| الاقتصادية
كثر الحديث عن العولمة والألفية الثالثة,, لقد مرت الالفية الثانية ولم ننجز بها شيئا, الآن نريد لعالمنا العربي ان ينجز بصمت ويترك الالفيات لاصحابها, على كل حال هناك آراء تقسم الارض الى شمال وجنوب، الشمال بالطبع نعي به الغرب بكل تياراته الرعناء والمتزنة، وبكل عبقرياته المذهلة وانجازاته الانسانية المدهشة, ايضا بكل سلبياته المحزنة, ذلك الغرب كيف استقبل شروق الألفية الثالثة والذي نتمنى ان نتحرر فيها من رماد الماضي وارهاصاته, وسعداء لاننا سنكون جزءاً من هذه الالفية، اعجبتني جملة آراء طرحها وزير العدل البحريني الشيخ عبدالله آل خليفة يقول: القرن القادم سيكون دون شك هو قرن امريكا كما يتوقع الكثيرون,, فمنذ الآن أحكمت مؤسسات امريكا المالية قبضتها على عنق جميع المؤسسات المالية في كل العالم,وبكلمة منها يعلو سعر الدولار أوينخفض وتهوى من جراء ذلك الكيانات الصغيرة.
وكما ألبست أمريكا شباب العالم الجينز واطعمته الهمبرغر باستطاعتها ان تغير كل ذلك بين يوم وليلة.
ولديها مؤسسات إعلامية ضخمة ومؤهلة تساندها في ذلك.
الجنوب ونحن جزء منه ماذا فعل؟ عندما استيقظت آسيا وارادت اللحاق بالمثال الامريكي كانت كارثة اندونيسيا عندما اشرفت المؤسسات المالية فيها على هاوية الافلاس, واثيرت العداوات بين الباكستان والهند، وبين كل الكيانات الكبرىحتىيظل الجنوب ممزقا ومتخلفا وخاضعا للشمال.
ويطرح الشيخ عبدالله رأيا يهمنا كعرب حين يقول بان العالم العربي الى الآن لم يطبق اتفاقية تحرير التجارة ولم تزل مجرد دراسات, والسوق العربية المشتركة حلم يطوف في سماء الفكر الاقتصادي, والخلافات العربية عجز الكل عن إيجاد علاج لها, والحدود العربية تتفتت ويتصاعد القتال من أجل امتار من الارض بين دولة عربية وأخرى.
والحل؟ يطرح رأيا متفائلا مؤداه ان الجروح العربية عميقة ربما ولكن الارادة العربية قادرة على تجاوزها وعلى الجميع السمو فوق المشكلات ويجب الادراك بأن عمق الإسلام أساس متين للتحرك نحو مستقبل منشود, وعلينا أن نتذكر ان الدولة الاسلامية في عصرها الذهبي كانت تضم شعوبا عديدة لاتفرق بينهم حدود ولاسدود, لاتقلقهم اختلاف العملات فيها وليس هناك جوازات سفر لكل بلد وهو ماتفعله اوروبا الآن فهم يستعيدون تاريخنا الاسلامي المجيد, ويعتقد بأن الحل يجب ان يتخذ بُعداً إسلاميا عميقا ورحباً, فلم تعد تكفي الأمنيات بل لابد من حشد الامكانات والتنسيق للاسراع بخطوات واثقة نحو تحقيق السوق الاسلامي المشترك, وتنشيط التبادل التجاري وخلق نوع من الوحدة في المجالات التي لاتخلق خلافات مثل الاعلام والسياحة والثقافة.
والأهم محاولة تنسيق المواقف العربية.
اعتقد بان وزير العدل والشئون الاسلامية في دولة البحرين اصاب كبد الحقيقة لان القرن الجديد يحث الخطى ويطرح كل المستجدات,,واذا كنا حريصين حقا على أن نحمي انفسنا وأجيالنا لابد من الاسراع في السير على خطى الدول القوية المتحدة الكبرى, لنعيد مجد تاريخنا العربي الإسلامي العظيم.
ولكن هل تنفع الامنيات وهل تعيد النصائح العقول الى مجراها المفترض لنحقق ولو جزءاً صغيرا في مسيرة التقدم,, وحتى نترك بصماتنا في كتاب الحضارة الانسانية الواحدة, هذا مانرجوه وندعو له ونشدد في ذلك بعد ان ملت الاجيال تلك الضوضاء التي لاتقود الى طريق واضح بل تغم الابصار وتعمي العقول فقط.
|
|
|
|
|