعله مجانيا وإخضاعه لنظام الترخيص العمومي المجاني Free Software Foundation of General Public Licence الذي يُمكن الجميع من الحصول عليه مجانيا من شبكة الإنترنت وإجراء التعديلات والإضافات عليه وإعادة نشره مجانا أو بمقابل كل هذا أدى إلى جعل أعداد كبيرة من المبرمجين والشركات يُساهمون في تطويره ليصبح نظاما مستقرا ذا اعتمادية تفوق البرامج التشغيلية الأخرى من نفس المستوى.
وكثير من المحللين يرى أن سر مشاركة أعداد كبيرة من الخبراء والمبرمجين والشركات في تطوير هذا البرنامج هو بسبب كرههم لسياسة مايكروسوفت الاحتكارية ورغبتهم في إيجاد برنامج منافس يفك شبه الاحتكار الذي تفرضه مايكروسوفت على البرامج التشغيلية للحواسيب الصغيرة والمزودات, وفعلا وجدت كثير من الشركات فرصة في تطوير هذا البرنامج وإضافة كثير من البرامج الخدمية المهمة والتطبيقات إليه وبخاصة بعد تواجد نواة النظام مجاناً ومن تلك الشركات Caldera وRed Hat اذ انتجتا برامج رخيصة في متناول الجميع.
ويرى البعض أن برنامج لينكس التشغيلي سيحدث لبقية البرامج المنافسة مثل ما أحدثه برنامج الشبكات بروتوكول TCP/IP لشبكة الIBM المعروف بSNA وللبرامج الشبكية المماثلة إذ قال الجميع عند بدء هذا البروتوكول ماذا عسى أن يفعل هذا البرنامج الناشئ داخل الجامعات أمام برنامج شبكات قوي ومشهور مثل SNA الذي كانت جميع الشركات المصنعة للحواسيب الكبيرة تعمل حسابها لتجعل أجهزتها تستطيع التخاطب مع هذا البرنامج والآن أين برنامج SNA الذي قد لا يذكره الآن أحد من بروتوكول TCP/IP المستخدم في الإنترنت من قبل الجميع, وكذلك حصلت نفس النظرة الدونية التي حصلت للينكس عند بدئه للحواسيب الشخصية عند مجيئها في أواخر السبعينات واوائل الثمانينات عندما لم تعط اهتماما من شركات الأعمال والمؤسسات الأكاديمية ولم يُر لها أي خطر تنافسي للأجهزة الكبيرة الMainframe وكان ينظر لها على أنها مجرد أجهزة خاصة للألعاب والآن الوضع تغير فالأجهزة الكبيرة لم تعد بمثل أهميتها في بداية الثمانينات وحلت محلها أجهزة الPC مع العلم أن الحاجة للأجهزة الكبيرة ما زالت قائمة.
وفي الأسبوع المقبل بإذن الله سنتحدث عما يميز لينكس عن غيره من البرامج التشغيلية وكذلك ما يعيبه وما يميز برامج النوافذ وبخاصة في مجال التعريب.
mmshahri @scs.org.sa
|
|
|
|
|
