| متابعة
* القدس جف ابراموفتس د,ب,أ
لأول مرة منذ 22 عاما استيقظ الإسرائيليون صباح الاربعاء دون ان يكون لهم وجود عسكري في الجنوب اللبناني.
ففي الساعات الاولى من صباح الاربعاء عبرت آخر قافلة للقوات الإسرائيلية الحدود الدولية مستكملة بذلك انسحابها الذي طال انتظاره من المنطقة الأمنية التي كانت اسرائيل قد اعلنتها من جانب واحد في جنوبي لبنان وهو الانسحاب الذي كان مقررا ان يتم في السابع من تموز/يوليو المقبل.
وكانت إسرائيل قد أقامت المنطقة الأمنية بهدف منع رجال المقاومة من التسلل الى اراضيها الشمالية، والسؤال الملح الذي يدور في أذهان الإسرائيليين وهم يحاولون تقبل الانباء بأن تلك المنطقة اصبحت من ذكريات الماضي هو: ماذا بعد؟! .
وعندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك لدى توليه السلطة ان اسرائيل ستنسحب من المنطقة الأمنية بحلول شهر تموز/يوليو، فإنه كان يأمل ان يتم ذلك في نطاق اتفاق مع لبنان ومع سوريا التي لها قوة قوامها 30,000 جندي في لبنان والتي يعتقد بأنها الدولة ذات النفوذ على الحدود الشمالية مع اسرائيل.
ولم يحدث الاتفاق وتم الانسحاب من جانب واحد، تاركا وراءه قضايا دون حسم مثل الترتيبات الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل ووقف اطلاق النار بين إسرائيل ورجال المقاومة اللبنانية.
والامر الخطير الذي تخشاه اسرائيل هو ان يواصل مقاتلو حزب الله الذين طردوا بالفعل ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الموالية لإسرائيل من المنطقة الأمنية، هجماتهم ضد اهداف إسرائيلية من مواقع جديدة قريبة من الحدود الدولية.
وكتب باري روبن الخبير بشؤون الشرق الاوسط في صحيفة جيروسالم بوست امس الاول الاربعاء : ثمة عنصر اساسي هو ما اذا كانت الحكومة اللبنانية والجيش سيتوليان السيطرة في الجنوب او ما اذا كان سيتم تشكيل قوة دولية للمساعدة في حفظ السلام على طول الحدود .
أما المعلق يعوف ليمور فقد كتب في صحيفة معاريف مقالا اثار فيه احتمالين، الاحتمال الاول توقع فيه ان كل شيء سيكون على ما يرام اذا ما تم نشر الجيش اللبناني بالجنوب ومنع حزب الله من مواصلة حملته ضد إسرائيل وبذلك تسود حالة من السلام البارد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
والاحتمال الأسوأ الذي اثاره ليمور ويشاركه فيه الكثير من المعلقين هو ان يتم منع الحكومة اللبنانية من فرض سيادتها على الجنوب ويترك الطريق ممهدا أمام حزب الله لمواصلة هجماته ضد إسرائيل بتشجيع من سوريا وإيران.
وقال ليمور انه في مثل هذه الحالة ستقوم إسرائيل بهجمات انتقامية ضد حزب الله مما يدفع الاخير الى اطلاق صواريخ الكاتيوشا ضد اسرائيل.
وعلى الرغم من ان ليمور لم يفصح عن تصوره بصراحة، فإن ذلك يعني ان الوضع سيبقى دون تغيير مع فرق واحد هو ان اسرائيل لن تكون لديها المنطقة الأمنية التي كانت تقم بدور في حمايتها من هجمات مسلحي حزب الله.
ويتوقف تحقيق النظرة المتشائمة التي اوردها ليمور على موقف سوريا.
فالاعتقاد التقليدي السائد في اسرائيل هو ان سوريا تشجع حزب الله على محاربة اسرائيل لانها بذلك تبعث برسالة الى الدولة العبرية بأن الهجمات سوف تستمر ما لم تقدم إسرائيل تنازلات في مفاوضات السلام.
والسؤال الذي يدور في خلد الإسرائيليين هو ما اذا كانت سوريا ستواصل استخدام حزب الله لتحقيق هذا الغرض رغم ان المسؤولين الإسرائيليين حذروا من ان المصالح السورية قد تتعرض للضرب اذا ما استمرت الهجمات ضد إسرائيل، وتقول التقارير انهم وضعوا بالفعل قائمة بالاهداف المحتمل ضربها.
أما باراك فقد حقق اول انجاز ملموس منذ توليه رئاسة الحكومة قبل عام، فقد صرح في مقابلة مع راديو إسرائيل الثلاثاء الماضي بأنه بمجرد ما ينقشع الضباب سيعرف الإسرائيليون ان الانسحاب كان الخيار الصحيح.
وقال باراك: ما حدث هو ان المنطقة الأمنية قد استنفدت اغراضها بعد كل هذه السنوات، وهي لم تكن بدون غرض ولكنها استنفدت اغراضها .
وقد يتفق الإسرائيليون مع تحليل رئيس الوزراء ولكن الكثير منهم يظلون غير مقتنعين بأن الامور ستسير سيرا حسنا.
وكتب المعلق المخضرم رون بن اشاي في صحيفة يديعوت احرونوت امس الاول الاربعاء : اعتبارا من هذا الصباح تبدأ فترة جديدة تأمل فيها اسرائيل تحقيق الامن لسكان الشمال عن طريق مزيج من الردع الاستراتيجي والتكنولوجيا المتقدمة على الحدود وتواجد للأمم المتحدة .
واضاف قائلا: وبذلك تبدأ تجربة اسرائيلية جديدة وشأنها شأن التجارب السابقة، لا يستطيع احد تأكيد نجاحها، فالمخاطر والفرص متساوية والشيء الوحيد هو حالة القلق التي يجب علينا ان نعيشها لفترة طويلة .
|
|
|
|
|