|
| متابعة
* بيروت - جنوب لبنان الوكالات
تسعى الأمم المتحدة لضمان تعاون لبنان لسد فراغ ينذر بالخطر في الجنوب بعد انهيار الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 22 عاما وما تبعه من انهيار ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة معه ودخول مقاومي حزب الله إلى المنطقة.
لكن لبنان الذي تسيطر عليه نشوة النصر وتحرير الأرض معلنا عطلة رسمية بهذه المناسبة لا يرى أن القضية بهذا الالحاح مع تيري رود.
وتجيئ مهمة مبعوث الامم المتحدة وسط تحذيرات إسرائيلية متكررة قالت فيها انها لن تتردد في ضرب أهداف داخل لبنان من بينها مصالح سورية إذا تعرضت أراضيها لأي هجوم.
وحذر إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن شن أي هجوم على الأراضي الإسرائيلية سيعتبر عمل حرب .
ومن المنتظر أن يطلب لبنان من لارسن التدخل للافراج عن سجناء لبنانيين ما زالوا محتجزين في سجون إسرائيل وأيضا التدخل في مسألة مزارع شبعا.
كما أوضح لبنان أن الجيش اللبناني لا ينوي سد الفراغ وانه سيترك الأمر لحزب الله الذي طرد الإسرائيليين لينسحب من الجنوب.
وجاء انسحاب إسرائيل المتسارع قبل الموعد المحدد بستة أسابيع بعد انهيار المواقع التي سلمتها إسرائيل لميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة معها امام تقدم مقاتلي حزب الله وسيطرتهم على جنوب لبنان.
انتشرت نقاط التفتيش التابعة لحزب الله على طول الطرق المؤدية إلى الجنوب وبدأ الحزب يعتقل من يشتبه بتعاونه مع قوات الاحتلال الإسرائيلية ويسلمهم إلى الشرطة اللبنانية أو الجيش اللبناني خارج منطقة الاحتلال السابقة.
وقد ساد لبنان جو احتفالي وتدفق المواطنون على الطرق المتجهة إلى الجنوب لزيارة المنطقة المحررة التي كانت مغلقة أمامهم طوال أكثر من عقدين من الاحتلال بل أن الكثير من الشباب لا يعرفونها لانهم ولدوا بعد الاحتلال.
ووصل وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى لبنان للاشتراك في الاحتفالات وصرح بأن انسحاب إسرائيل تحت ضغط المقاومة يثبت انه بالامكان تحرير الارض المحتلة.
وانطلقت من العاصمة اللبنانية بيروت في اتجاه الجنوب الحافلات واحدة تلو الاخرى.
فحزب الله يتمتع فيها بتأييد كبير منذ تأسيسه في بادئ الأمر على أكتاف نازحين شيعة من الجنوب فروا من ديارهم أثناء الغزو الإسرائيلي الأول للبنان عام 1978م.
وقد أفاد مراسل فرانس برس أن وحدة من الجيش اللبناني تمركزت أمس الخميس في موقع الجيش الإسرائيلي السابق في الزفاته داخل المنطقة التي كانت تحتلها الدولة العبرية في جنوب لبنان.
الحص يواصل زيارته للمناطق المحررة
قام الدكتور سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية صباح أمس بجولة تفقدية على المناطق المحررة في جنوب لبنان يرافقه وزير الاتصالات السلكية واللاسلكية عصام نعمان وعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين.
وقد وصل الحص وسط موكب شعبي إلى بلدات بيت ياحون وكونين وبنت جبيل وأبدى أسفه وتأثره للدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبساتين والأراضي الزراعية ابان الاحتلال.
وشدد رئيس الحكومة على أن حلم لبنان تحقق بانسحاب إسرائيل من أراضيه مؤكدا أن الدولة اللبنانية مع المواطنين في السراء والضراء.
وكان الرئيس اللبناني اميل لحود قد قام أمس الأول بجولة في الجنوب اللبناني زار خلالها عدة قرى محررة ذات حساسية خاصة حيث انخرط معظم أبناء هذه القرى في صفوف قوات ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي العميل لاسرائيل وفر بعضهم إلى داخل الأراضي الإسرائيلي حيث يقيمون هم وأسرهم في مخيمات أعدتها لهم إسرائيل.
إدانة 50 عميلا لإسرائيل
أفادت مصادر قضائية أمس الخميس أن نحو 400 من عناصر ميليشيا جيس لبنان الجنوبي السابقة التابعة لإسرائيل الذين سلموا انفسهم احيلوا إلى القضاء بتهمة التعامل مع إسرائيل.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية انهت تحقيقاتها الأولية مع نحو 400 عنصر تقررت احالتهم إلى القضاء العسكري.
وتسلمت النيابة العامة العسكرية خمسين موقوفا منهم وادعت عليهم بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وفق المصادر نفسها.
وباشر قاضي التحقيق العسكري الأول في بيروت رياض طليع استجوابهم افراديا.
يذكر أن أكثر من 1500 من عناصر ميليشيا الجنوبي سلموا انفسهم منذ مطلع ايار/ مايو إلى الجيش اللبناني والتنظيمين حزب الله وحركة أمل اللذين تعهدا بتسليمهم إلى السلطات الرسمية.
وكانت عدد عناصر الجنوبي حوالي 2500 قبل إعلان إسرائيل في آذار/ مارس الماضي عزمها الإنسحاب من جنوب لبنان.
يذكر أن نحو خمسة آلاف من عناصر ميليشيا الجنوبي مع عائلاتهم لجأوا إلى إسرائيل ومن بينهم قائد هذه الميليشيا انطوان لحد وعدد من كبار الضباط السابقين.
تعزيزات عسكرية في شمال إسرائيل
أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى شمال إسرائيل حيث ضاعف دورياته عند الحدود مع لبنان في الوقت الذي يقف فيه الطيران على أهبة الاستعداد لأي طارئ كما أفاد امس الخميس عدد من الضباط.
واعلنت حالة التأهب العام أثر انسحاب آخر الجنود الإسرائيليين من جنوب لبنان أمس الأول .
وقال المتحدث باسم الجيش الليفتنانت الكولونيل شارون غرينكر لوكالة فرانس برس: أرسلنا هذه التعزيزات ليكون لدينا العدد الكافي من الجنود لحماية حدودنا في الوقت الذي يغادر فيه الجنود الآخرون لبنان.
وأوضح أن مئات من الجنود الإسرائيليين ارسلوا إلى شمال البلاد في الأيام الأخيرة أثناء انسحاب القوات من منطقة الحدود مع لبنان واضعة بذلك حدا لاحتلال دام 22 عاما لهذه المنطقة.
وقال لا نتحدث عن 200 جندي وانما أكثر بكثير , واضاف ان الجنود الذين انسحبوا من لبنان اعيد نشرهم في مواقع جديدة في شمال إسرائيل.
كما ضاعفت قوات الدفاع الإسرائيلية دورياتها عند الحدود للتأكد من استتباب الهدوء على الجانب اللبناني,,وأوضح غرينكر ان الطيران وضع أيضا في حالة تأهب، مضيفا ان الطيارين يتلهفون لتلقي أمر بالهجوم .
دمشق تدعو باراك إلى استخلاص دروس هزيمته
وفي دمشق دعت الصحف السورية امس الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك الى استخلاص الدروس من هزيمة جيشه في جنوب لبنان بغية إرساء سلام حقيقي مع جيرانه العرب.
وقالت الصحف أن سوريا ما زالت تفتح الباب واسعا أمام عملية السلام واستئناف محادثات السلام وتدعو حكومة باراك لاستخلاص العبر من دروس الجنوب اللبناني والتوجه نحو السلام الحقيقي واغتنام فرصته المتاحة الآن وقبل فوات الأوان .
ورحبت الصحف باندحار قوات الاحتلال الإسرائيلي وانكسارها تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة التي حققت نصرا تاريخيا على إسرائيل .
واعتبرت ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهودباراك يخطئ في اعتقاده بأن التهديدات يمكن ان تحمل سوريا ولبنان على التراجع عن وحدة المسارين .
ومضت تقول ان الانسحاب السريع للقوات الإسرائيلي وانهيار ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لها لم يكن هزيمة عسكرية وحسب بل هزيمة سياسية واستراتيجية ايضا .
واضافت أن منطقة الحزام الأمني شكلت خطأ مأساويا باعتبار انها كانت من أكثر المناطق انعداما للأمن بالنسبة للإسرائيليين .
وأكدت أن سياسة القوة والارهاب والعدوان لا يمكن على الإطلاق ان تثلم ارادة الشعوب المصممة على انتزاع حقوقها ، مشيرة إلى أن هذه السياسة لم ولن تحل مشكلات إسرائيل .
ودعت الصحف باراك الى اتخاذ اجراءات محددة اذا كان يريد ان يبرهن انه فهم الدرس اللبناني وفي طليعتها الانسحاب من الجولان الى خطوط الرابع من حزيران 1967 والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
اللبنانيون يظهرون احتقارهم لإسرائيل
قام لبنانيون يسخرون من الجيش الإسرائيلي بحمل منصة اطلاق صاروخ كاتيوشا وتقدموا بها نحو السياج المقام على الحدود واخذوا يلوحون باعلام المقاتلين في تعبير عن احتقارهم لمحتلهم السابق.
وفي إسرائيل احتشد الرأي العام وراء رئيس الوزراء ايهود باراك لسحبه القوات الإسرائيلي بسرعة من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عاماً في عملية لم تكلف القوات الإسرائيلي جنديا واحدا.
وكتب على لافتة علقت على منزل في قرية القليعة اللبنانية القريبة الفضل لحزب الله ,,واخذ متظاهرون يرددون عبارت الموت لإسرائيل واضافوا لافتة باللغة الإنجليزية لسور الحدود كتب عليها اليوم لبنان وغدا فلسطين ,ولم يحدث أي رد فعل من جانب الجنود الإسرائيليين الذين كانوا في موقع يبعد نحو 20 مترا ازاء المتظاهرين الذين لوحوا باعلام المقاتلين أو في اتجاه منصة لاطلاق الصواريخ تضم 16 فوهة نصبت على سقف سيارة.
وكان حزب الله الذي حارب لاخراج إسرائيل من المنطقة المحتلة يستخدم هذه الأسلحة لمهاجمة شمال إسرائيل ردا على مقتل مدنيين في لبنان.
الجيش الإسرائيلي يكمل انتشاره
وقد ابلغ الجنرال شاؤول موفاز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ايهود باراك رئيس الوزراء ووزير الدفاع بأن الجيس الإسرائيلي أكمل صباح أمس انتشاره على امتداد الحدود الدولية الإسرائيلية اللبنانية تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 425.
|
|
|
|
|
