رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th May,2000العدد:10106الطبعةالاولـيالثلاثاء 26 ,صفر 1421

مقـالات

سكّان الرياض: الواقع والمتوقّع
بدر بن أحمد كريّم
أماطت أدبيات الجغرافيا البشرية اللثام، عن أنّ السكان يمثلون أهمية قصوى، وتنظر إليهم على أنّهم يمثّلون محورا من أهم محاور مقومات أي دولة، ومن ثم فإنّ علماء الجغرافيا يعدون السكّان، عاملا حيويا داخل أي وحدة سياسية، فضلاً عن أنّهم يربطون إمكانيات الدولة بخصائص سكّانها، حجماً، وتوزيعاً، وتركيباً، كما أنّهم يرون أنّ السكان، وما يمارسونه من نشاطات اقتصادية، ومدى الإنتاج الاقتصادي الناجم عن ذلك، من الأمور التي تؤثّر تأثيرا كبيرا على مدى قوة الدولة وتماسكها.
سُقتُ هذه المقدّمة توطئة للحديث عن النمو السكّاني المرتفع، الذي شهدته وتشهده مدينة الرياض، وهو الموضوع الذي كان محور حديث على خفيف بيني وبين سعادة الأخ المهندس عبداللطيف آل الشيخ، عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ورئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة قبل أسبوعين تقريبا، وبالتحديد عشيّة احتفال مدارس الملك فيصل في مدينة الرياض، بتخرّج دفعة جديدة من طلاب المرحلة الثانوية، وهو الحديث الذي اكتملت معالمه، يوم أن تلقيت منه عبر البريد مجموعة من الدراسات التي اضطلعت بها الهيئة، وتناولت هذا الجانب من جوانب أهم توسع شهدته مدينة الرياض، وهو جزء من أهم المتغيرات التي شهدتها هذه المدينة، في فترة زمنية وجيزة.
ودعونا نتابع هذا النمو، وما يلقيه من تبعات ومسؤوليات، على مختلف الأجهزة المختصة بتقديم الخدمات العامة، لسكّان هذه المدينة.
قبل نصف قرن من الزمان، كان يقطن مدينة الرياض ثمانين ألف نسمة، في مساحة لا تزيد عن حوالي 8,5 كيلومترات مربعة، تتكوّن من أحياء صغيرة مبنيّة من الطِّين، ولا شك أنّ من عاش في هذه المدينة إبّان تلك المرحلة، وشهد ما هي عليه من تطور الآن يلمس الفوارق العديدة، وهو تطور طبيعي، فالمدن مثل البشر، يولدون صغارا، ثم ينمون شيئاً فشيئا، إلى أن يصلوا إلى مرحلة النضج الكامل، وتلك سنّة الحياة، ولن تجد لسنّة الله تبديلا أو تحويلا.
من المهم أن تكشف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أنّ سكّان هذه المدينة وصل عام 1417ه إلى 3,1 ملايين نسمة، بنسبة نمو سنوي بلغت 8,1%، منهم 2,15 مليون نسمة من السعوديين (بنسبة 69%) فيما بلغ عدد غير السعوديين 968 ألف نسمة (بنسبة 31%).
بيد أنّ المهم تلك الزيادة المطردة، في عدد سكان مدينة الرياض، التي بلغت 120%، أي أكثر من الضعف، إذ كانت نسبة السعوديين 150% وغير السعوديين 78%، فيما توقّعت إدارة البحوث والخدمات التخطيطية بالهيئة، أن يصل عدد سكان مدينة الرياض عام 1422ه (2002م)، إلى أربعة ملايين وأربعمائة ألف نسمة، ثم يرتفع عام 1427ه (2007م) إلى حوالي ستة ملايين نسمة، حيث يشكّل النازحون ثلثي حجم النمو لسكّان مدينة الرياض، إذ بلغ عدد النازحين في المدة من عام 1411ه إلى عام 1417ه زهاء 750 ألف شخص .
أتمنى بإرادة الله أن أعيش إلى عام 1427ه، فإذا بمدينة الرياض نتيجة النمو السكاني المرتفع جدا جدا في حاجة إلى أن تلبي احتياجات سكّانها من: المساجد، والطُّرق، والشوارع، والمدارس، والمعاهد، والكليات، والهاتف، والماء، والكهرباء، والخدمات الاجتماعية والثقافية، بنسبة قد تتجاوز 400% عما هي عليه الآن، وهي المؤشرات التي على ثقة كبيرة، بأنّ الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برياسة الأمير عاشق مدينة الرياض، سلمان بن عبدالعزيز، تعمل على مواجهتها بالتخطيط السليم، البعيد عن العشوائية أو الارتجال، فلم يعد لذلك موقع الآن، بعد أن اتجهت الدولة صَوب التنمية الشاملة المتوازنة، لمدن وقرى المملكة كافة.
وليس ثمة شك، أنّ هذه الدراسة السكّانية، تشكّل القاعدة الأساسية والإطار العام للقرارات التي تتخذها الهيئة، ومنطلقا للمشروعات التنموية والحضرية، التي تضطلع بها، خاصة بعد أن تم إنشاء نظام المعلومات الحضرية لمدينة الرياض، الذي تم من خلاله ربط جميع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، بالنظام القائم في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بحيث يتولّى جهازها التنفيذي وضع المواصفات والمقاييس، الخاصة بجمع وتحديث وإدارة المعلومات، وصيانة وتحديث الخريطة الأساسية الرقمية والموحدة لمدينة الرياض، وتصميم وإدارة شبكة المعلومات الخاصة بمدينة الرياض.
ويوازي هذا النمو الهائل في أعداد سكّان مدينة الرياض، توسع في استخدامات الأراضي.
فطبقاً لإحصاءات الهيئة لعام 1417ه، تبيّن أنَّ مدينة الرياض تواصل نموها المرتفع في استعمالات الأراضي، حيث رصدت الهيئة أكثر من 750 ألف استخدام في ذلك العام (1417ه) بزيادة نسبتها 28% عن عام 1411ه فيما اتضح أن النطاق العمراني لهذه المدينة، بمرحلتيه الأولى والثانية وصل إلى 1782 كيلومترا مربعا، حيث تغطّي المرحلة الأولى من النطاق العمراني لمدينة الرياض، الحدود الحالية لهذه المدينة، فيما تغطي المرحلة الثانية المساحة الباقية (1150) كيلومترا مربعا.
قد لا توجد مدينة في العالم، تنمو في أعداد سكّانها بما هو عليه حال مدينة الرياض (8,1%) وهي نسبة نمو تلقي بظلالها على مرافق الخدمات العامة في هذه المدينة، التي ثبت أن سكّانها يتكونون من تركيبة سكانية متنوعة، وأنماط متعددة من الأُسَر، ومتوسط زيادة سنوية سكانية مرتفعة، فضلاً عن أنها تشهد هجرة داخلية عالية، وزيادة مرتفعة في توظيف الذكور والإناث معاً، للاضطلاع بعمليات التنمية المستمرة في هذه المدينة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved