| مقـالات
ولأن الإنسان المعاصر أخذ يتخبط في متاهات الحياة ولا يدري من أين ستأتي له الضربة القادمة فمن الطبيعي أن يفقد الثقة حتى بأقرب الناس إليه مما يجعلنا نقرأ عن أحداث موجعة تتسلل حتى إلى افراد الأسرة الواحدة في عداواتهم وصراعهم غير المفهوم وبلا تفسير مما يعني أن يتحفظ كل واحد على خصوصياته فلا يبوح بها إلى أحد وهي مما يزيد من قلقه وتعذيبه بهذه الأسرار التي تنهش أحلامه وتبحث لها عن مخرج .
حيث ثبت أن الإنسان بحاجة إلى من يشاركه أسراره وتطلعاته أو على الأقل يتطارح معه الرأي ولايهم لو وصل إلى مناقضة ما يتصور أنه الأصح , وبسبب ذلك التخبط ظهرت في العالم منظمات أو جماعات تعرض خدماتها على كبار القوم والمميزين لقاء مبالغ مقطوعة باسم الحماية الشخصية أو تضخيم حجم الأعداء , وهذه الجماعات فرضت نفسها بالتدريج حتى تتوغل إلى أعماق الأنظمة والعقول المدبرة لتجد الحماية حتى تمارس نشاطها الإجرامي في الغالب وأخطر هذه الجماعات ما يطلق عليه اسم المافيا .
فهذه الجماعة وقد جعلت من دولة متحضرة مثل إيطاليا مسرحاً لنشاطها وتمتلك جيشاً من العيون التي تساعدها على تنفيذ أغراضها إذ أن في مقدور هذه الجماعه أن تسن القوانين التشريعية وأن تفرض على القضاة التخفيف عن أفرادها سواء أثناء المحاكمات أو التحقيق معهم حتى أصبحوا مثابة دولة في داخل معظم الدول فهم يتاجرون بالمخدرات والأسلحة ويترأسون عصابات الاغتيال ويسطون على البنوك في وضح النهار إنما الشيء الوحيد الذي لايعنيهم هو الأخلاق أي ان نشر الرذيلة ممايساعد على انتشارالفساد السياسي في كافة الأوساط ويهيىء المجال لتغلغل نفوذهم الإجرامي والإرهابي ,
وهي من صفات عالم اليوم الذي لا يرتكز على قيم نبيلة ذات أصول أخلاقية، إنما تحت شعار فردي للخوف وطلب الحياة دعني أعيش كما أريد وليذهب الناس إلى الجحيم، والفردية هي البلاء المعاصر فاللهم أحم قيمنا وجذورنا من هذا الفساد الذي يحاول اختراق تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا والتفافنا حول أصولنا وديننا الحنيف .
|
|
|
|
|