| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية وبعد:
اذا كنا نهدف خلال السنوات الاخيرة الى انشاء جيل تتماشى افكاره طواعية مع الألفية الجديدة وذلك من خلال انارة العقول بالثقافات المختلفة تحقيقا لمصداقية هذا القرن فنحن بهذا نسير في طريقنا الصحيح, لكن الذي يحدث من الأنظمة التعليمية الآن قد يخرجنا عن جادة الطريق,, فنقع في موقف لا تحمد عقباه,,!!
ذلك أن الطالب الآن بإمكانه حضور الامتحان وبإمكانه عدم الحضور في ظل النظام الجديد الذي اتوقع انه لم يدرس دراسة مقننة, فالطالب وضع التخلف عن كرسي الامتحان في كفة ووضع في المقابل النجاح آخر العام,, وذلك ان النظام الجديد أراد منه ذلك، حيث سخر له (آلة) دائبة العمل، ووضعت على عاتقها كل مسؤوليات وتبعيات ذلك الطالب (المهمل),, واصبحت مهمة المعلم اقصد الآلة مجرد القاء المعلومات وذلك من خلال المنهج المدرسي فكفلت للطالب النجاح,, والقت بشخصية المعلم، بحيث ان الدرجات التحصيلية التي كانت في يوم من الايام أداة المعلم لعقاب الطالب لإهماله، بعد ان كان المؤدبون يستخدمون اقسى انواع العقوبات في الحلقات الدراسية,, اصبحت لا أهمية لها,,!!
فهل من نظرة تأملية في مستقبل هؤلاء الاجيال الصاعدة لمدارج الهبوط؟!
فهي لن تزيد العالم في شيء ولا العالم يزيدها، لأنها بطبيعة الحال ستكون اجيالا اتكالية تبعا للنظام التسويفي الذي جعل الطالب يمر بمراحل وهمية للاختبار اختبار الفصل، اختبار متغيب عن الفصل، اختبار (دور ثاني) اختبار متغيب دور ثاني وهلّم جرّا,, ما يقارب تسعة الى عشرة نماذج للاختبار في المادة الواحدة، وكله على حساب الرصيد المتبقي ان كان هناك رصيد لطاقة المعلم المحدودة,, هذا لا يعني انني اقسو على ابني الطالب او ابنتي الطالبة، ذلك لأني اخاف عليهم من وهدة الجهل فهم من سيكملون مسيرتنا بعدنا فأبناؤنا أفعالنا, والمؤسسات التعليمية ما هي الا (الأم المرضعة) التي اثبتت جدارتها في تنشئة اجيال المستقبل,, فكفاني فخراً انني هدف من اهدافها تسعى بي الى الكمال,,! فنظراً لهذه الجهود الجبارة التي تبذلها وكوني لبنة من لبناتها أقول: لا ينبغي ان يكون مثل هذا النظام خللا في جهازها التنموي للحركة التعليمية والذي لا يتوافق مع جهودها المبذولة وأهدافها المنشودة.
عاتكة النجيدي السليل
|
|
|
|
|