| محليــات
أول أمس الجمعة قبلت المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة - وبصفة مؤقتة عضوية إسرائيل فيها والمجموعة تضم إلى جانب دول الاتحاد الأوربي الخمس عشرة كلاً من استراليا، ونيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والأخيرة لأغراض محددة .
وهذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها إسرائيل بعضوية احدى المجموعات الإقليمية الخمس في الأمم المتحدة والتي تقوم المجموعات الخمس بترشيح من تراهم لشغل مناصب في وكالات المنظمة الدولية المتخصصة مثل مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجان الأمم المتحدة الأخرى كلجنة حقوق الإنسان، ولجنة حظر الأسلحة المحرمة والأونروا، واليونيدو وغيرها من لجان الأمم المتحدة.
وطيلة 51 سنة مضت أي منذ قبول عضوية اسرائيل في الأمم المتحدة عام 1949م حُرِمت اسرائيل من أن ترشح أو تفوز بعضوية أي وكالة أو لجنة تابعة للأمم المتحدة بسبب وضعها الشاذ كدولة فرضت بعض القوى الدولية النافذة وجودها فرضاً في منطقة الشرق الأوسط بعد اغتصاب دولة عربية عريقة الوجود والتاريخ والحضارة وهي دولة فلسطين.
كما حُرِمَت إسرائيل من عضوية أي مجموعة إقليمية في الأمم المتحدة بسبب سياساتها العدوانية القائمة على استخدام القوة أو التهديد بها ضد الدول العربية حولها.
وقبول المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة لإسرائيل في عضويتها هي تحايل صريح على القانون الدولي والتفاف حول رفض المجموعة الاقليمية الآسيوية التي تنتمي إليها إسرائيل بحكم موقعها الجغرافي في قارة آسيا في حين أنه لا علاقة لإسرائيل بأوروبا سوى تلك الشراذم من اليهود الأشكيناز الذين قدموا من دول أوروبا الغربية والشرقية ليستوطنوا في دولة أرض الميعاد !!
ونعتقد أن قرار المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة ضم إسرائيل لعضويتها سابق لأوانه إن لم نقل أنه خاطئ كلياً ذلك لأن سياسات إسرائيل قبل 52 سنة هي نفسها سياستها الآن تجاه جيرانها الدول العربية، فهي لم تتخل عن منطق القوة العسكرية في التعامل مع الدول العربية.
وحتى عملية السلام فإن إسرائيل تريد أن تفرض شروطها للسلام والأمن مع العرب بالاعتماد على القوة العسكرية التي مازالت تتوهم أنها تتفوق بها على جميع الدول العربية.
وحتى إذا صح هذا التفوق فإنه لن يكون العامل الحاسم لتحديد مسار أي حرب نصراً وهزيمة ذلك أن تعداد السكان اليهود في إسرائيل (6) ملايين نسمة هم مجرد نقطة في بحر التعداد العربي.
وليس من المغالاة القول إن قرار المجموعة الأوربية في الأمم المتحدة بقبول إسرائيل ولو مؤقتاً في عضويتها جاء نتيجة:
1 أما قراءة خاطئة لحقيقة الرفض الإسرائيلي للسلام العادل والشامل الأمر الذي أدى حتى الآن إلى فشل عملية السلام في تحقيق الأهداف التي تم رسمها لها في مؤتمر مدريد عام 1991م.
2 وإما نتيجة انحياز تاريخي لم يتغير لجانب اسرائيل في صراعها مع الدول العربية.
3 وإما نتيجة ضغوط أمريكية بحكم قوة النفوذ الأمريكي الملحوظ على المجموعة الأوروبية وغيرها من المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة.
وخطورة قرار المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة تكمن في أنه القرار يفتح الأبواب المغلقة أمام إسرائيل طيلة 52 سنة للترشيح داخل الأمم المتحدة لأي منصب ترغب في شغله بالانتخاب في وكالات ولجان المنظمة الأمر الذي سيزيد من تدهور مصداقية الأمم المتحدة ككل، ويفقدها ثقة الكثيرين من الدول الأعضاء في المجموعات الاقليمية الأربع الأخرى.
ونخشى أن نقول إن أي خطوة قادمة بعد ضم إسرائيل للمجموعة الأوروبية قد تؤدي الى انهيار أحكام ميثاق المنظمة والدوس على مبادئ القانون الدولي، الأمر الذي سيجعل من الصعب على أي نظام عالمي جديد أن يعيد للعلاقات الدولية انتظامها وتعاونها من أجل الأمن والسلام والاستقرار والتنمية والرخاء لشعوب الأرض.
الجزيرة
|
|
|
|
|