| القرية الالكترونية
لا أدري بماذا أعنون لهذا المقال ولكن لعل الدكتور سعيد المليص المدير العام لمكتب التربية لدول الخليج العربي يسمح لي باستعارة عنوان (الإنترنت والتعليم) الذي هو عنوان ندوة هذه الليلة تحت رعاية معالي وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد في مقر المكتب بحي السفارات بمناسبة بدء الموسم الثقافي لاختيار الرياض عاصمة للثقافة ولي في هذا اليوم وقفة أو وقفات إن صح التعبير مع مكتب التربية لدول الخليج العربي والجهود التي يقوم بها الدكتور سعيد المليص وفقه الله لما فيه الخير والسداد في سبيل النهوض بمجتمع المعلوماتية.
فبمتابعة شخصية للندوات والمؤتمرات واللقاءات والبرامج التي نفذها المكتب منذ أن تسلم الدكتور سعيد المليص رئاسته يتضح أن هناك توجها للمعلوماتية والحاسوب بصفة عامة وللإنترنت بصفة خاصة ولعلي أذكر غيضا من فيض لجهود المكتب الأخيرة ومن أهمها ثلاث ندوات وورش عمل ففي دبي وفي فبراير من عام 2000 أقام المكتب ندوة بعنوان متطلبات توظيف التقنيات التربوية المعاصرة في تعليم المواد الدراسية وفي الأسبوع ما قبل الماضي 13 مايو من عام 2000م أقام المكتب ورشة عمل في دولة قطر حول واقع استخدام تقنية المعلومات والحاسوب بدول الخليج العربي في التعليم الأساسي.
وفي الأسبوع الماضي ايضا اختتم المكتب نشاطه لهذا العام الدراسي بعقد ندوة عن الحاسوب والتعليم بدول الخليج العربي بدولة الكويت كما أن المكتب يعمل حالياً بالتنسيق مع اليونسكو بوضع خطة لإدخال الحاسوب في التعليم العام بدول التعاون الخليجي.
وهذه بعض الجهود أما عن نتائج هذه الندوات والمؤتمرات وورش العمل فهو رصيد ضخم من التوصيات التي تنادي بمجملها بالتركيز على استخدام الحاسوب في التعليم في جميع جوانبه (أعني بذلك استخدام الحاسوب كمادة وكوسيلة تعليمية وكوسيلة مساعدة في الإدارة المدرسية) وقد وقفت على عدد من البرامج التي سينفذها المكتب في العام القادم ووجدت أن لها علاقة بالحاسوب أيضا وهذا التوجه للمكتب يستحق الإشادة بتلك البرامج والجهود ويتطلب منا ايضا الوقوف مع المكتب لتنفيذ برامجه وخططه.
كما لا ننسى الشكر للعاملين في المكتب وعلى رأسهم الدكتور سعيد المليص الذي جعل من المعلوماتية أساساً ومنطلقاً لبرامج المكتب وليس هذا بغريب بل إن الدكتور يدرك أن هذا العمل هو تمش مع تحديث الأنظمة التربوية في ضوء التقدم التكنولوجي في دول العالم الذي أصبح فيه اعتماد تقنية المعلومات والحاسوب في التعليم منطلقاً لتحقيق أحلام الدول في المنافسة على المكانة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
لكن الذي أريد أن أصل إليه هو أن مكتب التربية لدول الخليج العربي ليس جهة تنفيذية بل هو جهة اشرافية أو استشارية إن صح التعبير من مهامة إجراء الدراسات والبحوث لتشخيص الواقع وتبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وبكلمة أخرى لا يستطيع المكتب تطبيق هذه التوصيات التي خرج بها الخبراء في لقاءاتهم واجتماعاتهم وإذا كان الأمر كذلك فإن وزارات التربية والتعليم والرئاسة العامة لتعليم البنات والجهات التعليمية مطالبة بتنفيذ هذه التوصيات وإلا لن تحصل الفائدة من تلك الجهود.
وعودا على بدء وعلى صعيد الإنترنت فإن المكتب قام بإنشاء موقع خاص لكن الأمر الذي يميز الموقع الجديد هو ما سيتم خلال أيام إن شاء الله بوضع أكثر من 18000 عنوان تربوي على الإنترنت بحيث يسهل للباحثين الدخول علىمكتبة المكتب من أي مكان في العالم ويحصل على بعض الملخصات للبحوث التربوية الموجودة في المكتب وهي خطوة جيدة كان الجميع يتمناها منذ زمن بعيد, كما أنني ألمس من المكتب أن هناك توجها للإنترنت وتطبيقاتها في مجال التربية والتعليم ولعل التركيز في البحوث القادمة إن شاء الله تعالى تكون من نصيب تطبيقات الإنترنت في التعليم ولعل ندوة اليوم تكون مفتاحاً لتوصيات مستقبلية تساعد في تخريج جيل معلوماتي,
وأخيرا الشكر مرة أخرى للدكتور سعيد المليص المدير العام للمكتب ومزيدا من الجهود البحثية في مجال المعلوماتية.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|