أجرى الأستاذ عمر السيف حواراً في مجلة اليمامة مؤخراً مع الدكتور إحسان عباس الباحث الجاد الذي أعطى العلم والمعرفة حياته كلَّها,, والذي يعتبر من أبرز من خدموا المكتبة العربية من خلال كتبه التي ألّفها أو التي حققها,, هذا ما ذكره الأستاذ المحاور الصحفي عمر السيف,
وقد تضمن الحوار سؤالاً حول كيفية زواجه, وهل كانت حياته الزوجية سعيدة؟ فأجاب إجابة غريبة أثارت دهشتي,,
أجاب الدكتور إحسان قائلاً:
تزوجت حسب الطريقة التقليدية، خطب لي والدي فتاة لا أعرفها ولا يعرفها هو، ولم أستطع إقناعه بأن هذه الطريقة أسوأ من الطريقة التقليدية السائدة التي تعتمد على رؤية الأخت أو الأم للفتاة، وتقرير النتيجة اعتماداً على المظهر الخارجي, وعبثاً ذهب جهدي في محاولتي أن يرجع والدي عمّا قرره، ولذلك واجهت الحياة الزوجية بفتور، إنه ليس من السهل أن توحّد بين اثنين مختلفين اختلافاً كبيراً في النظرة إلى كل شيء، ولا يستطيعان أن يديرا حوارا بينهما في أية قضية صغيرة كانت أم كبيرة؟!
لم تستطع زوجتي أن تغفر لي أني ريفي وأني فقير وأني أحب الكتب وأني أقدم المعروف للناس ولا أنتظر له مقابلاً,, ولكن الأولاد كانوا عزائي,, من أجلهم تحمّلت ما تجيء به الأيام ولكيلا أشعرهم بأي شيء يعرضهم للضياع أو الضيم، صبرت وتجلّدت,,
ثم يضيف كلمات أخرى أكثر غرابة يقول فيها:
تسألني هل كنت سعيداً في حياتي الزوجية؟ أنا أؤمن دون أن تطالبني بالبرهان أن السعادة والحياة الزوجية قلما يجتمعان، وما دمت في حزب الأكثرية فأنا لست بدعاً بين الناس, إن الأسرة نظام للتآلف والتعاون والمشاركة في حمل أعباء الحياة,, إلخ ثم يدخل الدكتور إحسان مدخلاً آخر متحدثا فيه عن فلسفة السعادة وما معناها,,
أما مصدر دهشتي فلأكثر من سبب,,
أولاً: أن يحدث مثل هذا الزواج لإنسان مثقف مثل الدكتور إحسان عباس من المفترض أن يتخذ قراراته المصيرية بنفسه,, ولنفترض أنهم قد فرضوا عليه قرار الزواج باكراً,, أليس من الممكن أن يحاول إصلاح هذا الأمر مستقبلاً دون إضرار بأحد؟!
ثانياً: أن إتمام الزواج على هذه الصورة يبدو منتشرا كثيراً في عالمنا العربي والخليجي على وجه الخصوص,,
للحديث بقية
|