| الاقتصادية
العمل بموجب القانون حق للعامل السعودي لا يجوز لغيره أن يمارسه إلا برخصة استثنائية.
هذا هو الأصل ولكن ظروف متعددة جعلت الأصل استثناءً والاستثناء أصلا.
وليس المجال هناحديث هذه الظروف التي اخذت تختفي تدريجيا وبما يأذن بعودة (النص القانوني) إلى الواقع فيصبح عمل غير السعودي مجرد رخصة مؤقتة وقد بدأت ملامح الواقع القادم تتكون في ظل الحاجة الناشئة إلى العمل وليس بالضرورة حاجة السوق إلى العامل.
في هذا الاتجاه يمكن لنا توجيه رسالة إلى منظمات حقوق الانسان عن فرص العمل التي وفرتها المملكة للعديد من العمال غير السعوديين وخاصة من الدول العربية والإسلامية ولازالت توفرها رغم اشكالية حق المواطن بالعمل وحاجته إليه فمن يلوم المملكة لو أنها نظرت إلى حاجتها الاقتصادية فاخضعت وجود الأيدي العاملة غير السعودية لهذه الحاجة بحيث لا يبقى من هذه الاعداد الهائلة إلا بقدر حاجة سوق العمل السعودية وبقدر ما يسد النقص بالأيدي العاملة السعودية لكن المملكة لم تفعل ذلك وإنما تمسكت بالتزامها الإنساني والإسلامي والعربي تجاه النظرة الشاملة للحاجة الاقتصادية وليست النظرة المحلية,, والدول التي تفعل ذلك قليلة جدا فمعظم دول العالم لاتهتم كثيراً بما قد يحدث في دولة أخرى مهما كانت علاقتها بها ومهما كان تاثير ما يحدث بها عليها.
وتأتي المملكة بالصدارة من حيث مقاومة الضغوط الاقتصادية التي تدفعها إلى تقليص الاهتمام الشمولي وحصره بالحاجة الاقتصادية المحلية.
ولعل ما يُثار من وقت إلى آخر حول وجود بطالة في المملكة يأتي على راس هذه الضغوط.
لكن هل يوجد في المملكة بطالة بالمفهوم الاقتصادي؟
كلا,, فالبطالة تعني بالمفهوم الاقتصادي عدم وجود فرص عمل,, فمن يمكنه ان يزعم ان المملكة لا يوجد فيها فرص عمل؟
نعم هناك شباب بلا عمل لكن فرص العمل بالآلاف ان لم تكن بالملايين وهي فرص ليست شاغرة وانما مشغولة بملايين العاملين غير السعوديين.
ان الذين يهوّلون هذا الادعاء ويروجون له للمساس بسمعة المملكة الاقتصادية يشهدون لها من حيث لا يريدون فهل يعقل ان البلد التي توفر لأكثر من ستة ملايين شخص عملا لا يوجد فيها فرص عمل لشبابها؟
ولكن هؤلاء الادعياء الذين لا هدف لهم سوى الاساءة للمملكة هم أول من سيقول: انظروا إلى المملكة انها تطرد ابناء العروبة والإسلام,, نعم سيقولون ذلك لو أرادت المملكة ان تثبت لهم عمليا عدم وجود بطالة فيها باستغنائها عن فائض الحاجة الاقتصادية من الايدي العاملة غير السعودية وتوفير اعمالهم للشباب السعودي.
سيقولون ذلك لأن هذا هو دينهم,, يفسرون أي خطوة تتخذها المملكة حسب ما يهدفون إليه من اساءة وتضليل فإن هي وفرت العمل للاشقاء العرب والمسلمين قالوا: لديها بطالة وان هي فضلت ابناءها واستغنت عن غيرهم قالوا: انها لا تهتم إلا بمصلحتها الذاتية دون مصالح اشقائها.
غير ان هذا الاسفاف المعتاد ليس محل اعتبار حين نريد تأكيد عدم وجود بطالة في المملكة من واقع سوق العمل الذي يزخر بالعديد من فرص العمل امام الشباب السعودي ولكن البعض منهم لم يقتحم المنافسة بعد وهم الذين يشكلون ظاهرة العطالة اي وجود شباب عاطل عن العمل وليست البطالة اي عدم وجود فرص العمل.
حري بهؤلاء الشباب الا يترددوا وان يشمروا عن سواعدهم الفتية ويقتحموا كل المجالات بجدية وعزيمة لكي يثبتوا ان الشباب السعودي يحترم العمل وبقدرة مهما كان نوعه ومهما كانت ظروفه.
ويجب الا يمنعه من ذلك العائد المادي الذي قد يكون متواضعا في البداية فالصغير يكبر والضئيل يتضخم مع مرور السنوات وبالمزيد من الجد والمثابرة فسوق العمل السعودي مليئة بالأعمال الحرة الشريفة.
وإذا ما عدنا إلى الماضي البعيد سنجد الانسان السعودي الاول ترك أرضه، اهله وساح في ارض الله يطلب العمل والرزق وهناك في ديار الغربة اجتهد وكافح حتى اصبح من كبار التجار في العراق والشام ومصر.
وإذا ما عدنا إلى الماضي القريب سنجد الانسان السعودي كان يقوم بكل الاعمال ويبحث عن مصدر عيشه من اي عمل مشروع دون ان يعبأ بقانون العيب الاجتماعي الذي اطل برأسه مع الطفرة, فهل يعود هذا الانسان إلى ماضيه البعيد والقريب في زمن الحاجة المعيشية؟
أعتقد أنه سيفعل خلال السنوات القادمة,, بحيث لا يكون في المملكة عطالة كما أسميها أو بطالة كما يسميها المغرضون.
|
|
|
|
|