|
| الاقتصادية
يبدو ان البعض قد خدعتهم المغريات المادية الوقتية للأسهم الأمريكية, فقد اكتوى الكثيرون بنيران الخسائر التي منيت بها أسهم العم سام في الآونة الأخيرة حيث قدرت بعض المصادر ان خسائر الخليجيين فيها أكثر من ستة مليارات دولار وهو بلاشك رقم كبير ومفزع يجسد حجم المعاناة التي اصابت من خدعتهم تلك الأسهم ببريقها الزائف وبالذات أسهم التكنولوجيا وما يسمى بأسهم الاقتصاد الجديد وقد طال الضرر العديد من المستثمرين السعوديين وبالذات من فئة صغار المستثمرين الذين اندفعوا الى صالات تداول الأسهم العالمية في عدد من بنوكنا المحلية أو عن طريق الانترنت سواء الشخصية أو تلك الموجودة في دكاكين الاستثمار التي فتحت ذراعيها لاستقبال المغرمين بالثراء السريع, وساهمت طريقة المارجن في ازدياد ضحايا الأسهم الأمريكية بمعنى أن الشخص المستثمر بامكانه شراء الأسهم على أن يدفع نصف قيمتها الفعلية وفي حالة انخفاضها فان المستثمر المخدوع عليه تدعيم رصيده لتغطية الخسائر, والا طارت فلوسه وعليه أن يمسك الباب.
ويبدو أن لعبة الاسهم الأمريكية قد انطلت على الكثيرين, فهي قدمت مكاسب كبيرة وغير متوقعة، في البداية شجعت المزيد من المستثمرين للاقبال على تداول تلك الأسهم, رغم تحذيرات المسؤولين الاقتصاديين في الولايات المتحدة الأمريكية بأن اسعار تلك الأسهم مبالغ فيها ويكفي أن بعض أسعارها قد ارتفع بنسبة 700% وقد جاءت الهزة الأخيرة لهذه الأسهم لتكشف للجميع حقيقة لعبة المضاربين هناك.
وأجدها فرصة كي أسوق لكم موقفا تعرض له أحد زملائي مع هذه الأسهم من باب التوعية بمخاطرها حيث جمعتني به الصدفة في مجلس أحد الأصدقاء عقب صلاة العصر, وقد لمحت من تصرفاته أن الزميل في عجلة من أمره فرغم الحاحنا عليه بالمكوث معنا ومرافقتنا لزيارة صديق لنا في مدينة الدمام مساء إلا أنه اعتذر بلباقة ولم يخف عنا ذهابه لأحد البنوك لاسيما وأن موعد افتتاح الأسهم الأمريكية على وشك أن يبدأ فأخونا دخل معمعة الاستثمار فيها, وقد لاحظت عليه طيلة جلوسنا معه وهو يكيل المدح لهذه الأسهم ويؤكد بأن مكاسبها مغرية للغاية بل أنه ذهب في حديثه متحمسا بأن جميع من قابلهم في صالة تداول الأسهم حققوا مكاسب جيدة ولم ينس محدثنا في تقديم النصيحة لنا بالتجربة والذهاب معه للبنوك والانخراط في تلك الأسهم المغرية على حد قوله.
إلا أنني ومن باب النصيحة ابلغته بخطورة اتجاهه وتحمسه وثقته المفرطة بهذه الأسهم إلا أنه شكر لي موقفي تجاهه وقال بالحرف الواحد دع نصيحتك لك واندفع مسرعا ليلحق بالرفاق هناك ممن أغرتهم المكاسب الوقتية.
ومرت الأيام وتشاء الصدف ان أقابله في احد محلات السوبرماركت, وأنا على علم بالانهيار الذي أصاب الأسهم الأمريكية, لم يتهرب من مقابلتي وصافحني بفتور وقال بحسرة فعلا حدث ما كنت تحذرني منه رحنا وطي رددها بمرارة فقد ذهبت تحويشة العمر.
ما اصاب زميلي أجزم أنه لحق بعدد كبير من صغار المستثمرين وقد قالوها في الأمثال اللي ما يطيع الشور يضيع ونعود للتأكيد بأن الارتفاع الطفيف لهذه الأسهم هذه الأيام ونصيحة البعض للعودة للاستثمار فيها لانخفاض أسعارها بالمقارنة لأسعارها المرتفعة قبل شهر بهدف التعويض عن الخسائر الأخيرة فيه من الخطورة الشيء الكثير لاسيما وان التضخم هناك في ازدياد، هذا الى جانب حرص السلطات النقدية في أمريكا لرفع نسبة الفائدة لكبح جماح التضخم ومعروف ان رفع النسبة يترك أثرا سلبيا على تلك الأسهم, قد أكون مخطئا أو مصيبا ولكنها من باب النصيحة وقد قال القدماء مال ليس في بلدك لا لك ولا لولدك.
الاستثمار الآمن
لا يختلف اثنان بأن سوق الأسهم السعودية واعدة بالكثير من المكتسبات تدعمها استقرار أسعار النفط المرتفعة, الى جانب النتائج الايجابية للعديد من البنوك والشركات الرائدة التي اظهرت النتائج المالية للأشهر الثلاثة الماضية وهو ما يعني بأن الاستثمار في الأسهم السعودية مغر كما أن نظام الاستثمار الأجنبي يعد عاملا ومحفزا على ازدهار النمو الاقتصادي هنا, توكلوا على الله ففي اسهمنا الواعدة الخير الكثير وأعني بها أسهم الشركات ذات العوائد, فنار أسهمنا أرحم بكثير من جنة أسهم العم سام.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
|
|
|
|
|
