عزيزتي الجزيرة
تعقيبا على مقالة الاستاذ عبدالله المهيدب المنشورة في يوم الاثنين 18/3/1421ه والتي بعنوان (أجور الهاتف الجوال والشباب) حيث ذكر الاستاذ عبدالله ملاحظته بأن معظم الذين تقدموا لطلب هذه الخدمة بعد عملية التخفيض التي حصلت منه فئة الشباب,, ويرى انه لا توجد حاجة ماسة تستدعي ذلك,, وتفسيره بأن التباهي هو السبب,, والدليل حملهم للجوال بأيديهم في كل مكان,, في الشارع والسوق والمكتب والجامعة,, حتى عند جلوس احدهم يضعه امامه,.
فاقول ان الهاتف الجوال ليس مقصورا على فئة معينة من الناس مثل من لديه اعمال هامة او اشغال ضرورية او تجارة او صاحب منصب حساس يستدعي وجود هذا الهاتف معه,, فلو كانت شركة الاتصالات قد خططت عند وضع هذه الخدمة لهؤلاء فقط لما جازفت في تنفيذها لان عددهم قد لا يتجاوز 2 5% من الناس,, ولو اخذنا بكلام الاستاذ عبدالله وهو كيف كنا قبل الجوال,, فأقول ايضا كيف كنا قبل الراديو وقبل التلفاز,, وقبل الهاتف الثابت واشياء كثيرة,, فالإنسان يستطيع ان يعيش بدون تلفاز وايضا بدون هاتف ثابت,, ويستطيع كذلك ان يعيش بدون سيارة ,, اذن اذا كان الجوال ترفا زائدا,, فلماذا اقتناء كل هذه الاشياء فهي ايضا ترف؟,, فالعيش الهانىء والحياة الكريمة تتطلب اشياء زائدة لتجميلها وتزيينها ورفع مستواها قد يحسبها البعض غير ضرورية وعلى رأسها الجوال.
ووجود الجوال مع الشباب اراه اهم من وجوده مع كبار السن وذلك لانه يجعل هذا الشاب تحت مراقبة كاملة وتامة في اي لحظة وفي اي مكان من قبل الاهل,, فيستطيع ولي امره مراقبته اين هو ومع من الآن في اي لحظة وبكل سهولة,, ويستطيع كذلك ان يعرف جميع الارقام التي اتصل بها من هاتفه الجوال بواسطة الفاتورة التي تحوي جميع الارقام والاوقات والمدة والسعر بالثانية والهللة,, فاعتقد ان هذا سبب كاف لولي الامر لاعطاء ابنه هاتفا جوالا.
وأنا لا انكر ان الجوال قد يساء استخدامه وخصوصا من الشباب فعلى سبيل المثال فهو يلعب دورا هاما في المعاكسات,, التجمعات والتجمهر وخصوصا بعد المباريات والاتصال بأصحاب السوء ومن يروجون الخبائث وعلى ذلك قس,, ولكن كل هذا لا يلغي فوائده.
اما بالنسبة لطريقة حمله,, فهذه ترجع للشخص نفسه فكما ان هناك من يضع العقال على مقدمة رأسه وآخر على مؤخرته او يميل به لليمين او الشمال,, وايضا الغترة فمنا من يرفع طرفيها على رأسه وآخر ينسفهما على ظهره او يلفهما من خلف كتفيه,, فكذلك الجوال هناك من يحمله بيده او يضعه في جيبه او يكتفي بوضع سماعة الاذن وبعضهم يضعه امامه في اي مجلس,, اذن لماذا اخذ الامور بحساسية زائدة,, فكل له طريقته بحمل هاتفه.
اما بالنسبة لاجور الجوال التي ذكرها الاستاذ عبدالله فأقول انه لا حياة لمن تنادي,, فشركة الاتصالات خلعت اذنيها لكي لا تسمع وكأن الامر لا يعنيها فكم كتب الكتاب وكم قال الناس في هذا الموضوع,, ولكن هي تعلم جيدا ان المشترك ليس امامه طريق سواها,, لقد خفضت من جهة وضاعفت من جهات اخرى,, وكل هذا الذي ترى يا استاذ عبدالله هو نتاج جعجعة نسمعها منذ سنوات ولا نقول لم نر لها طحنا بل رأينا وياليتنا لم نر,.
عبدالعزيز النخيلان حائل
|