| متابعة
* طوكيو أحمد سعيد العمري
وصف معالي سفير خادم الحرمين الشريفين باليابان الأستاذ بشير كردي فكرة عقد ندوة (العلاقات اليابانية الإسلامية في قرن) بأنها جديرة بالتقدير, وثمن معاليه عقدها باليابان حيث تقوم بمهمة التنظيم منظمة المؤتمر الإسلامي بالتعاون مع المركز الإسلامي باليابان وبدعم من عدد من الجهات في مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وشكر كردي في حديث خاص ل(الجزيرة) كل الذين عملوا في سبيل تحقيق هذه الندوة وإنجازها، وقال: ان معرفة اليابان بالإسلام تعود إلى 450 سنة، حيث وصل الإسلام إلى البرتغاليين، وهؤلاء وصلوا إلى شواطئ اليابان بعد خروج الإسلام من الأندلس (أسبانيا)، وقدموا الإسلام لليابانيين وللعالم ولكن بصورة مشوهة لا تعكس حقيقة الإسلام ولا حقيقة العرب.
وقال الكردي: إنه مع بداية القرن الماضي، وتزامناً مع الأحداث التي وقعت في أواسط آسيا وأدت إلى قيام الحكم الشيوعي في عدد من البلدان الإسلامية اضطر عدد من مسلمي تلك البلاد إلى أن يأتوا إلى اليابان، وهذا فتح الباب لليابان أن يتعرفوا على الإسلام عن قرب وكانت هي البداية في مطلع القرن الماضي، واستمر الإسلام في اليابان بشكل او بآخر،,, مسجد هنا ومسجد هناك,, وتجمع إسلامي هنا وتجمع إسلامي هناك، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت الظروف تحتم على اليابان استضافة عدد من شباب البلدان الإسلامية من اندونيسيا وماليزيا الذين يأتون إلى اليابان طلباً للعلم وهذا هو الذي حصل، فأتوا وحصلوا على التعليم الحديث على أعلى مستوياته وعادوا إلى بلدانهم مؤهلين بالعلم والمعرفة الحديثة، فاتسع نطاق الوجود الإسلامي في هذا البلد وأصبح الإسلام عقيدة معروفة والحكومة اليابانية الآن أخذت نهجاً تريد من خلاله أن تكون عضواً في المنظمات الدولية ومجلس الأمن وتريد أن يكون لها دور في القرارات السياسية المهمة في العالم، ومن هذا المنطلق أصبح تعاملها مع الإسلام تعاملاً تحتمه المصلحة العامة لليابان في الدرجة الأولى.
سعي ياباني للدول الإسلامية
وأشار سفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان إلى أن التجمع الإسلامي موجود بشكل مكثف في القارتين آسيا وأفريقيا ومعظم سكان آسيا وافريقيا مسلمون وتشكل تجمعاتهم السوق الاستهلاكية للمنتجات اليابانية فاليابان بلد يستفيد من هذه البلدان في تعامله الاقتصادي والتجارب ويستفيد من سعي الدولة لدعم وتأييد دخول اليابان إلى المجتمعات الدولية للتعرف وللتعاون مع هذه الشعوب، فكان لابد أن يعرف اليابان شيئاً عن الإسلام.
وقال الأستاد كردي: إن اليابان ليست ببعيدة عن المجتمعات الإسلامية، فقد اختار اليابانيون عدداً من الدول الإسلامية قبل الحرب العالمية الأولى إلا أن وجودهم في هذه الدول الإسلامية كان وجود المستعمر الذي كان يهمه فقط مصلحته السياسية والاقتصادية أي أن يأخذ من هذه البلد دون أن يعطيها، ولكن الأمور الآن اختلفت وبدأ يترسخ أسلوب الأخذ والعطاء، فالحكومة اليابانية الحالية وفي مقدمتها وزير الخارجية الحالي متفهمة للوضع والواقع ومدركة لما يعنيه التعامل مع العالم الإسلامي من فائدة تعود بالخير على الاقتصاد الياباني وعلى تحرك اليابان عالمياً.
تنشيط للعلاقات الثنائية
وواصل كردي حديثه مشيراً إلى مقابلات جمعت بينه وبين وزير الخارجية الياباني مؤكداً أن الحديث تناول كيفية تنشيط العلاقات بين المملكة ودولة اليابان خصوصاً بعد النتيجة التي وصلت إليها شركة الزيت العربية، وكان الحديث أن المملكة هي مركز العالم الإسلامي والمملكة لها دور كبير في التعامل مع الدول الإسلامية في آسيا وأفريقيا وأن هذه المنطقة، هي سوق يابانية في نفس الوقت للمنتجات فأي تعاون وثيق بيننا في التعريف بالإسلام والتعرف على الإسلام يعود بالخير على البلدين، وقد استحدثت وزارة الخارجية اليابانية قسماً خاصاً عن الدراسات الإسلامية يجتمع فيه مرتين في الأسبوع الدبلوماسيون اليابانيون المهتمون في بلدان العالم الإسلامي.
إضافة إلى تشجيع الحكومة اليابانية الآن لكل جهدٍ من شأنه أن يعرّف اليابان بالمزيد عن الإسلام وهذه فرصة تتاح لأول مرة أن نجد حكومة يابانية متفهمة لضرورة التعامل مع المسلمين وضرورة التعرف على الإسلام.
وتمنى كردي أن يعود المؤتمر بالخير وأن يكون انعقاده بداية لتحرك مفيد يقوم بتقديم المعرفة لهذا الشعب الياباني ويوضح نقاط الالتقاء التي تجمع بين مثلنا وعاداتنا وتقاليدنا ومثل اليابان وعاداته وتقاليده، فهناك نقاط التقاء متعددة جداً فلو أحسسنا اختيارها لوجدنا للإسلام طريقاً ممهدا للانتشار في هذا البلد.
نظرة مستقبلية
وعن النظرة المستقبلية لهذه الندوة وامكانية عقد ندوات أو مؤتمرات أخرى قال معاليه: هذا يعتمد على محصلة هذا المؤتمر ومن المفترض أن نخطط للقاءات متعددة سواء كانت على شكل مؤتمر أو حوار أو تبادل أساتذة ومدرسين, المفروض ألا يكون دائماً اللقاءات الإسلامية على شكل عالي المستوى, فأنا أؤمن بأنه يجب أن نبدأ من القاعدة وأتمنى أن يكون هناك تبادل بين الجامعات أساتذة الجامعات حوار بين الطلبة نستدعي عددا من الطلبة اليابانيين يزورون المملكة ويتعرفون على الإسلام فيها ونحاول أن نجلب عدداً من الطلاب السعوديين لنفس الشيء, مدرسين سعوديين يأتون بزيارات لليابان فيحاضرون في جامعات يابانية ويدعون زملاءهم من المدرسين اليابانيين أن يأتوا إلى المملكة ويحاضروا في الجامعات,.
يكون هناك نوع من التعرف والتوثيق بالعلاقات الشخصية بين مثقفي البلدين وهذا شيء مهم جداً أن نضع جسراً حضارياً يربط أقصى شرق آسيا بأقصى غرب آسيا لأن هذا الجسر سيمتد على قارة آسيا التي هي أم الحضارات, وعندما أتحدث عن أم الحضارات فالإسلام له دور كبير جداً لأنه هو الذي أخذ خلاصة حضارات القارة الآسيوية وأضاف عليها ما ترجمته حضارات الأغريق واليابانيين ونقله إلى آسيا ومن أسبانيا انتشر في المعمورة، فالعالم كله مدين للجهد الإسلامي في أخذ خلاصة هذه الحضارات ونشرها من البوابة الاسبانية للعالم كله وتمنى الكردي في ختام حديثه التوفيق للقائمين على هذا الجهد داعياً المولى أن تعلو كلمة الله في كل مكان,
|
|
|
|
|