أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

يوم الموظفين
هل هم سعداء أم تعساء؟
عزيزتي الجزيرة
الحمد لله كثيرا والصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن هدى ورحمة للإنسان نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
لقد تغيرت مفاهيم ومفاتيح الحياة السعيدة عبر العصور وإن كان الجوهر واحداً على اختلاف الأزمان الآن وقد اصبحت الحياة لدى كثير من الناس في المجتمع السعودي ذات طابع خاص يختلف عن غيره من المجتمعات العربية وغيرها، اصبح الجدول اليومي لدى كثيرين (روتين) لا يتغير ابدا والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل هذا الجدول اليومي مفتاح السعادة للاشخاص الذين يتبعونه بدقة متناهية وغريبة في نفس الوقت؟! اعتقد انه من العدل ان نطلع على ما في هذا الجدول من اعمال كي نقرر ما إذا كان مفتاحا او قفلا, لابد لي ان اقول انه ليس من العدل في شيء ان اعم الجميع ولكن دعوني أقول الأغلبية الساحقة من المجتمع, وسوف أخص الموظفين دون غيرهم لأن غيرهم لهم شأن آخر.
اولا: في الصباح الباكر يذهب الموظف الى عمله بعد ان اوصل الأولاد الى مدارسهم ان كان له أولاد.
ثانيا: يعمل كما يعمل الجميع من حوله سويعات قليلة ينجز خلالها معاملات اقل من المعدل بكثير وتدخل على أوقات العمل الرسمي تجاذب بعض الأحاديث عن فريق او سيارة او المدير.
ثالثاً: لا ينتهي وقت العمل في وقته المحدد وإنما تنهيه نهاية وقت دوام المدارس التي يذهب إليها أبناء هذا الموظف وان لم يكن لديه أولاد تعذر بمن لديهم وانهم يخرجون قبل الوقت المحدد.
رابعاً: تأتي فترة ما بعد الدوام وهي فترة غداء وراحة ينام بعدها الموظف ساعات ويقضي بعدها مستلزمات بيته.
بعد هذا التقديم الذي يوضح جدول الأغلبية الساحقة من الموظفين السعوديين، ماذا يا ترى عسى أن نقول عنهم: هل هم سعداء؟ بؤساء؟ أم ليس لهم خيار آخر؟؟
والحقيقة هي انهم ليسوا سعداء كما انهم ليسوا بؤساء وأيضا لديهم من الاختيارات الكثير، ولكي نبرهن على ذلك دعونا نبدأ من أول القائمة في جدول هذا الموظف؟
لابد لأي شخص موظف كان أو غير ذلك أن يبدأ يومه بصلاة الفجر فهي الاستفتاح الحقيقي لليوم ولابد بعدها أن تجتمع العائلة على مائدة من التحيات بينها وسؤال الأب عن أولاده ومدى تقدمهم في التحصيل العلمي وعن أي مشاكل واجهوها أو قد يواجهونها.
بعد هذه الجلسة العائلية التي تعمق أواصر المحبة بين الأسرة وربها يذهب الموظف الى عمله وبين عينيه أمانة لزاماً عليه تأديتها على وجهها الصحح من غير تقاعس أو ملل لأنه هو من قبل بها ويأخذ عن ذلك مالاً عليه أن يتحرى أن كل قرش فيه حلال لا لبس فيه, كما يجب عليه ان يحقق مطلباً أساسياً تجاه أسرته بعد انتهاء العمل وهو أن يسأل عن جميع أفرادها وعن يومهم وكيف أمضوه وأن يسدي لهم النصيحة إن كان هناك ما يدعو لذلك ولا بأس في ان يعطي نفسه حقها من الترفيه على شرط الا تتجاوز المعقول وألا تأخذه من أسرته وواجباته الأهم, والله اعلم.
عبدالعزيز بن فهد الفايز

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved