|
| العالم اليوم
لأن صفحات التاريخ العربي المعاصر، وبالذات في الأعوام الأخيرة كان معظمها أسود، فان المرء يجد لذة ومتعة في الاستزادة من القراءة في الصفحات البيضاء من هذا التاريخ، وما أنصع وأبيض وأجمل صفحات التحرير والانتصار التي كتب سطورها الأخيرة رجال المقاومة الاسلامية في لبنان الذين اعادوا للجهاد الاسلامي توهجه، ولجذوة الايمان بالقضايا العادلة اشتعالها، اذ أجبر شباب المقاومة الاسلامية رغم قلة عددهم وعدتهم وخبرتهم قياساً بما كان يطلق عليه الجيش الذي لا يقهر، أجبر هؤلاء الشباب المؤمنون بقضيتهم وقبل ذلك بربهم ودينهم، أجبروا الصهاينة على الفرار من لبنان تحت جنح الظلام، ففي الساعة الثانية من ليلة الثلاثاء /الاربعاء هربت القوات الاسرائيلية المحتلة والعصبة الشريرة من عملائها من مرجعيون حيث كانت مراكز قياداتهم تخطط لايذاء لبنان وشعبه الصامد، وفي فوضى وهروب مخزٍ، رجعت قوى الشر منكفئة الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مكررة نفس الصورة المذلة والانهزامية لما حدث في فيتنام الجنوبية حينما فرّ اقوى جيش في العالم تاركا عملاءه من الفيتناميين يندبون حظهم وفكرهم الآسن الذي دفعهم الى بيع وطنهم وقيمهم والقبول بالعمل عملاء للغازي الأجنبي، ويوم الاربعاء تكررت نفس الصورة المذلة للعملاء اللبنانيين الذين كانوا هم وكبيرهم انطوان لحد، صورة مكررة ل(أبورغال) وكل الخونة والعملاء الذين عرفهم التاريخ.
واليوم يتسكع عملاء لحد في مستوطنات اسرائيل مصدراً للاحتقار والذلة، فسادتهم اليهود لا يمكن ان يعاملوهم إلا عبيداً ارتضوا أن يبيعوا أنفسهم بأبخس الأثمان، وهذا هو دائما مصير الخونة والعملاء الذين اما ان تكون نهايتهم برصاص قيمته تعد اغلى من أرواحهم النجسة، أو يظلوا منفيين بعيدين عن ارض الوطن الذي خانوه.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
