أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th May,2000العدد:10103الطبعةالاولـيالسبت 23 ,صفر 1421

الاقتصادية

رؤية اقتصادية
يا أهل الاتصالات
د, محمد بن عبدالعزيز الصالح
ذكرت جريدة الاقتصادية في عددها الصادر يوم الجمعة 23/1/1421ه الموافق 28/4/2000م الخبر التالي (قررت مؤسسة الاتصالات السورية إلغاء رسوم الاشتراك الشهري في خدمة الهاتف الجوال والبالغة 30 دولارا الى جانب منح دقائق اتصال مجانية بما يعادل 30 دولارا شهريا وتم كذلك تخفيض اجرة دقيقة الاتصال المحلي على الجوال بنسبة (50) بحيث تصبح 3,5 ليرة سورية (سبعة قروش).
وفي الوقت الذي كنت اقرأ واتمعن في هذا الخبر، وغيره الكثير من الاخبار المماثلة عن السياسات التجارية التنافسية التي تسير وفقها كافة شركات الاتصالات في مختلف دول العالم، خطر على بالي عدد من التساؤلات التي ارجو ان يكون لاهل الاتصالات والقائمين على شركة الاتصالات السعودية شيء من سعة الصدر للاجابة عليها، ومن تساؤلاتي ما يلي:
ألا يعلم اهل الاتصالات ان تكلفة شراء خط الهاتف الجوال في بريطانيا مضافا اليه كل من جهاز الهاتف ورقم الهاتف والشاحن وفوق ذلك ثلاثون دقيقة مجانية، لا تتجاوز الخمس وأربعين جنيها استرلينيا (اقل من ثلاثمائة ريال).
ألا يعلم اهل الاتصالات بان الحصول على خط هاتفي جوال في الكثير من دول العالم وخاصة المتقدمة منها (أمريكا واوربا) اصبح مجانا شريطة ان يوقع العميل عقدا سنويا يلتزم من خلاله بدفع الرسم الشهري والذي يقل بكثير عن حجم الرسم الشهري الذي تتقاضاه شركة الاتصالات السعودية من عملائها في المملكة، حيث نجد ان المسئولين في شركة الاتصالات قد اكرمونا بتخفيض تكلفة الحصول على خط الهاتف الجوال من (3500 ريال) الى (1500 ريال)، (400 دولارا امريكيا) علما بأن هذا المبلغ لا يزال الاكثر على الاطلاق مقارنة بكافة دول العالم.
ألا يعلم اهل الاتصالات بان تقديم خدمة الهاتف الجوال للجميع وبرسوم معقولة يعد مطلبا ضروريا, خاصة في ظل انعدام اسس المنافسة المطلوبة في السوق لانعدام المنافسين، فالخدمة الجوالة المقدمة انما تعد من قبيل الخدمات الاساسية لا الكمالية لكثير من الناس، وبالتالي فليس من المقبول ان تحتكر شركة تقديم خدمة اساسية للمواطنين وتبالغ في الرسوم المفروضة لقاء تقديم تلك الخدمة.
ألا يعلم أهل الاتصالات ان جميع الطلبة السعوديين في الولايات المتحدة الامريكية يتحدثون مع اهاليهم في المملكة بأسعار اكثر ما يقال عنها انها اسعار رمزية ان لم تكن مجانية خاصة بعد ظهور الانترنت.
ألا يعلم اهل الاتصالات بان شركة الاتصالات هي الشركة الوحيدة في العالم التي تتقاضى رسوما مقابل الاتصال على جهاز النداء (ربع ريال) حتى في الحالة التي يكون فيها جهاز النداء مغلقا، فهل يعقل ان يقوم الشخص بدفع رسوم خدمة اتصال لم تتم اصلا.
ألا يعلم أهل الاتصالات ان تكلفة الدقيقة الواحدة من وسط العاصمة البريطانية لندن الى المملكة من خلال البطاقات مدفوعة القيمة تبلغ عشرين بنسا (ريالا واحدا تقريبا) مما يعني بان ما يتحمله المتصل من لندن الى المملكة لا يتجاوز ما نسبته (8%) مما يتحمله المتصل من المملكة الى بريطانيا وهذا يرجع بالطبع الى فتح المجال لاكبر عدد ممكن من الشركات المتنافسة لتقديم تلك الخدمة دون حكرها على شركة واحدة.
ألا يعمل أهل الاتصالات بانه في الوقت الذي لم تتردد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تشجيع استخدام الانترنت من خلال قيامها بتخفيض رسوم الاشتراكات بما نسبته 45% نجد بان شركة الاتصالات السعودية قد عوضت ذلك ذلك بقيامها بزيادة رسوم الاتصال المحلي بنسبة 100% (من 2,5 هللة للدقيقة الى 5 هللات) ناهيك عن قيام الشركات بالغاء 300 دقيقة مجانية كانت الشركة تمنحها لمشتركيها, مما يعني بأنه يتوجب على المواطن تحمل الكثير من الاعباء المالية التي تفوق قدرته في حال رغبته الاستفادة من خدمات الانترنت، في الوقت الذي نجد ان معظم دول العالم توفر خدمات الانترنت للراغبين في الاستفادة منه مجانا او برسوم رمزية.
ألا يعلم أهل الاتصالات بأنهم لا يزالون يتعاملون مع الخدمات التي تقدمها شركة الاتصالات لعملائها من منظور احتكاري بحت ومن خلال عقلية اقل ما يقال عنها انها ابعد ما تكون عن العقلية التجارية التي توقعنا جميعا ان تسود عند الاعلان عن تخصيص خدمات الهاتف وألا يعلم أهل الاتصالات بان استمرار العمل وفق تلك السياسات الاحتكارية غير التنافسية سوف يحد من منافستهم في السوق من خلال ما سوف تقدمه شركات الاتصالات في الدول المجاورة لعملائها داخل المملكة, ألا يعلم أهل الاتصالات بان انفراد وحكر تقديم كافة خدمات الاتصالات على شركة دون وجود منافسين في السوق هو ما دفع بهم الى التمادي في حجم الرسوم وتعزيز ربحية الشركة بغض النظر عما يتحمله المواطن من تكاليف تفوق طاقته.
ألا يعلم أهل الاتصالات بأنه في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة لاستقطاب رؤوس الاموال الاجنبية للمملكة، نجد بان شركة الاتصالات وبمغالاتها غير المنطقية في تقديم خدمات الاتصالات تسهم وبشكل ملحوظ في هجرة الاموال الاجنبية للخارج من خلال قيام ذوي الوافدين في المملكة بالاتصال بهم من بلدانهم بدلا من قيام الوافدين في المملكة بذلك خاصة اذا ما وضعنا في الاعتبار بان اعداد الوافدين والعمالة الاجنبية في المملكة تفوق السبعة ملايين وافد.
ألا يعلم أهل الاتصالات بان مغالات الشركة في رسوم خدمات الاتصالات قد ساعد على انتشار عصابات تهريب المكالمات اضافة الى قيام الكثير بالبحث عن وسائل اتصال اقل تكلفة خاصة بعد ظهور الانترنت, ومما لا شك فيه ان ذلك يعد بمثابة هدر اقتصادي على الدولة.
ختاما كانت هذه التساؤلات تشجيعا لنبض الشارع السعودي الذي يشتكي سوء الاتصالات وارتفاع اسعارها,, رأيت من واجبي ان اعرضها امامكم مدعمة بالحقائق والارقام لعل فيها ما يحفز حكومتنا الرشيدة كما عودتنا دائما بالتدخل السريع لحماية المواطن من مغالاة وتجاوزات اهل الاتصالات.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved