| لقاءات
* لندن ابراهيم معروف:
يلعب الاعلام الخارجي دورا استثنائيا في تمثيل سياسات البلدان وتأكيد هويتها الثقافية والحضارية ضمن نماذج وتلاقح الثقافات والحضارات المختلفة في بلد ممارسة النشاط الاعلامي,.
واذا كانت تلك المهمة وهي لوحدها جديرة بالتناول فان وجود مكتب اعلامي في اهم عاصمة اوروبية كلندن هو بحد ذاته جدير بالاعتبار وان يكون ذلك المكتب سفيرا لدولة اسلامية عربية بأهمية المملكة العربية السعودية اسلاميا ودوليا وعربيا فان مهمة هذا المكتب لابد ان تعكس جهدا ودورا شديد الاهمية متميز التأثير.
ومن حسن الصدف ان يكون على رأس المكتب رجل يجمع بين المكانة الاكاديمية والاصالة الشخصية ومن دماثة الخلق والسيرة الحسنة ما مكنه من خلق صداقات واسعة ومناخات نحن احوج ما نكون اليها لتوضح صورة العربي لدى الغرب,, ومغزى الثقافة الاسلامية في تأثيراتها المختلفة اجتماعيا وحضاريا وفي رسالة الفكر الانساني بوجه عام رجل يستطيع ترجمة الجهد الاجتماعي للمملكة العربية السعودية وتحويله الى اداة دعاية واعلام وهي مهمة يشاطره فيها فريق قليل العدد ولكنه جيد التأثير.
اردنا محاورة الدكتور فواز الدخيل مدير عام المركز الاعلامي السعودي في بريطانيا بقضايا عديدة ابتداء من دور المركز واهميته ونشاطاته المختلفة وطبيعة العلاقة مع الاجهزة العربية الموازية اضافة الى تأثيرات العولمة في بلداننا وكيفية التعاطي معها فكان هذا اللقاء.
نقدم صورة حقيقية لأرض الحرمين الشريفين
* تعتبر بريطانيا محطة مهمة من حيث الموقع الاستراتيجي، جسر بين الشرق والغرب ومحطة كبيرة للعرب فيها اصدقاء للعرب كما هي محطة لاعداد العرب فكيف يحدد المركز توجهاته وما هو دوره في بريطانيا؟
المركز الاعلامي هو ضمن برنامج الاعلام الخارجي في المملكة العربية السعودية والذي يهدف الى تقديم صورة حقيقية عن المملكة تاريخها وتطورها، انجازاتها وعن شعبها العربي المسلم وعن مستقبل التخطيط وعن الامكانات المتاحة للمجتمع السعودي من امكانات تعليمية وتربوية وتدريبية تأخذ في المجال الاول، توطين التقنية والعلوم في طريقة تتناسب وتتلاءم مع الاساس الذي تقوم عليه المملكة العربية السعودية وهو الاسلام,, فشريعة الله سبحانه وتعالى هي الاساس في كل التنظيمات الادارية في المملكة وكل تنظيم واجراء يعتمد اساسا على الشريعة الاسلامية وهي قانون الله الذي قدم للبشرية كل انواع العدالة.
يأتي في مقدمة الاهتمامات السعودية التخطيط وقد قام على اسس مدروسة اخذت في الاعتبار الاول مبدأ التحديث والبناء التحتي الذي ترتكز عليه الان جميع المشروعات الصناعية والتجارية والاقتصادية وعندما بدأت المملكة العربية السعودية تطبيق برنامج التنمية وضعت في عين الاعتبار تدريب المواطن السعودي لكي يكون ثروة بشرية مؤهلة تأهيلا علميا متقنا ليقوم بمساعدة حكومته على اداء الوظائف الاجتماعية والاقتصادية.
فخلال سنوات قليلة خطت البلاد خطوات رائدة في مجال التنمية الاجتماعية واصبحت تصدر الكثير من المنتوجات الزراعية والصناعية وخصوصا في مجال البتروكيميائيات بل ان الخطط ادرجت في برامجها فكرة التنويع الاقتصادي في الدخل والاستفادة استثماريا من مشروعات جبارة مثل الهاتف السعودي والمؤمل ان يدر دخلا كبيرا ضمن الدخل الوطني العام بالاضافة الى التفكير في مشاريع اخرى مستقبلية تهتم في تنمية مصادر الدخل الوطني ومنها ما تم الموافقة عليه مؤخرا من مشروعين جبارين هما الهيئة الوطنية للاستثمار والمجلس الاعلى للسياحة.
تنبثق وظائف المركز الاعلامي السعودي من السياسة الاعلامية للمملكة العربية السعودية التي تنتهج خطابا اسلاميا عربيا يعبر عن المملكة تعبيرا قويا حيث انها ارض المقدسات وفيها الحرمين الشريفين وحيث انها تمثل حضارات عربية قديمة وبالتالي فان لها مكانة مميزة في العالم اضافة الى المكانة الاسلامية والعربية فضلا عن الموقع الاستراتيجي ودورها في تثبيت الأمن والاستقرار في العالم وخصوصا في المنطقة العربية.
والمركز الاعلامي اسس ضمن برنامج الاعلام الخارجي والذي تطبقه وزارة الاعلام وهو مبني اساسا على السياسة الاعلامية التي يرسمها المجلس الاعلى للاعلام في المملكة والذي يرأسه صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز.
تلك السياسة تأخذ في الاعتبار الاهداف النبيلة التي تقوم عليها سياسة المملكة في الداخل والخارج.
وتدرك الحكومة السعودية اهمية دور الاعلام في تقديم صور حقيقية عن البلاد وعن تقدمها وتطورها من هذه الوظائف التي يقوم بها المركز في لندن الاجابة على الكثير من الاسئلة لدى الغربيين عن المملكة العربية السعودية وعن شعبها حيث ان هناك تراكمات تاريخية قديمة لم تعط صورة واضحة وحقيقية عن البلاد ومن خلال الاجابة عن هذه التساؤلات والتي نستقبلها يوميا من مختلف فئات المجتمع البريطاني نستطيع ان نقدم معلومات تمثل المملكة في كل مراحل تقدمها وهذه الفئات تختلف في اهتماماتها من طلاب مدارس ومدرسين الى وسائل اعلام بريطانية وغيرها مجالس حكومية (لوردات وعموم) ومجالس بلدية والمسلمين الذين يعيشون في بريطانيا ويتطلعون الى الاراضي المقدسة لكل هؤلاء يتم تقديم المعلومات عن طريق الكتب والشرائح والافلام والمطبوعات والنشرات الاعلامية.
برنامج ذو محورين داخلي وخارجي
* ما ذكرته من فئات يمثل اهتمامات مختلفة فكيف يتم الوصول لهذه الفئات؟ وما هي وسائلكم لذلك؟
لدى المركز برنامج داخلي وبرنامج خارجي وسنتحدث عن البرنامج الداخلي ويتمثل ذلك بدعوة المهتمين من هذه الفئات المختلفة الى ما نقيمه من معارض وندوات عن المملكة ففي العام الماضي كانت معظم الندوات والمعارض مخصصة للذكرى المئوية، لتأسيس المملكة حيث كان لدينا معرض للفنون التشكيلية وأمسية شعرية ومحاضرة عن الثقافة السعودية ومحاضرة عن العولمة وقد تم القيام بها في المركز او في اكاديمية الملك فهد او في السفارة كما اننا نقوم بزيارة هذه الفئات في اماكنها عندما تدعو الحاجة لذلك كزيارة المدارس وبعض المواقع الاعلامية وبعض ابناء الجالية العربية.
التصدي للحملات الإعلامية
* هذا يشكل نشاط المركز العام لكن كيف يتصدى المركز للحملات الاعلامية المعادية؟
كما تعرف فان الاعلام البريطاني يمثل مختلف الاتجاهات والميول، والمملكة العربية السعودية ليست الوحيدة التي تتعرض للهجمات الاعلامية مثلها مثل الكثير من الدول في امريكا اللاتينية ودول العالم الثالث.
والاعلام البريطاني ينقصه في كثير من الاحيان المعلومات الدقيقة عن المملكة العربية السعودية اذ يعتمدكثيرا على مصادر شخصية غير موثقة ومن هنا يجب ان نأخذ بنظر الاعتبار مسألة التراكمات التاريخية والانطباعات السلبية عن العرب سواء لدى الاعلام او الانطباعات الشخصية والتي لها دور كبير في تشكيل وجهات النظر التي تأخذ طريقها في مقالة صحفية تتضمن الكثير من التهجم على العرب متخذين من حرية النشر فرصة لتسويق تلك الإدعاءات.
* ولكن كما تتيح قوانين البلد حرية النشر فهناك مسؤوليات وتبعات قانونية لمن يتهجم او يقذف او يسيء لتلك الحرية فهل جرى توظيف ذلك بالمقابل؟
يوجد مجلس للشكاوى الصحفية وهو يستقبل الشكاوى المقدمة من جهات بريطانية وغير بريطانية وعندما يتطلب الامر تقديم شكوى عن اي اساءات او تشويهات يقوم المعنيون بالامر بتقديم الشكوى وبالاخص ممن يلحقهم ضرر مما ينشر اعلاميا وذلك بان يتم تقديم شكوى خطية موجهة للمجلس لافهامه بوجهة النظر كما ان الكثير من اصدقاء المملكة والمسلمين يردون على تلك الكتابات.
والمهم في الاعلام العربي هو تقديم المعلومة الصحيحة بمواجهة من لديهم اهداف مغرضة في انتقاد الدول العربية والاسلامية ومجتمعاتها.
وكما رأينا في الحملة الاخيرة التي شنتها منظمة العفو الدولية حول احكام الاسلام اذا انها تصب في عداد تلك الهجمات الموجهة للتنديد بدين الله ونحن فخورون بتطبيق شرع الله واحكامه والذي ضمن للمملكة الأمن والاستقرار وجعلها في اعلى الدول التي تنعم في نظافتها من الجريمة ومن الجماعات المخربة التي تنال من حقوق الناس لذلك فالشيء المهم في هذا الامر هو تثقيف هؤلاء الصحفيين وتوعيتهم بالانظمة والقوانين والشرائع التي تطبق في البلدان العربية واعطائهم المعلومات التي تضمن الاجابة على استفساراتهم العديدة والتعامل معهم بحكمة.
موقع على الإنترنت
* وانت تتحدث عن تقديم معلومات صحيحة للصحفيين فاذا كان من خلال الردود فهو قليل كما أرى كيف يمكن ان نزيد مساحة المعلومات المقدمة؟
اعتقد باستخدام الانترنت نوفر وسيلة مهمة لمساعدة الصحفي في الحصول على المعلومات الصحيحة والواقعية وبذلك يتجنب الصحفي الوقوع في تلك الاخطاء التي تعرضه وصحيفته الى المساءلة القانونية، وبالنسبة لنا فقد اصبح لوزارة الاعلام السعودية موقعا في الانترنت هو )saudinif. com( يزوره الكثير من الصحفيين والمهتمين متجنبين مسألة شح المعلومات وحاصلين على معلومات دقيقة وصحيحة من مصادرها كذلك فهناك موقع لمدينة الرياض وآخر لمكتبة الملك عبدالعزيز وآخر لمدينة الملك عبدالعزيز للتقنية وبالعربية والانجليزية تستطيع ان تسد مسألة النقص في المعلومة.
* من خلال فكرة تقديم المعلومة عبر هذه المواقع هل يؤثر ذلك الى تغيير التكتيك الاعلامي من تلقي الهجمات المعادية الى توفير المعلومة بما يشبه الهجوم المعاكس ان صح التعبير؟
ما أود القول هو اننا في الاعلام السعودي نتفاعل مع التقنية الحديثة وبتقديم المعلومة عبر الانترنت فنحن نؤكد استخدامنا للتكنولوجيا الحديثة وفق فكرة توفير المعلومات الصحيحة واتاحتها للصحفيين والمهتمين.
والشيء المهم الان في عصر العولمة ودخول الانترنت هو ان نخاطب الاعلام الغربي بعقلانية وان نسعى الى اعطائهم الكثير من الخلفيات والمعلومات التي تبرز الانظمة والقوانين والتراث والاجراءات حتى لا يبقوا في الانطباع باننا مازلنا بلدا ليست فيها أنظمة وقوانين واجراءات وهي مسألة مهمة اي مخاطبتهم بعقلانية ومن الممكن ان نحقق لهم على الاقل حيادا في التعاطي معنا او ربما الاشادة بما يرون او يقرأون عنا ايجابا.
كذلك يجب توفير الظروف للصحفي الزائر لكي يلتقي بالمتخصصين والمسؤولين في بلداننا بدلا من تركه اسير وجهات نظر دليل سياحي قد يكون قاصرا في تقديم صورة صحيحة عن البلد الامر الذي يؤدي الى تلك الانطباعات الخاطئة.
تنسيق اعلامي عربي
* اعتقد ان هذا يغطي الخطوط العامة للسياسة الاعلامية ولكن بالتزامن مع وجود مكاتب اعلامية عربية موازية لكم اتساءل هل هناك تنسيق في ما بينهم؟
لدينا هنا في لندن بمكتب الجامعة العربية (لجنة المستشارين الاعلاميين العرب) تجتمع دوريا ويرأسها ممثل سفارة دولة البلد التي منها عميد السلك الدبلوماسي وتناقش فيها الكثير من الهجمات الاعلامية على الثقافة العربية وقضايا اخرى مثل الزيارات والمعارض من ذلك معرض لفنان بريطاني زار القدس وقدم رسومات جميلة عن مدينة القدس.
كذلك التنسيق في دعوة العرب ممن عاشوا فترة طويلة هنا وابتعدوا عن ثقافة بلدانهم وبتوفير زيارات لهم لبلدانهم فانهم يعودون بصورة افضل يتحدثون فيها هنا ويتركون انطباعات جديدة عن العرب وثقافتهم مما يلطف الصورة ويؤدي الى التأثير في البريطانيين من المهتمين بالثقافة العربية ايضا هناك مجلس آخر خاص بدول مجلس التعاون الخليجي وهناك لجنة اعلامية لسفراء دول مجلس التعاون تنسق بين هذه الدول اضافة الى لجنة من مستشاري سفارات الدول العربية بشكل عام.
وهي جميعا تتابع ما يتعرض له العرب والمسلمون من هجمات اعلامية وبالتنسيق مع مجلس مناصرة العرب واصدقائهم وبالاخص في قضايا الشرق الاوسط والسلام وغيرهما.
التواصل مع أبناء الجاليات العربية
* للمركز عمق عربي واسلامي هنا في بريطانيا كيف يتواصل المركز مع أبناء الجالية؟
يتواصل المركز بابناء الجالية العربية عن طريق الزيارات لمواقعهم من جهة ومن جهة اخرى اهتمامات الباحثين والمهتمين التي تدفعهم لزيارة المركز للحصول على الكتب والمصاحف والمعلومات الاسلامية وقد قدم المركز نسخا عديدة وبالانجليزية لمعاني القرآن الكريم وكذلك ملصقات للحرمين الشريفين وهناك اهتمامات اخرى بالخط العربي ومختلف اوجه الحياة العربية من صناعة المجوهرات وحتى فنون الطبخ.
كذلك نقوم بدعودتهم في المناسبات عن طريق دعوة المهتمين بالثقافة الاسلامية والعربية من عرب او بريطانيين كما نقوم بتزويد الصحف الاسلامية والعربية بمعلومات عن المملكة خصوصا في المناسبات الوطنية والدينية ونقوم في موسم الحج بالتنسيق مع السفارة ونقوم بتقديم المعلومات الخاصة اضافة الى المراكز الاسلامية المتخصصة بهذه الامور.
* وكيف يتم التواصل مع اسكوتلندا وايرلندا وغيرهما من المدن البريطانية؟
يقوم المركز بالتغطية حسب المناسبات مثلا عندما افتتح مسجد خادم الحرمين الشريفين في أدنبرة تم الاتصال بالعديد من الصحفيين ومحطات التلفزيون وكانت تغطية ممتازة حيث تم افتتاح جامع خادم الحرمين الشريفين في صيف عام 1998 في اسكوتلندا من قبل سمو الامير عبدالعزيز بن فهد نجل خادم الحرمين الشريفين.
كذلك الامر في مناسبة معرض (عطايا الصحراء) في ايرلندا وهو معرض رسم تم افتتاحه لتكريم جهود الامير سلطان بن عبدالعزيز في رعاية البيئة والصحراء.
وللطلبة نشاطات في مختلف اطراف المملكة المتحدة وهي ما نسيمها الايام السعودية وللمركز مساهمات عديدة في هذه المناسبات.
وقد نشط الاعلام السعودي خلال مناسبتين مهمتين هما المناسبة المئوية لانشاء المملكة وفي هذا العام نحتفل باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م وقدمت محاضرتان احداهما للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الامين العام للمجلس الاعلى للسياحة استعرض فيها تاريخ تطور مدينة الرياض مدى اهتمام الدولة في المحافظة على تراثها المعماري واخرى لباحثة بريطانية بعنوان نظرة على المملكة العربية السعودية برؤيا بريطانية بعد ان عاشت لاثنتي عشرة سنة في الرياض.
* كإعلامي لابد انك معني بالنشاط الطباعي والصحفي فما هو نشاطكم بهذا المجال؟
لدينا مطبوعات بعضها يطبع في المملكة العربية السعودية والاخر هنا في بريطانيا وادراكا من الوزارة لاهمية الاعلام الخارجي ارتأت الوزارة ان تراجع بعض المطبوعات الصادرة من الوزارة من قبل متخصصين لغويين هنا في لندن واذا اقتضى الامر تعاد كتابتها بحيث يستطيع المتلقي البريطاني ان يتفهمها وبما ينسجم مع ذهنيته، كما ان هناك نشرات رسمية في المناسبات الوطنية العامة ونشرات خاصة تتعلق بزيارات المسؤولين لبريطانيا، وترسل الينا بعض النشرات المعبرة عن الاحتفالات مكتوبة بلغة مناسبة وتعتمد الموضوعية والدقة بالاضافة الى ما يتوفر عن طريق موقع وزارة الاعلام.
ويستفيد العديد من المحطات الاذاعية والصحف البريطانية من خدمات المركز في تجهيز المعلومات والنشرات وبشكل عام فباب المركز مفتوح لمن شاء الاستفادة.
موقف الإعلام العربي من العولمة
* بودي إثارة قضية العولمة ودور الاعلام العربي وكأكاديمي واعلامي هل ترى هنالك من اسلوب نستطيع فيه التأثير في الغرب كما هم يدخلون بيوتنا عبر شبكات الانترنت وان نؤثر في تغيير وجهات نظرهم؟
نعم فالعرب في امكانياتهم والدول النامية قادرون جميعا عن طريق تقديم المعلومات وتحديثها وتسويقها بشكل موضوعي مركز يؤدي الى سد الثغرة الاعلامية وتغيير الصورة التي تنشرها الدول الغربية عن هذه الدول وذلك بنشر الكثير عن انجازاتها وواقع شعوبها لقد اتاح عصر العولمة فرصة اخرى هي الندوات عبر الاقمار الصناعية والفضائيات وهي من الوسائل الهامة في تقديم صورة عن واقعنا وهذا سيؤدي الى احداث نقلة نوعية في تغيير الصورة على المدى البعيد وعلينا كعرب الاستفادة من هذه المجالات التي ذكرتها في تقديم وحبك رسالة اعلامية مؤثرة موضوعية وجذابة ولابد من الاهتمام بالمحتوى والشكل من حيث عناصر التقديم.
* هذا ما يتعلق بتقديم المعلومات ماذا عن توجيه اعلام مضاد؟
ايضا عن طريق الانترنت ان تكثف وسائلك وتخاطب وترد الهجمات بتقديم المعلومة بنفس الادوات والاسلوب وبالسرعة نفسها.
* ولكن هل ارتقينا باعدادنا لجيل الشباب مثلا في رفعه الى مستوى التصدي لما يوجد في شبكات الانترنت؟ وماذا يتحتم علينا ان نعمله بهذا الصدد؟
يجب ان توفر الدول العربية حصانة فكرية ذاتية عن طريق الوسائل التربوية الاعلامية واذا تمكنا من ذلك فان باستطاعة الشاب ان يتجنب كل ما يسيء الى دينه وثقافته وحضارته، بل يستطيع تقديم المعلومة الصحيحة والتاريخية والمعلومة التنموية ويتعامل بطريقة واعية.
وعلينا كعرب ومسلمين ان نستعد بالاستخدام الافضل وبالتقنيات المتطورة لمواجهة ما يتعلق بحضارتنا ويمسها.
التخصص والموهبة في الاعلام
* بقي ان أسألك عن اهمية اشغال المنصب الاعلامي ترى من ترشح الاكاديمي او الاعلامي او الاداري لشعل هذا الموقع وهو سؤال ربما تضمن جانبا شخصيا باعتبارك رجلا اكاديميا؟
ونحن نبحث في قضية الاعلام هل هو تخصص ام موهبة اقول انا مع الاثنين فالتخصص يساعد المؤسسات الاعلامية في الاستراتيجيات البعيدة وتوصيف الحالات الاعلامية من الناحية العلمية والاكاديمية والموهبة هي امر مهم حتى لو لم يكن الاعلامي اكاديميا فالموهبة الاعلامية تعطيه ابعادا اخرى وحتى من تتوفر لديه الموهبة يجب ان يعد نفسه اكاديميا من الناحية التخصصية.
وهناك الكثير من الاداريين ممن يستطيعون استيعاب العملية الاعلامية بسرعة والاعلام برأيي الشخصي هو ادارة وفن وخصوصا في ما يتعلق بادارة مراكز اعلامية وان تحمل اعباء المسؤولية تعتمد على مفهومين اساسيين التمكن من معرفة الفنون الاعلامية والقدرة على ادارتها ولكن على من يتولى اي مهمة اعلامية ان يواكب الجديد وان يتطلع الى الاشياء الاكثر افادة الى مكتبه الاعلامي او الى الجهة التي يعمل لها او المجتمع الذي ينتمي اليه.
|
|
|
|
|