| مقـالات
لا أدري لماذا تتباطأ بلديات المدن بإزالة المباني الطينية القديمة.
إن إلزام أهلها بهدمها أصبح ضرورة ملحّة لضمان الأمن لسكان المدينة,.
إذ ليس من المعقول ووسط هذه التطورات الهائلة في مدن المملكة أن تبقى بيوت طينية مهجورة، مخيفة تمنح المجرمين فرصة سانحة للاختباء وتحويل مثل هذه المباني إلى أوكار تصنيعية للأغذية الفاسدة وغيرها,.
ولا نعتقد أن أيَّ مبررات في هذا السياق ستكون مقبولة بالنسبة للمواطن، لأنه بالامكان التنازل والتغاضي عن أمور متعددة عدا أن تكون هذه الأمور متعلقة بالأمن.
فكيف للأعين أن تنام!!
وكيف للأنفس أن تطمئن!!
وثمة مخاوف تصاحبها ووساوس تقلقها!!
فتقضي ليلها كله تلتفت يميناً وشمالاً,.
تفزُّ لوقع حذاء,.
وترتهب من أصواتٍ خفية في هجعة الليل.
وتنظر إلى مزاليج أبوابها!!
تعاود المرور عليها مراراً وتكراراً,.
تساورها الشكوك أن أغلقتها
أو لم تغلقها,.
وتعود للفراش تأمل بهدأة النفس ولذّة الكرى.
لكنها لا تفتأ تذكر الأوكار والمخابئ
والأعين الحاقدة التي اقتحمتنا من حيث لا ندري,.
تعيش بيننا وتبتسم لنا وتتمنى أن تسرِّب السمَّ الزعاف إلى عروقنا.
إما لشرٍّ متأصل فيها,.
أو لشرٍّ مكتسب من جرّاء تعامل قاسٍ وفظٍّ ممن لا يخافون الله بمخدوميهم فيضرُّون بذلك أنفسهم ومجتمعهم.
إن المخاوف التي سرت في بعض أحياء عنيزة كان مردُّها - ولا شك - هذه البيوت القديمة التي كان من المفترض إزالتها قبل أن يستفيد منها المجرمون.
ولعلَّ ما حدث في عنيزة يكون جرساً يطرق ذهن البلديات في كافة المدن للتخلص من المنازل الطينية القديمة التي تسخّر للإضرار بأمن المواطنين , ويا أمان الخائفين.
|
|
|
|
|