| محليــات
في غمرة الفرح، ومشاعر الغبطة بالانتصار الكبير على إسرائيل التي انسحبت تحت ضغط الصمود والصبر والمقاومة من جنوب لبنان بعد (22) سنة من الاحتلال, نسي اللبنانيون ونسينا معهم جزءاً آخر عزيزاً من أرض لبنان والذي يتمثل في قرية كفر شوبا المسلمة ديناً، والسنية عقيدةً ومذهباً، التي تقع في جبل الشيخ!
وقد استولت إسرائيل على هذه القرية ذات الحقول الخضراء المزروعة بمحاصيل الفول والعدس والتي تنتشر فيها أشجار الكرز، بعد حرب ضروس جرت عام 1976م، ثم ضمتها اسرائيل إليها!
وكانت تلك الحرب العدوانية من جانب إسرائيل قد أدت إلى تدمير (400) منزل من منازل القرية ما زال خمسون منزلاً منها في حالة دمار كامل يذكّر سكانها كما يذكّر لبنان والعرب وضمير المجتمع الدولي بفداحة ووحشية آلة الحرب الإسرائيلية.
والمعروف أنه بعد خمس سنوات من حرب 1976م في كفر شوبا قام المعتدون الإسرائيليون بطرد السكان ومعهم المقاتلون الفلسطينيون من المنطقة كلها ووسعوا احتلالهم ليشمل بساتين الزيتون وحقول القمح.
وبعد عشرين سنة على حرب كفر شوبا، أي في عام 1996م أصبحت القرية وحقولها الزراعية ومساحتها تصل إلى (20) كيلاً مربعاً، أصبحت خلف الحاجز الذي أقامته إسرائيل كحدٍّ فاصل بينها وبين الجانب اللبناني حيث ينظر إليها أصحاب البيوت والحقول عن بُعد دون الاقتراب منها!!
ومما يثير الدهشة من نسيان أو تناسي مزارع وحقول قرية كفر شوبا، هو أنها محاذية لمزارع شبعا التي يدور حولها الآن هذا الزخم السياسي والأمني على مستوى لبنان وسوريا وإسرائيل والأمم المتحدة والإعلام العربي والدولي في حين أن كلتا المنطقتين (شبعا وكفر شوبا) لبنانيتان وجزء من تراب لبنان الذي قال عنه الرئيس لحود قبل أيام قليلة من الانسحاب الاسرائيلي إن لبنان لن يفرط في شبر واحد من أرضه المحتلة ويريد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي كاملاً .
وكفر شوبا اللبنانية لا فرق بينها وبين مزارع شبعا سوى أنها تقع في مساحة (20) كيلاً مربعاً في حين تساوي مزارع شبعا أضعاف هذه المساحة.
فهل يبرر صغر مساحة كفر شوبا تجاهلها أو نسيانها وعدم المطالبة بها ضمن ما يطالب به لبنان لإنهاء كل مظهر من مظاهر الاحتلال الإسرائيلي؟!
والعجيب أن قرية كفر شوبا توجد بها كتيبة هندية تابعة لقوات الأمم المتحدة، حيث تعسكر هذه الكتيبة في مدخل القرية ولها نقطة مراقبة تمتد من المدخل وحتى السياج الذي أقامه الإسرائيليون لضم القرية إليها.
ووجود هذه القوة الدولية يمثل اعترافاً صريحاً بأن قرية كفر شوبا كانت وما زالت أرضاً لبنانية محتلة أسوةً ببقية الأراضي اللبنانية التي كانت محتلة في جنوب لبنان حتى الانسحاب منها قبل أيام.
وفي الوقت الحاضر، وكما هو حالهم منذ ثلاثين عاماً مضت،ينظر سكان قرية كفر شوبا إليها,, إلى منازلهم المهدمة وإلى حقولهم ومزارعهم من وراء السياج الإسرائيلي، بانتظار التفات لبنان والعرب والإعلام العربي، والأمم المتحدة إلى هذه القطعة من أرض لبنان، لتحريرها كما تحرر الشريط المحتل بعد 22 عاماً وحتى يتمكن أصحاب أراضي كفر شوبا من العودة إليها من جديد وإعادة إعمارها لتعود كما كانت لبنانية التراب والأهل وعربية الهويّة.
الجزيرة
|
|
|
|
|